مستوطنة "زيكيم" الإسرائيلية.. أحد أهداف عملية "طوفان الأقصى"

تقع مستوطنة زيكيم على الحدود الشمالية من قطاع غزة وجنوب مدينة تل أبيب، وتتبع مدينة عسقلان، وفيها قاعدة "زيكيم" العسكرية المطلة على شواطئ المدينة. وتكمن أهمية القاعدة في وقوعها ضمن المستوطنة التي تتمتع بتحصينات أمنية مشددة، حيث توجد مصفاة للنفط ومحطة توليد كهرباء تمد جنوب إسرائيل بالكهرباء إلى جانب القاعدة العسكرية المذكورة.

وبرزت معالم المستوطنة الأولية عام 1949 على يد جماعة من الشباب اليهوديين المنتمين لمنظمة "هتشومير هتسعير" (الحارس الشاب)، وفي أيامها كانت البؤر الاستيطانية مشتتة وموزعة وغير منظمة. وأنشئت زيكيم على أرض كانت جزءا من قرية هيربا الفلسطينية، التي يزعم الإسرائيليون أنها كانت مهجورة.

وبدأت زيكيم (ويعني اسمها نقطة ضوء) تجذب إليها مستوطنين يهودا من أنحاء العالم، خاصة من أتباع "هتشومير هتسعير"، وفي عام 1971 أنشئ فيها مصنع "بوليرون"، الذي يعدّ من أنجح مصانع المراتب في إسرائيل.

أبرز الأحداث

في نوفمبر/كانون الثاني 2008 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء جنوده المتدربين في القاعدة العسكرية "زيكيم" ونقل 4 سرايا عسكرية من أصل 7 في إطار "إعادة التنظيم"، ونفى أي علاقة بين الإخلاء والعمليات المتكررة التي تستهدف القاعدة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2010 قصفت المقاومة قاعدة زيكيم بصاروخ أطلق من بلدة بيت حانون شمال شرق غزة، وأصيب 66 جنديا إسرائيليا، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يتخذ أي إجراء مضاد وسيركز على حماية الحدود الشمالية مع سوريا.

يوم الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2014 قامت وحدة خاصة من الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ثاني أيام العدوان على قطاع غزة، بعملية عسكرية أسمتها "عملية زيكيم" واقتحمت خلالها القاعدة البحرية الإسرائيلية مقابل موقع زيكيم العسكري، وقصفتها بصواريخ كاتيوشا.

وتمت عملية الاقتحام على مرحلتين، الأولى أرسلت فيها كتائب القسام أحد عناصرها للاستطلاع ودراسة موقع العملية قبل تنفيذها، بقي في منطقة قوات الاحتلال عدة ساعات، ثم عاد بمعلومات مفصلة عن الموقع وتفاصيله.

An Israeli man pushes a jetski off a in the southern Israeli Kibbutz of Zikim, the closest Israeli beach to the Gaza Strip (background), on September 12, 2014. Israel and the Islamist movement Hamas that dominates Gaza agreed a truce on August 26, 2014 to end a 50-day war that killed more than 2,200 people and caused enormous destruction in the besieged coastal territory. AFP PHOTO/ JACK GUEZ (Photo by JACK GUEZ / AFP)
قاعدة زيكيم العسكرية تطل على شواطئ عسقلان (الفرنسية)

والمرحلة الثانية انطلقت فيها الوحدة المكلفة بالهجوم مع بداية قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وبداية معركة "العصف المأكول"، وانقسمت إلى مجموعتين، الأولى قطعت الحدود البحرية سباحة وصولا إلى الشاطئ حيث تتمركز القوات الإسرائيلية البحرية، واشتبكت معها.

وانضمت المجموعة الثانية إلى المجموعة الأولى بعد نحو 45 دقيقة، حيث تطوّر الهجوم بالتنسيق مع قيادة القسام التي بادرت إلى قصف قاعدة زيكيم بالصواريخ وقذائف الهاون.

وأكدت القسام أن الهجوم أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، إلى جانب تدمير آليات عسكرية.

