الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة 2023.. بنودها وتفاصيلها

بعد مرور أكثر من 46 يوما من عدوان إسرائيل (السيوف الحديدية) على قطاع غزة ردا على معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل على هدنة بينهما لأربعة أيام بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتم تمديدها يومين إضافيين.

وقالت وزارة الخارجية القطرية إن غرفة عمليات في الدوحة تراقب الهدنة وإطلاق سراح الرهائن ولديها خطوط اتصال مباشرة مع إسرائيل ومع المكتب السياسي لحماس في الدوحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

اتفاق الهدنة

شملت بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل الآتي:

  • وقف إطلاق النار من الطرفين ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال بكافة مناطق قطاع غزة.
  • وقف حركة آليات الاحتلال العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.
  • إطلاق سراح 50 امرأة وقاصرا تحت سن الـ19 عاما من الأسرى عند حماس، مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصرا من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل.
  • وقف حركة الطيران فوق شمال غزة من 10 صباحا حتى 4 مساء في كل يوم من أيام الهدنة.
  • وقف حركة الطيران تماما فوق جنوب القطاع خلال مدة الهدنة بالكامل.
  • عدم التعرض أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة.
  • ضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.
  • دخول شاحنات محملة بالمساعدات والوقود إلى قطاع غزة، ونشرت حماس أنه سيتم إدخال 200 شاحنة إغاثية يوميا، إضافة إلى 4 شاحنات تحمل الغاز والوقود.

جهات التفاوض وآليته

كانت دولة قطر راعي الوساطة المحوري بين حماس، التي لها مكتب سياسي في العاصمة الدوحة، وبين إسرائيل عبر قنوات اتصال مفتوحة معها.

وأسهمت الولايات المتحدة بإجرائها اتصالات مع قطر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الهدنة للاتفاق عليها، وشاركت مصر التي لها حدود برية مع قطاع غزة عبر معبر رفح.

ونشرت إسرائيل قائمة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون سن الـ19، وينتمي 49 من هؤلاء الأسرى إلى حركة حماس.

اليوم الأول

في اليوم الأول من الهدنة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أطلقت حماس سراح 13 أسيرا إسرائيليا بينهم 4 أطفال وأمهاتهم ونساء مسنات، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني كان من عمال المزارع في إحدى المستوطنات.

واستلمت الأسرى الإسرائيليين اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموجودة في غزة، ونقلوا عبر معبر رفح.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت يومها، وكانت أكبر قافلة من نوعها تصل إلى غزة منذ بداية الحرب. ويومها تم كذلك إدخال 129 ألف لتر من الوقود إلى القطاع عبر معبر رفح، وأجلي 21 مريضا من شمال القطاع.

في حين أطلقت إسرائيل سراح 39 امرأة وطفلا فلسطينيا كانوا مدانين ومحتجزين بتهم تتعلق بحيازة أسلحة وارتكاب أعمال عنف.

وتمكن 144 فلسطينيا كانوا عالقين في مصر من الدخول إلى القطاع عبر معبر رفح يومها.

اليوم الثاني

إثر مخالفة إسرائيل لبنود الهدنة، أعلنت حماس يوم السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنها ستؤجل الجولة الثانية المقررة من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، حتى يلبي الاحتلال جميع شروط الهدنة، بما في ذلك الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان إن 340 شاحنة مساعدات دخلت غزة في المجمل منذ يوم الجمعة، 268 منها كان يوم السبت، وصل منها إلى شمال القطاع 65 فقط، وهو أقل من نصف ما وافقت عليه إسرائيل، إضافة إلى أنها لم تطلق سراح المعتقلين لديها حسب الأقدمية.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن إسرائيل لم تحترم شروط إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، إذ لم تطلق سراح المعتقلين حسب الأقدمية كما كان متوقعا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن توزيع المساعدات داخل قطاع غزة يتم من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وعاد اتفاق إطلاق سراح الأسرى في غزة إلى مساره مساء اليوم الثاني من الهدنة بعد حل الخلاف بشأن إرسال المساعدات إلى شمال القطاع، وسلّمت حماس الدفعة الثانية من الرهائن، وأفرجت عن 13 إسرائيليا، 6 نساء و7 قاصرين و4 تايلنديين، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسلّمت إسرائيل 39 أسيرا (33 طفلا و6 نساء).

علما أن الأجانب غير الإسرائيليين الذين أطلقت حماس سراحهم (15) في أول يومي الهدنة لم يدرجوا ضمن بنود اتفاق الهدنة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال الجمعة والسبت، مما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وبررت إسرائيل فعلها بالقول إن المنطقة الشمالية منطقة عمليات عسكرية.

اليوم الثالث

أعلنت كتائب القسام أنها سلمت 13 أسيرا إسرائيليا و3 تايلنديين وروسيا واحدا في الدفعة الثالثة. وأطلقت إسرائيل سراح 39 أسيرا فلسطينيا في سجونها.

وبدأ آلاف الفلسطينيين يتوافدون في طوابير إلى الأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات للحصول على المؤن التي بدأت تتدفق على القطاع في إطار الهدنة.

ووصلت 6 طائرات مساعدات إلى مطار العريش بمصر لإدخالها إلى غزة، 3 منها أرسلت من قطر واثنتان من السعودية والأخيرة من بلجيكا.

وأشرف وفد دبلوماسي قطري على رأسه رئيسة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية لولوة الخاطر، من داخل قطاع غزة، على عملية إدخال وإيصال مساعدات قطرية إضافية للشعب الفلسطيني.

