وُلد لضابط بريطاني وعمل راعيا ولحاما وقارئا للطالع ومنظفا.. بوب مارلي الفنان الجامايكي ملك موسيقى "الريغي"

روبرت نيستا مارلي (بوب مارلي) ولد في جامايكا لأب إنجليزي وأم جامايكية (غيتي)

روبرت نيستا مارلي، ويشتهر بـ"بوب مارلي"، موسيقي جامايكي إنجليزي ولد عام 1945، كافح الفقر ووجد الإلهام في الموسيقى، واشتهر بعد إنشائه فرقة "ذا ويلرز" عام 1963، حتى عُدّ أول موسيقي يخرج من "العالم الثالث" وينال اعترافا عالميا بنمطه الموسيقي. بيعت طوال حياته وبعد مماته مئات الملايين من نسخ ألبوماته الغنائية. وتوفي عام 1981.

غنى للسلام والحب والوحدة الأفريقية، وانحاز إلى الشعوب الفقيرة، وعشق الجمهور كلمات أغانيه في كل أنحاء العالم، رغم اختلاف الثقافات واللغات. وأصبح فبراير/شباط شهرا وطنيا لموسيقى (الريغي) في جامايكا، وأغنيته "3 عصافير صغيرة"، أصبحت نشيدا لجماهير نادي أياكس الهولندي، تتغنى به في كل مباراة منذ عام 2008.

لقب بوب بكثير من الألقاب منها "كولومبوس السود" و"توف غونغ" بسبب شجاعته ومهارته كمقاتل في الشوارع في شبابه، وقد استخدم هذا اللقب في بدايات إنتاجه الموسيقي، واسم "بوبى مارتيل"، حين أصدر أغنية "فنجان قهوة"، و"الفتى النحيف" لنحافته الشديدة، و"ملك الريغي" لأنه أرسى نمطا موسيقيا خاصا سماه "الريغي".

حامت حول شخصيته كثير من الأقوال، فمن جهة حظي بإعجاب كثيرين وصل حد التقليد في الملبس والمظهر العام، ومن أخرى كان مثيرا للجدل بمظهره "الفوضوي العبثي وضفائره الطويلة المرعبة".

اعتبره كثير من النقاد والمراقبين "هيبي" (آلهة الشباب عند الإغريق) غريب الأطوار، يتبع أسلوب حياة بلا حدود ولا قواعد، أو مجرد شخص تشوّشت طرق حياته في كثير من المحطات، فتبنى معتقدا جاهليا، وأدمن الماريغوانا والعلاقات الغرامية العديدة، ثم نظر لمعتقده فنيا، وأعطى قيمة جديدة لحياة جيل الانحراف.

المولد والنشأة

ولد روبرت نيستا مارلي، في السادس من فبراير/شباط 1945، في قرية سانت آن شمال جامايكا، لأب إنجليزي أبيض، كان يعمل ضابطا في البحرية البريطانية يدعى الكابتن نورفال مارلي، وكان في أواخر الستينيات من عمره، عندما تزوج من الجامايكية السوداء سيديلا بوكر ذات الـ18 عاما.

أتى بوب نتيجة زواج مرفوض اجتماعيا، فبعد عام من مولده، اضطر والده إلى هجره هو وأمه، بسبب ضغوط عائلته الإنجليزية التي عارضت الزواج، حتى إنه فصل من الجيش البريطاني، وحرم من ميراثه.

ولم ير بوب والده سوى مرات قليلة على فترات متباعدة حتى وفاته عام 1957 بسبب نوبة قلبية، فأصبح يتيما وهو في العاشرة من عمره، وبات راعيا في مزرعة بعمر 11 سنة.

قضى طفولة صعبة في الريف الشمالي بجاميكا، وفي تريش تاون أحد أفقر أحياء غرب العاصمة كينغستون، التي انتقل إليها مع والدته في رحلة للبحث عن حياة معيشية أفضل.

بوب احترف الغناء في سن الـ16 من عمره، بعد أن خضع لاختبار أداء مع المنتج ليزلي كونغ (غيتي)

الفقر والتشرد

في أزقّة تريش تاون وشوارعها الضيقة، احترف بوب قراءة أوراق النخيل (قراءة الطالع)، لتكون مهنة يكسب منها قوت عيشه هو وأمه.

