15 حاكما خلال قرن.. ملوك ورؤساء أفغانستان منذ 1919

ولدت دولة أفغانستان في منتصف القرن الـ18 بقيادة أحمد شاه أبدالي "1747-1772" (يعرف أيضا باسم أحمد شاه دراني)، الذي غزا العاصمة الهندية نيودلهي واستولى على أجزاء من شبه القارة الهندية.

شهدت أفغانستان الحديثة تنافسا جيوسياسيا بين المصالح البريطانية والسوفياتية، وخاضت 3 حروب عرفت فيما بعد بـ"الحروب الأنجلوأفغانية":

  • الحرب الأولى: من 1839 إلى 1842.
  • الحرب الثانية: من 1878 إلى 1880.
  • الحرب الثالثة: كانت لفترة وجيزة في عام 1919.

أصبحت أفغانستان "دولة عازلة" بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية خلال عهد الأمير عبد الرحمن خان "1880-1901″، الذي تمكن من بسط سيطرته على كامل التراب الأفغاني وأخمد الثورات الداخلية.

وعلى مدى القرن الماضي، عانت أفغانستان من صراعات محلية ودولية هزت استقرارها وتماسكها.

يقول المؤرخ الأفغاني حبيب الله رفيع للجزيرة نت إن أفغانستان كانت في عهد الأمير أمان الله خان والملك محمد ظاهر شاه دولة موحدة، وبعد فترة الملك عانت من التوتر المستمر بسبب الاحتلال السوفياتي والأميركي.

خلال أكثر من 100 عام، تعاقب على حكم أفغانستان 15 حاكما، بين ملك ورئيس، وفي ما يلي قائمة بأسمائهم ونبذ قصيرة عنهم:

1- الأمير أمان الله خان (1919-1928)

حكم أفغانستان بعد وفاة والده الأمير حبيب الله خان، تولى السلطة في 1919، وأعلن استقلال بلاده عن بريطانيا بعد وصوله إلى السلطة عقب الحرب العالمية الأولى.

عمل على تطوير وتحديث أفغانستان عبر خطوات من بينها:

  • أنشأ سكة القطار.
  • استورد آلة الطباعة.
  • وضع أول دستور للبلاد.
  • نادى بالحرية الشخصية والمساواة بين أبناء الشعب الأفغاني.

لم تتحمل بريطانيا "الخطوات الإصلاحية" للأمير أمان الله خان، الذي كان يطمح أن يصبح نموذجا ومصدر إلهام لجميع الدول التي احتلتها بريطانيا، حسب ما قال للجزيرة نت الكاتب والمؤرخ الأفغاني عبد الغفور ليوال.

اعتراف الاتحاد السوفياتي بحكومة خان أثار أيضا غضب بريطانيا، التي لم تكن ترغب في خسارة نفوذها السياسي في أفغانستان والمنطقة.

أُجبر أمان الله خان على التنازل عن السلطة بعد أن حكم 9 سنوات، وتولى شقيقه عناية الله خان السلطة لمدة 3 أيام فقط، ثم استولى حبيب الله خان كلكاني على العاصمة كابل بدعم من بريطانيا، ونفى الأمير أمان الله خان إلى إيطاليا، وبقي هناك إلى أن توفي في 25 أبريل/نيسان 1960.

2- حبيب الله خان (1928-1929)

أصبح حبيب الله كلكاني حاكما لأفغانستان أواخر 1928 وبداية 1929. وصل إلى السلطة عبر القوة، ولم تعترف أي دولة بحكومته، ووصفه أنصاره بـ"خادم دين رسول الله"، لكن خصومه وصفوه بأنه متمرد.

لم يتمكن حبيب الله خان من حكم أفغانستان إلا 9 أشهر، حتى قام نادر خان، الذي كان وزيرا في حكومة والد الأمير أمان الله خان، فأسقط حكومة حبيب الله خان بمساعدة القبائل الجنوبية.

هرب حبيب الله خان إلى مسقط رأسه في ولاية بروان شمالي العاصمة كابل ثم استسلم فيما بعد وأعدم مع بعض أصدقائه.

3- محمد نادر شاه (1929-1933)

ولد محمد نادر شاه في 9 أبريل/نيسان 1883، التحق بالجيش في سن الـ29 وشارك في الحرب ضد البريطانيين. يلقب بـ"منقذ أفغانستان"، وأصبح ملكا عليها في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1929.