لكن إسرائيل سارعت لإخفاء خسائرها ومنعت نشر تفاصيل العملية، وذكرت وقتها في بيان أنها تمكنت من قتل المهاجمين بمجرد نزولهم من الشاطئ، لكن شريط فيديو سرّبه الإسرائيليون أنفسهم كذّب هذه الرواية، حيث برز مقاتلو القسام وهم يقتحمون الثكنة ويفجرون دبابة من نقطة الصفر.

وفي مايو/أيار 2018 أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية إنشاء حاجز بحري مقابل السواحل في المنطقة المحيطة بقطاع غزة "غلاف غزة"، وقالت إن خطوتها جاءت لمنع "التهديدات الأمنية" مع وجود احتمالات لتنفيذ حماس عملية تستهدف قاعدة زيكيم.

وفي أغسطس/آب 2018 انتهى الجيش الإسرائيلي من "الحاجز المائي" الذي يفصل المناطق الحدودية البحرية بين قطاع غزة وقاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية في مناطق الـ48، في محاولة لتشديد الحصار على القطاع.

وكان الهدف الأساسي من الحاجز المائي منع أي عملية إنزال بحرية لعناصر من الجناح العسكري لحركة حماس، وقال الاحتلال إن الحاجز "الأول من نوعه في العالم"، ويتكون من سواتر ترابية تصل 200 متر في عمق البحر، ويسور المناطق الحدودية لغزة مع سياج شائك وضع على بعد كيلومترات من شمالها.

وبلغ ارتفاع الحاجز 200 متر، وعرض قاعدته 50 مترا مثبتا عليه سور بارتفاع 6 أمتار.

وفي فبراير/شباط 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي استعداداه لإخلاء عدة قواعد عسكرية ومنشآت أمنية منتشرة على طول الخط الساحلي من الشمال للجنوب من بينها قاعدة زيكيم، وقال إن ذلك بهدف استغلال الأراضي ذات القيمة الجمالية العالية لأغراض البناء والإسكان بسبب الاكتظاظ المتزايد في تل أبيب.

A restored old Arab building, which was part of the Palestinian village of Hiribiya, is seen in Kibbutz Zikim, Israel May 12, 2018. Picture taken May 12, 2018. REUTERS/Amir Cohen
أجزاء من مبنى عربي قديم كان جزءا من قرية هربيا الفلسطينية (رويترز)

وفي 20 مايو/أيار 2021 أُطلق صاروخ مضاد للدروع من غزة باتجاه حافلة عسكرية فارغة كانت تحمل 30 جنديا إسرائيليا من المظليين في موقع زيكيم العسكري، وأعلنت القسام أنها وراء الاستهداف.

وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدأت حركة الجهاد الإسلامي مناورة عسكرية في غزة، وأطلقت صواريخ باتجاه البحر سقط أحدها قبالة شواطئ زيكيم، ففعّل الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار المبكر.

وأعلنت "سرايا القدس" أنها كانت تجري مناورة هجومية بالذخيرة الحية وبمشاركة قوات المدفعية والمدرعات والاستخبارات، بشكل يحاكي غارات على مواقع وتحصينات عسكرية إسرائيلية.

ونفذت قوة بحرية تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنزالا بحريا بالزوارق المطاطية على شواطئ زيكيم.

وقالت قناة إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي تمكن يوم 13 مارس/آذار 2024 من إبعاد غواصيْن حاولا التسلل قرب الشواطئ الشمالية لقطاع غزة.

وأضافت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش كان يخشى من وصول الغواصيْن إلى منطقة زيكيم، في حين لم تعلن فصائل المقاومة عن تلك المحاولة، أو تتبنها بشكل رسمي.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرضت المستوطنة إلى هجوم ثان أسندت فيه المجموعة المهاجمة بحرا بالقوارب بمجموعة برية من كتائب القسام، وتوغل المقاومون ما بين 3 و4 كيلومترات داخل القاعدة واشتبكوا مع جنود الاحتلال.

المصدر : الجزيرة + الأناضول + الصحافة الفلسطينية