كانت والدته تعمل مساعدة منزلية، حينما سجلته في مدرسة ستيبني الابتدائية والثانوية، وكان طالبا جيدا، لكنه فضل التسكع مع رفاقه في الحي بدلا من الذهاب إلى المدرسة.

وبعد وقت قصير من بدء تعليمه الرسمي، أقنعته والدته بالعمل في ورشة لِحام، حتى لا يبقى عاطلا عن العمل، لكنه أصيب بقطعة معدنية في عينه فترك الورشة. وعندما بلغ الـ15 من عمره ترك الدراسة نهائيا.

عاش بوب الفقر والتشرد، وكان ينام جائعا في طفولته معظم الأيام، وكانت والدته تكافح لتوفير ثمن إعداد طبقه المفضل، عصيدة دقيق الذرة.

عاش بوب مع امرأة مسنة بعد زواج والدته وهجرتها إلى أميركا، ثم بقي مشردا ينام تحت شرفات المنازل، يعيش على إعانات الطعام من الدولة.

عام 1966، التحق بوالدته في ولاية ديلاوير الأميركية، وقام بتغيير اسمه الأوسط من نيستا إلى بوب بناء على نصيحة مسؤول جوازات جامايكي أخبره أن يغير –قبل هجرته- اسمه الأوسط، لأنه اسم فتاة في بعض البلدان.

عمل بعدها في شركة "دوبونت" بأميركا مساعدا في المختبر، ثم عامل نظافة في "فندق دوبونت"، وعاملا في مصنع "كرايسلر"، وحصل على أجره باسم "دونالد مارلي".

وكان قد صرح بأنه أحب مصادفة أن الأحرف الأولى لاسمه "بوب مارلي" مع اسم فرقته "ويلرز" يشكلان اسم العلامة التجارية لسيارات "بي إم دابليو" (BMW) وهي علامة السيارة الوحيدة التي كان يملكها طوال حياته.

بوب أنشأ مع صديقين له فرقة موسيقية عام 1963 أطلقوا عليها اسم "المراهقون" قبل أن يغيروه إلى "ويلرز" (غيتي)

الفتى "المختلط"

في المكانين اللذين عاش فيهما بوب في صباه، وجد نفسه منبوذا ويتعرض للتشهير والمضايقات، بسبب أصله العرقي، إذ كانت ملامحه تحمل خليطا عرقيا يتضح من لون بشرته الفاتح نسبيا.

وفي حي ترنش تاون، نظر إليه الناس بغرابة وكان يلقب بـ"الصبي الأبيض" قصد إهانته، وهذا ما جعله يصبغ شعره بـ"ملمع الأحذية" ليزيد قتامة سواده، فيبدوا أفريقيا أكثر، كما قالت أرملته ريتا مارلي.

وكان بوب يقول في حواراته "وُلدت لأب أبيض وأم سوداء، واعتاد الناس أن ينادوني بالفتى المختلط، لذا لا أميل إلى الرجل الأسود ولا إلى الرجل الأبيض، بل إلى الله الذي خلقني من الأبيض والأسود".

كانت كرة القدم تمثل حياة بوب الثانية بعد الموسيقى، وقال عنها "هي الحرية والكون كله". وكان يخصص الساعة الثالثة بعد الظهر للعب مع زملائه الموسيقيين لنحو 3 ساعات، لذلك لم يخلع حذاء رياضة التنس أو الكرة من قدميه إلا نادرا، لذا لقبه زملاؤه بـ"الربان".

وقال لأحد الصحفيين، "إذا كنت تريد التعرف علي، فسيتعين عليك لعب كرة القدم ضدي وضد فرقة ويلرز"، حتى إنه عين لاعب كرة القدم الجامايكي آلان سكيل كول مديرا لأعماله خلال سبعينيات القرن الماضي.