وطبق جانبا من "الإصلاحات" والأنظمة التي بدأها الأمير أمان الله خان، وسلم المحاكم إلى العلماء، كما ألزم النساء بالحجاب، وفي عهده تأسس جيش نظامي وأنشئت أول جامعة وكلية للطب.

اعترف محمد نادر شاه بالملكية الدستورية في أفغانستان، وأسس عام 1931 أول بنك حكومي.

قتل محمد نادر شاه في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1933 على يد طالب يدعى عبد الخالق، خلال حفل توزيع الجوائز والشهادات على الطلبة.

4- الملك محمد ظاهر شاه (1933-1973)

آخر ملوك أفغانستان، تولى الحكم في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1933، وهو في الـ19 من عمره بعد أن اغتيل والده الملك محمد نادر شاه.

ولد محمد ظاهر شاه في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1914 في العاصمة كابل، وأكمل دراسته في فرنسا.

كانت فترة حكمه في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي فترة انتعاش اقتصادي لأفغانستان لم يسبق لها مثيل، ودعم التعليم وشجّعه بقوة وأمر ببناء المدارس في جميع أنحاء البلاد.

وفي عهده، بُنيت العديد من المطارات مثل مطار كابل الدولي ومطار قندهار الدولي. وانتهى حكمه عام 1973 بانقلاب أبيض قام به ابن عمه محمد داود خان.

محمد داود خان وصل إلى السلطة عبر انقلاب أبيض (مواقع التواصل الاجتماعي)

5- محمد داود خان (1973-1978)

وصل داود خان إلى السلطة عام 1973 عبر انقلاب أبيض ضد ابن عمه محمد ظاهر شاه، وأسس نظاما جمهوريا وأعلن نفسه أول رئيس جمهوري في أفغانستان.

حكم داود البلاد 5 سنوات، وكان صارما، وشهدت فترة حكمه نموا اقتصاديا، كما عمل على إصلاح القوانين وتطوير العلاقات الخارجية للبلاد.

غير أن تغير موقفه من الاتحاد السوفياتي وموقفه من موضوع "بشتونستان" (مشكلة الحدود مع باكستان) زاد من عدد خصومه.

وقتل داود خان و18 شخصا من عائلته في انقلاب قام به الحزب الشيوعي في 28 أبريل/نيسان 1978، وعثر على رفاته بعد 30 عاما، في عهد حكومة الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي.

وقالت وزارة الصحة الأفغانية إنه تم التعرف عليه من قوالب الأسنان ومصحف ذهبي صغير أهداه إليه العاهل السعودي، وفي 17 مارس/آذار 2009 أقام عليه كرزاي جنازة رئاسية ودفن من جديد جنوبي العاصمة كابل.

6- نور محمد تركي (1979-1980)

ولد نور محمد تركي في 14 يوليو/تموز 1917 في مديرية ناوه بولاية غزني وسط أفغانستان، تخرج في جامعة كابل، وبدأ نشاطه السياسي وهو صحفي، وكتب عددا من الروايات والقصص القصيرة.

كان من الأعضاء المؤسسين لحزب الشعب الديمقراطي، وكان أمينه العام من 1965 إلى 1979.

وصل إلى السلطة عام 1979 بعد الانقلاب الذي قاده رفيقه حفيظ الله أمين، وصار أول رئيس شيوعي لأفغانستان، وكانت فترة حكمه سنة واحدة فقط، وقد قتل في ظروف غامضة وتولى بعده السلطة حفيظ الله أمين.

7- حفيظ الله أمين

ولد حفيظ الله أمين في الأول من أغسطس/آب 1929 في مديرية بغمان بالعاصمة كابل، وهو ثاني رؤساء أفغانستان أثناء فترة حكم الشيوعيين.

تلقى أمين تعليمه الابتدائي في بغمان وأكمل دراساته الجامعية في جامعة كابل، ثم توجه إلى الولايات المتحدة وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في التعليم والتربية.

وخلال إقامته في الولايات المتحدة، أصبح رئيسًا لاتحاد الطلاب الأفغان، وبعد عودته رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية لكنه فشل.