اليوم الرابع

قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في الدفعة الرابعة كانوا 30 قاصرا و3 نساء، في حين أفرجت حماس عن 3 فرنسيين وألمانيين و6 أرجنتينيين، إضافة إلى 6 تايلنديين.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 15 ألفا، بعد انتشال العشرات من الجثث من تحت الأنقاض والطرقات.

وأعلنت إسرائيل انتظار موافقة حماس على تمديد الهدنة يوما إضافيا مقابل 10 رهائن إضافيين، وهو ما سعت قطر للتوسط به بين الطرفين، وخلص إلى تمديد الهدنة يومين إضافيين بنفس الشروط والإفراج عن 10 إسرائيليين كل يوم مقابل 30 فلسطينيا من النساء والأطفال.

اليوم الخامس

أفرجت كتائب القسام بالاتفاق مع سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في الدفعة الخامسة من الأسرى عن قاصر و9 نساء من بينهن نمساوية واثنتين من الأرجنتين وفلبينية، وتسلمهن وفد من الصليب الأحمر، وغادر بهن عبر معبر رفح باتجاه إسرائيل. وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح 30 فلسطينيا نصفهم من القاصرين.

في اليوم الرابع للهدنة زار مدير ومالك شركة تسلا وشركة "إكس" الملياردير الأميركي إلون ماسك غلاف غزة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي اليوم الخامس دعاه القيادي في حركة حماس أسامة حمدان لزيارة القطاع لرؤية حجم الدمار الذي سببه القصف الإسرائيلي.

وأعلن الإعلام الحكومي بغزة في اليوم الخامس انتشال جثث 160 شهيدا من تحت الأنقاض. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال تمنع إدخال شاحنة الوقود التي كان من المفترض أن تتوجه إلى شمال القطاع.

ومن جهة أخرى ذكرت القسام -في بيان عبر تلغرام- أنه "نتيجة لخرق واضح من العدو لاتفاق التهدئة، حدث احتكاك ميداني شمال غزة، وتعامل مجاهدونا مع هذا الخرق".

اليوم السادس

سلّمت القسام مع سرايا القدس في الدفعة السادسة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما بالإضافة إلى 4 تايلنديين وامرأتين روسيتين خارج الاتفاق.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الدفعة ضمّت 5 أطفال و7 نساء، وسلمت القسام محتجزيها في خان يونس جنوبي قطاع غزة للصليب الأحمر.

وأفرجت إسرائيل من جهتها عن 30 أسيرا فلسطينيا نصفهم من الأطفال، وأبدت استعدادها استئناف الحرب على غزة. فيما طلبت القسام من مقاتليها الجهوزية العالية تحسبا لتجدد المعارك في القطاع.

وقبل الإفراج عن الدفعة السادسة من الإسرائيليين المحتجزين في غزة، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن 161 إسرائيليا لا يزالون محتجزين في القطاع.

وأضاف ليفي أن إسرائيل أعدت قائمة بأسماء 50 معتقلا فلسطينيا للإفراج عنهم إذا واصلت حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين لديها.

اليوم السابع

أطلقت القسام في الدفعة السابعة سراح 10 إسرائيليين، فيما أفرج الاحتلال عن 30 فلسطينيا (22 طفلا و8 نساء من الخط الأخضر).

وتبنت كتائب القسام هجوما في القدس المحتلة تسبب بمقتل 3 إسرائيليين واستشهاد منفذيها.

وأعلنت حماس فجر يوم الخميس 30 نوفنبر/تشرين الثاني عن رفض إسرائيل تسلّم 7 محتجزين من النساء والأطفال وجثامين 3 آخرين كانوا قد قضوا تحت القصف الإسرائيلي، مقابل تمديد الهدنة ليوم واحد بشروط الأيام الـ6 الماضية نفسها.

وذكرت الحركة أن رفض الاحتلال جاء رغم تأكيدها عبر الوسطاء أن هذا العدد هو كل ما توصلت له الحركة من المحتجزين من هذه الفئة.

بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله، إن حماس سلّمت إسرائيل قائمة بأسماء المفرج عنهم لا تفي بالمتطلبات الإسرائيلية، وإنه إذا لم تتغير القائمة بحلول نهاية الهدنة، فإنهم سيعودون إلى القتال.

ما بعد الهدنة

فور انتهاء الهدنة استأنف الاحتلال قصفه على كامل القطاع، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، وحلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن حماس خرقت اتفاق الهدنة وأطلقت صاروخا باتجاه إسرائيل.

وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على جنوب القطاع حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، واستهدفت إسرائيل شمال غرب القطاع بغارة جوية، بينما استهدف قصف مدفعي مناطق متفرقة في مدينة غزة.

وفي الساعات الأولى من استئناف الحرب بين الطرفين، تسبب الاحتلال بمجازر عدة في أنحاء متفرقة في القطاع، إذ استهدف مخيم المغازي ومنازل مأهولة وسط القطاع ووسط رفح.

وأعلنت كتائب القسام قصف عسقلان وسديروت وبئر السبع ردا على استهداف الاحتلال المدنيين في القطاع. فيما استهدفت سرايا القدس تجمعا لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي كانت متمركزة في محور نتساريم بعدد من قذائف الهاون.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن الواقع الصحي في شمال القطاع "مؤلم وكارثي" وأكد أن مستشفيات الجنوب مستنزفة وأن الهدنة لم تسعف المنظومة الصحية.

المصدر : الجزيرة + وكالات