شبه بوب نفسه بقطعة حجر عندما كتب أغنية "كورنرستون" (Cornerstone) عام 1970، وشبه والده وعائلته الإنجليزية بـ"عامل البناء"، الذي يرفض التقاط هذا الحجر ليُكمل به عمله. وجاء في كلماتها "الحجر الذي رفضه البنَّاء، سيظل دائما حجر الأساس، أنت بنَّاء وأنا حجر، لا ترفضني، لأن الأشياء التي يرفضها الناس، هي الأشياء ذاتها التي يجب عليهم استخدامها".

ووصفت أخته غير الشقيقة كونستانس مارلي هذه الأغنية بأنها حقيقية إلى درجة كبيرة، لأن بوب بالفعل هو من خلد اسم عائلته الإنجليزية مارلي، رغم عدم اعترافهم به.

KINGSTON, JAMAICA - JULY 9: Bob Marley relaxes with friends in front of his house at 56 Hope Road on July 9, 1979 in Kingston, Jamaica. (Photo by Charlie Steiner - Hwy 67 Revisited/Getty Images)
بوب اعتاد التمرن على الموسيقى مع فرقته في المقابر عند الساعة 2 ليلا ليتغلبوا على رهبة المسرح أمام الجمهور (غيتي)

تجربة فنية بدأت من المقابر

كانت عائلة بوب المسيحية مرتبطة بالموسيقى، فجده كان بارعا في العزف على الكمان وآلة الأكورديون، وحكت والدته سيديلا أن ابنها كان يتطلع لأن يصبح مغنيا منذ طفولته المبكرة، إذ أبدى اهتمامه بالموسيقى منذ أن كان في الـ12 من عمره.

وكان يقضي وقته في الغناء والاستماع إلى الموسيقي في شوارع ضاحية ترنش تاون الفقيرة، خصوصا أغاني راي تشارلز عبر الإذاعات، لأنه لم يملك ثمن شراء الأسطوانات الموسيقية.

كان بوب يعتبر الموسيقى نشاطا ترفيهيا يتخطى به دماره النفسي، باعتباره ملاذا يهرب إليه من الفقر والعنصرية، وعندما تعرف على صديقه باني وايلر، تعلم منه العزف على غيتاره، ووقتها قرر أن تكون الموسيقى عمله.

احترف بوب الغناء في سن الـ16 من عمره، بعد أن خضع لاختبار أداء مع المنتج ليزلي كونغ. وعام 1962، سجل أغنيته الأولى "لا تحكم" (Judge Not) التي كتبها من أقوال ريفية تعلمها من جده. كما سجل أغنيتين فيما بعد، لكن أغانيه الفردية لم تحقق نجاحا كبيرا.

وبعدها كون بوب مع صديقيه باني وايلر وبيتر توش فرقة موسيقية عام 1963، أطلقوا عليها اسم "المراهقون"، لكنهم غيروه إلى "ويلرز" (The Wailers) التي تعني "البكاؤون".

كان بوب معتادا التمرن على الموسيقى مع صديقيه في المقابر عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ليتغلبوا على رهبة المسرح أمام الجمهور.

ورغم النجاح المحلي الذي حققته فرقة "ويلرز"، فإن بوب كان يواجه صعوبة في كسب عيشه من مهنة الموسيقى، فاضطر مع أعضاء فرقته للهجرة إلى أميركا بحثا عن فرص أفضل لكسب العيش.

بوب مارلي نشأ كاثوليكيا لكن تحول إلى حركة "الراستافاريين" عام 1966 (غيتي)

التحول الديني

نشأ بوب كاثوليكيا لكن -عام 1966- تحول إلى حركة "الراستافاريين" التي تعد عقيدة جديدة نسبيا، نشأت في أوساط السود (ذوي الأصول الأفريقية) في جامايكا عام 1930. وكلمة "راستا" تعني في اللغة الإثيوبية (الرأس أو الأمير أو القائد)، و"تافاري" تعني (خشية أو مهابة).

كانت طقوس وثقافة هذه الحركة محورية في موسيقاه وأغانيه فتظهر في مظهره من خلال قبعته الملونة بألوان العلم الأثيوبي وجدائله المعروفة باسم "دريدلوكس"، وحين سُئل عن سر تمسكه بـ"الضفائر المرعبة" قال "إنها هويتي". ولم يقص جدائل شعره، إلا قبل أسابيع من وفاته.