تقدم بطلب لعضوية حزب الشعب الديمقراطي، واستطاع أن يجذب انتباه نور محمد تركي، الذي كان زعيم الحزب وتم تعيينه عضوا في اللجنة المركزية ثم صار مسؤولا عن الجناح العسكري.

أصبح حفيظ الله أمين -أيقونة "انقلاب" أبريل/نيسان 1979- نائبا لرئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة الشيوعيين الأولى.

بعد وفاة نور محمد تركي، صار حفيظ الله أمين رئيسا لأفغانستان لمدة 100 يوم فقط.

في خريف عام 1979 حصلت المخابرات السوفياتية على معلومات تفيد بأن الرئيس الأفغاني حفيظ الله أمين يخطط لتفاوض مع الولايات المتحدة وزعيم الحزب الإسلامي لتشكيل حكومة مؤقتة.

قرر الاتحاد السوفياتي التخلص من حفيظ الله أمين على خلفية اتهامه بالعمل مع المخابرات الأميركية، وقتل في عملية عسكرية خاصة في منزله غربي العاصمة كابل، وتم تنصيب بابراك كارمل رئيسا ثالثا لأفغانستان وهو خارج البلاد.

بابراك كارمل (وسط) الرئيس الثالث لأفغانستان (مواقع التواصل الاجتماعي)

8- بابراك كارمل (1979-1985)

بابراك كارمل هو الرئيس الثالث لأفغانستان، وكان حينها من قيادات حزب الشعب الديمقراطي.

خفف كارمل السياسات القاسية للحزب والحكومة إلى حد كبير، واقترح لأول مرة مشاركة وطنية في المؤسسات الحكومية، ونفذها إلى حد كبير.

وصل كارمل إلى السلطة بدعم من الاتحاد السوفياتي السابق، وذلك بعد احتلال السوفيات أفغانستان عام 1979.

لم يحظَ بشعبية بين غالبية الأفغان ولم تقلل "إصلاحاته" من التمرد في البلاد.

محمد نجيب الله آخر رئيس شيوعي لأفغانستان (مواقع التواصل الاجتماعي)

9- محمد نجيب الله (1985-1992)

ولد محمد نجيب الله في 6 أغسطس/آب 1947، كان طبيبًا وسياسيًّا أفغانيًّا، تخرج في جامعة كابل عام 1970 وعمل رئيسًا لجهاز المخابرات الأفغانية لمدة 5 سنوات، وهو رابع وآخر رئيس حكومة من الشيوعيين في أفغانستان.

تولى السلطة عام 1985، وبعد انهيار حكومته لجأ إلى مكتب الأمم المتحدة في كابل وبقي هناك إلى 26 سبتمبر/أيلول 1996 وأعدمته حركة طالبان بعد دخول مقاتليها العاصمة كابل.

10- صبغت الله مجددي (1992)

ولد صبغت الله مجددي عام 1925 في كابل، ذهب عام 1948 إلى القاهرة للدراسة وتعرف على المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي، طرد من مصر بتهمة التورط في خطة اغتيال جمال عبد الناصر.

سجن في أفغانستان 4 سنوات ونصف السنة، ثم أطلق سراحه، وأرسلته المملكة العربية السعودية عام 1971 إلى الدانمارك لإمامة مسجد كوبنهاغن ورئيسا للمركز الوطني للدول الإسكندنافية، ومنحته المملكة العربية السعودية الجنسية.

بعد انهيار حكومة نجيب الله تم تعيينه في 1992 وأصبح تاسع رئيس لجمهورية أفغانستان ولمدة شهرين فقط.

في 28 يونيو/حزيران 1992، انتهت فترة مجددي بصفته رئيسا مؤقتا لما عرفت بـ"حكومة المجاهدين" بعد شهرين، وحل محله برهان الدين رباني.

11- برهان الدين رباني (1992-1996)

ولد برهان الدين رباني عام 1940 في ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان، أكمل دراسته الابتدائية في مسقط رأسه، والثانوية في العاصمة كابل ثم ذهب عام 1968 إلى مصر والتحق بجامعة الأزهر.

أسس رباني حزب الجمعية الإسلامية عام 1971 وشهد حزبه العديد من التقلبات خلال سنوات الحرب الأهلية.