وقد أثر هذا الأمر على نظامه الغذائي فاتبع نظاما يسمى "إيتال" النباتي الخالي من الملح واللحوم والأطعمة المصنعة والحليب والقهوة والكحوليات، ويأكل الأسماك التي لا يزيد طولها على 12 بوصة.

مدمن حشيش

كان تدخين "الجانجا" (الماريغوانا) طقسا لابد من ممارسته قبل أن يبدأ موسيقاه، فبالنسبة له كانت دواء لهمومه وآلامه، فصاحبته في جميع أوقاته، حتى إنه قد أفرد لها ألبوما كاملا عام 1978 بعنوان "كايا"، وهو الاسم الجامايكي لنبتة الماريغوانا، على الرغم من قضائه شهرا في السجن عام 1968 بسبب حيازته لها.

كان بوب يدخن حوالي 18 حبة منها في اليوم، أي ما يقارب رطلا من الحشيش كل أسبوع، ويقال إنه في إحدى حفلاته، مُنع من اصطحاب (الماريغوانا)، فأخفى لفافاتها في ضفائره، وعندما صعد إلى المسرح دخنها على إيقاعات موسيقاه الصاخبة.

الماريغوانا كانت لبوب مارلي طقسا لابد من ممارسته قبل أن يبدأ موسيقاه حتى أفرد ألبوما كاملا لها عنونه "كايا" (غيتي)

طريق الشهرة

كانت فرقة "ويلرز" تتكون من 3 أعضاء حتى عام 1966، وكانت نقطة التحول في مسيرتها عام 1971، عندما قابل بوب المنتج الجامايكي من أصل بريطاني كريس بلاكويل في لندن، وعرض عليه عام 1973 مبلغ 4 آلاف جنيه إسترليني لإصدار ألبوم واحد بواسطة أجهزة شركته، مع 4 آلاف جنيه أخرى بعد التسجيل، وهو ما عده بوب آنذاك عرضا كبيرا.

وكانت تلك بداية طريقه نحو الشهرة، إذ حققت الفرقة نجاحا واسعا، ولاقت موسيقى "الريغي" الجامايكية إقبالا كبيرا في جميع أنحاء العالم.

وحينما غادر بيتر توش وباني وايلر الفرقة ليعملوا منفردين عام 1974، أصبحت ريتا (زوجة بوب) من المغنيات الثلاث في كورال فرقة ويلرز،  فأُعيدت تسمية الفرقة إلى "بوب مارلي وويلرز"، وأطلق أغنيته الشهيرة "لا يا امرأة لا تبكي"، وهي الأغنية التي قادته إلى العالمية.

وعرف عنه أنه كان يسجل أغانيه في إطار حفلات أمام الجمهور، وحينما سئل، هل تعتقد أنك أصبحت نجما؟ أجاب "أظنني مجرد فلاح يؤدي أغاني يعتقدها جميلة بمصاحبة الغيتار، وشاءت الأقدار أن تعجب الآخرين".

وعن مقدار ثروته، قال لا أهتم لذلك، لكن مدير أعمالي قال إن أسطوانة "بابل بالحافلة" (Babylon by Bus) قد جعلت مني مليونيرا.

كاتب وملحن وعازف ومغن

كان بوب كاتب الأغاني والملحن والمغني الرئيسي وعازف الغيتار الإيقاعي في فرقته، وخلال الستينيات وحتى أوائل الثمانينيات، أرسى وفرقته نمطا موسيقيا غنائيا تحت اسم "ريغي" أو "فازر" بلهجة الراستا (لكنة إنجليزية يتحدثها الجامايكيون الراستافاريون).

والريغي أسلوب شعبي للموسيقى الجامايكية، يجمع بين الموسيقى السوداء الشعبية "ساكا" (Ska Music)، و"دوب ريغي" (Dub Reggae)، الذي يشبه موسيقى أهل جبال النوبة في السودان، ثم موسيقى "روك ستيدي" (Rock Steady).

وكلمة ريغي تعود إلي أصل إسباني قديم بمعنى "ملوك الموسيقى"، وعرفت باسم "موسيقى الرفض" أو "الموسيقى السياسية". واعتبرت الكلمات التي تغنى بها بوب نوعا من النقد الاجتماعي، فلقد حملت أغانيه رسائل للحب والتمرد على الظلم والعبودية، كما بثت معاني العدالة والحرية والسلام ومحاربة الفقر.

وكان بوب قد عاين العنصرية والظلم والاضطهاد الذي عانى منه السود في أميركا، فانعكس أثر ذلك في أغانيه لاحقا مثل أغنية "جندي بافالو"، وأغنية "استيقظ وعش".

وعام 1980، حين قدم حفلا ضمن مراسيم الاحتفال باستقلال "زيمبابوي"، دعا إلى الوحدة الأفريقية من خلال أغنيته "زيمبابوي" وكان يقول "إذا كانت موسيقاي تتوجه نحو الإنسانية، فإن قلبي ينبض من أجل أفريقيا".

خلال الستينيات أرسى بوب مع فرقته نمطا موسيقيا اسمه الـ"ريغي" لذا لقب بملك "الريغي" (غيتي)

أوقف حربا أهلية

عام 1976، نشبت حرب أهلية بين مؤيدي الحزب الوطني ومؤيدي حزب العمال المعارض، ووقتها استدعي حينها بوب كي يحيي حفلا، وقبلها بيومين، تمت محاولة اغتياله داخل منزله من قبل مسلحين مجهولين، فأصيب برصاصة في ذراعه، ولم يتم انتزاعها خوفا من أن تتسبب العملية الجراحية في فقدانه السيطرة على أصابعه التي يحتاج إليها في العزف. ولم يُكشف عن الدافع الحقيقي وراء محاولة اغتياله.

ورغم ذلك، غنى في حفل "سمايل جامايكا"، وقال عندها "إن الناس الذين يحاولون جعل هذا العالم أسوأ، لا يأخذون يوما عطلة، فكيف أستطيع أنا فعل ذلك؟".

وعام 1978، لجأت إليه حكومة جامايكا مجددا، وقدم بوب حفلا مجانيا، جمع من خلاله زعيم الحزب الحاكم وزعيم المعارضة على خشبة المسرح وجعلهما يتصافحان، ليُنهي حالة الاحتقان والصراع بين الحزبين.

خيانات زوجية

على الرغم من أن بوب ظل متزوجا من ريتا حتى وفاته، فإنه اشتهر بكثرة خياناته الزوجية، آخرها كانت مع ابنة رئيس الغابون السابق عمر بونغو، حسب شهادتها بالفيلم الوثائقي الذي أنجز حول مسيرته.

وحكت زوجته أنه كان يروي لها عن هذه العلاقات، ويعلمها في حال نتج عنها أولاد، بل وفي بعض الأحيان كان يحضر أبناءه لبيتها لتقوم بتربيتهم، حسبما قالت.

كان لبوب 11 طفلا، حسب موقع "مارلي" الإلكتروني، 7 منهم جاؤوا نتيجة علاقات غير شرعية، لكن الرقم الحقيقي لأبنائه ظل محل نزاع قضائي بعد وفاته.

ومن بين أطفاله 7 أصبحوا موسيقيين بناء على رغبة والدهم، فأنشؤوا فرقة عرفت باسم "صناع الميلودي" (melody makers)، وقبل وفاته، نقل جميع الحقوق الأدبية لأغانيه إلى أسرته.

لكن بعد 11 عاما من وفاة بوب مارلي، كانت حقوق توزيع أكثر من 13 أغنية من أغانيه كتبت بين عامي 1973 و1976 محل نزاع بين شركتين للإنتاج بالمحكمة العليا في بريطانيا.