تم تعيينه عام 1992 رئيسا لأفغانستان لمدة 6 أشهر من أجل التمهيد لإجراء الانتخابات العامة واختيار رئيس جديد للبلاد، لكنه رفض التنحي وتورط في الحرب الأهلية مع منافسه قلب الدين حكمتيار إلى أن وصل مسلحو طالبان إلى أعتاب العاصمة كابل.

غادر برهان الدين رباني إلى شمال أفغانستان وقاد المعارضة المسلحة ضد حركة طالبان، واغتيل في تفجير استهدف منزله بكابل في 20 سبتمبر/أيلول 2011.

12- الملا محمد عمر (1996-2001)

زعيم ومؤسس حركة طالبان، ولد عام 1959 في ولاية أرزغان جنوبي أفغانستان، حكم البلاد بين 1996 و2001 قبل الغزو الأميركي عام 2001.

وكان الملا عمر أحد أشهر المطلوبين في الولايات المتحدة الأميركية، وتوفي في أبريل/نيسان 2013 في ظروف غامضة، وأكدت حركة طالبان في 30 يوليو/تموز 2015 وفاته دون أن تحدد تاريخها ولا مكان دفنه.

الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي
حامد كرزاي أول رئيس حكم أفغانستان أطول مدة (وكالة الأناضول)

13- حامد كرزاي (2001-2014)

ولد حامد كرزاي في 24 ديسمبر/كانون الأول 1957 بولاية قندهار لعائلة سياسية من قبيلة بوبلزي، وخدم كل من والده وجده في حكومة الملك محمد ظاهر شاه، آخر ملوك أفغانستان.

وتحت وطأة الحرب الأفغانية في الثمانينيات، اضطرت عائلة كرزاي لمغادرة أفغانستان إلى باكستان، قبل أن يذهب هو للدراسة في الهند، حيث تلقى تعليمه الجامعي، وحصل على الماجستير في العلوم السياسية عام 1982.

بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، عاد كرزاي إلى أفغانستان واختاره اجتماع "اللويا جيرغا" (مجلس القبائل) رئيسا لإدارة انتقالية مدتها 6 أشهر، واختير بعد ذلك رئيسا انتقاليا لمدة عامين في يونيو/حزيران 2002، من قبل "اللويا جيرغا".

في عام 2004 رشح نفسه للانتخابات الرئاسية وفاز لفترتين متتاليين واستمر في السلطة 13 عاما، ويعد كرزاي أول رئيس -بعد الملك الراحل محمد ظاهر- يحكم أفغانستان أطول فترة.

محمد أشرف غني هرب إلى الإمارات في أغسطس/آب 2021 بعد سيطرة طالبان على كابل (مواقع التواصل الاجتماعي)

14- محمد أشرف غني (2014-2021)

ولد محمد أشرف غني عام 1949 بولاية لوغر جنوبي العاصمة الأفغانية كابل، أكمل التعليم الابتدائي والثانوي في مدرسة حبيبة في كابل. سافر إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1973، ثم عاد إلى أفغانستان عام 1977 وعمل أستاذا في جامعة كابل.

في 21 سبتمبر/أيلول 2014، انتخب أشرف غني رئيسا في انتخابات مثيرة للجدل، وبقي في السلطة إلى 15 أغسطس/آب 2021، تاريخ دخول مسلحي طالبان العاصمة كابل، فهرب بعدها إلى الإمارات العربية المتحدة واستقر هناك.

Mullah Haibatullah Akhundzada  هبت‌الله آخندزاده الملا هبة الله آخوند زاده المصدر: شاشة الجزيرة الساعة 15 يوم 2022/7/2
هبة الله آخوند زاده اختار قندهار مقرا لحكومته (الجزيرة)

15- هبة الله آخوند زاده

ولد هبة الله آخوند زاده في أفغانستان يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1967، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان أفغانستان، وكان مقربا من مؤسس الحركة الملا محمد عمر.

اختاره مجلس شورى طالبان زعيما للحركة في 25 مايو/أيار 2016، عقب اغتيال الزعيم السابق للحركة الملا أختر محمد منصور، الذي اغتيل في غارة أميركية قرب الحدود الباكستانية الإيرانية.

ينتمي زعيم حركة طالبان هبة الله آخوند زاده لقبيلة نورزاي، وبعد وصول حركة طالبان إلى السلطة من جديد في أغسطس/آب 2021 اختار مدينة قندهار مقرا رئيسيا لحكومته.

المصدر : الجزيرة