لوحة جدارية للفنان البرتغالي سيرجيو أوديت تصور المغني الجامايكي بوب مارلي في ساكافيم بالبرتغال (الفرنسية)

أرقام وحقائق

  • كانت أغنية "أطلقت النار على النقيب"، أول أغنية أميركية لبوب مارلي منذ أغنية "ليلى" وصلت إلى المركز الأول على "بيلبورد هوت 100" يوم 14 سبتمبر/أيلول 1974.
  • بعد وفاة بوب مارلي بـ3 سنوات، صدر آخر ألبوماته "أسطورة" (Legend) عام 1984، وأصبح الأعلى مبيعا في التاريخ، إذ بيعت أكثر من 75 مليون نسخة حول العالم، وبقي الألبوم محافظا على لقبه.
  • تعد أغنية "حب واحد" (One Love)، التي يدعو فيها إلى السلام، من أشهر أغاني بوب مارلي على مستوى العالم.
  • تقدر مبيعات فرقة ويلرز عندما توفي بوب مارلي بنحو 190 مليون دولار.
  • بيع من ألبوم بوب مارلي "أسطورة" أكثر من 20 مليون نسخة.
  • بلغت مبيعات تسجيلاته 300 مليون نسخة تقريبا حتى عام 2000، وهو رقم كبير بالنسبة لمغن من "العالم الثالث" توفي قبل ربع قرن من مطلع الألفية.
  • بقي ألبوم "أسطورة" من بين أفضل 100 ألبوم مبيعا في الولايات المتحدة لمدة 13 عاما من دون توقف.
  • لا تزال ممتلكات بوب مارلي في قائمة فوربس للمشاهير تحقق 20 مليون دولار سنويا، مما يجعله أحد أكثر المشاهير المتوفين صنعا للثروة.
  • بِيع من ألبوم "أسطورة" وحده أكثر من 12 مليون نسخة أي ما يعادل 180 مليون دولار، وهي حصيلة ألبوم واحد في الولايات المتحدة فقط.

جوائز وتكريمات

  • ميدالية السلام في العالم الثالث من الأمم المتحدة، عام 1978.
  • جائزة "غرامي" الموسيقية عام 2001.
  •  نُقش اسمه في ممر مشاهير هوليود في مدينة لوس أنجلوس الأميركية عام 2001.
  • المركز الثالث في قائمة أعظم كتّاب الأغاني، وفق استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) عام 2001.
  • ضم اسمه إلى متحف مشاهير "الروك آند رول" في الولايات المتحدة عام 1994.
  • صدر فيلم "مارلي" عام 2012 تكريما لمسيرته، وهو من إخراج كيفين ماكدونالد.
  • "أفضل فرقة في السنة" عام 1976، بتصويت مجلة "رولينغ ستون".
  • جائزة "وسام الاستحقاق الجامايكي"، عام 1981.
  • وصفته جريدة "نيويورك تايمز" (New York Times) بأنه "أكثر فنان تأثيرا في النصف الثاني من القرن العشرين".
  •  وصفت مجلة "تايم" (Time) ألبوم "نزوح" (Exodus) بأنه "ألبوم القرن" عام 1999.
مغني موسيقى الريغي الجامايكي جو مارلي، حفيد بوب مارلي، توفي عن 31 عاما (مواقع التواصل)

وفاته

توفي بوب يوم 11 مايو/أيار 1981 في مستشفى جامعة ميامي الأميركية، عن عمر لم يتجاوز 36 عاما، وكانت كلماته الأخيرة لابنه زيغي "المال لا يشتري الحياة".

وكانت وفاته بسبب نوع من سرطان الجلد نادر يسمى "الميلانوما" نما تحت ظفر إصبعه، ورفض نصيحة الأطباء ببتره عندما اكتشفوه عام 1977، بسبب معتقد عدم تغيير الحالة الطبيعية للجسم لدى ديانة الراستافاري التي كان يؤمن بها.

حاول اللجوء إلى العلاج الطبيعي في "العيادة البافارية" للطبيب جوزف إيسلس، وعندما تدهورت حالته قرر الحصول على علاج طبي عام 1980، في مركز سلون كيترينغ للسرطان في نيويورك، لكنه كان قد انتشر في رئتيه ودماغه، وقيل إنه كان نحيلا ويزن 82 رطلا (نحو 37 كيلوغراما) يوم وفاته.

أُجريت مراسم الجنازة الرسمية، يوم 21 مايو/أيار 1981 في جامايكا، ودُفن في كنيسة بمسقط رأسه، وكان مما دُفن معه غيتاره جيبسون الأحمر، وبرعم من الماريغوانا.

المصدر : مواقع إلكترونية