رانيل ويكريمسينغه.. رئيس وزراء سريلانكا 6 مرات

رانيل ويكريمسينغه تولى رئاسة وزراء سريلانكا مؤقتا في 13 يوليو/تموز 2022 بعد مظاهرات واضطرابات (الفرنسية)

سياسي وبرلماني سريلانكي من أسرة ثرية، اقتحم ميدان السياسة منذ شبابه وتولى عدة مناصب، أبرزها رئاسة الوزراء 6 مرات.

تولى رانيل ويكريمسينغه "الإصلاحي الموالي للغرب" منصب رئاسة الوزراء في سريلانكا للمرة السادسة في عام 2022، ليدير دفة إنقاذ اقتصاد البلاد بعد انهياره وهروب رئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا.

ينظر إلى ويكريمسينغه على أنه "زعيم معارض متعاون مع الحكومة"، وينسب له الفضل في دفع البلاد اقتصاديا إلى وضع أفضل خلال فترة ولايته الأولى رئيسا للوزراء عام 1993.

المولد والنشأة

ولد رانيل ويكريمسينغه في 24 مارس/آذار 1949 في كولومبو لعائلة ثرية، وهو الابن الثاني لإزموند ويكريمسينغه أحد أقطاب الصحافة المهمة في البلاد، والذي كان سابقا رئيس معهد الصحافة الدولي ومستشارا لبعض المسؤولين الحكوميين.

عرف لأول مرة باسم ابن شقيق أول رئيس لسريلانكا جونيوس غايواردين.

تزوج من مايتري الأكاديمية والأستاذة في اللغة الإنجليزية في عام 1994.

الدراسة والتكوين العلمي

درس في كلية رويال الملكية بالعاصمة كولومبو، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة سيلان بالمدينة نفسها، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون، وأصبح محاميا بعد تغييرات طرأت على مهنة المحاماة في عام 1973.

وخلال دراسته شغل منصب رئيس اتحاد طلاب القانون ونائب رئيس مجلس طلاب الجامعة.

في عام 2014 كان زميلا في مركز الدراسات الدولية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" (MIT) في كامبردج بالولايات المتحدة الأميركية.

التجربة السياسية

في عام 1972 باشر العمل محاميا في المحكمة العليا لسريلانكا، ثم بدأ مسيرته السياسية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي مع الحزب الوطني المتحد "يو إن بي" (UNP) الذي تأسس سنة 1946، بصفته رئيسا للهيئة الانتخابية في كيلانيا.

أصبح لاحقا رئيسا للهيئة الانتخابية في بياغاما، وفاز في الانتخابات البرلمانية لأول مرة في العام 1977، وفي السنة ذاتها أصبح وزيرا للخارجية وأسس الحرس الوطني السريلانكي والمجلس الوطني للشباب، ورقي بعدها بفترة وجيزة إلى منصب وزير شؤون الشباب والتوظيف، ليصبح أصغر وزير في الحكومة.

في عام 1989 عين وزيرا للصناعة والعلوم والتكنولوجيا، حيث بدأ بإصلاحات صناعية، وأسس منطقة بياغاما الاقتصادية الخاصة.

تولى رئاسة الوزراء لمدة 16 شهرا في العام 1994، وفي العام ذاته أصبح زعيم الحزب الوطني المتحد بعد اغتيال جاميني ديساناياكي.

قام بتحسين صورة حزبه عن طريق تعيين لجنة تأديبية للتخلص من أعضاء الحزب الفاسدين.

وفي الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول 1999 خسر ويكريمسينغه أمام الرئيسة شاندريكا كوماراتونغا خلال فترة متوترة في البلاد نجا فيها من محاولة اغتيال بعد انفجار قنبلة في اجتماع كان يخطب فيه ببلدة إباوالا.

في الانتخابات البرلمانية العامة عام 2001 قاد ويكريمسينغه الاتحاد الوطني وفاز بـ109 مقاعد متغلبا على التحالف الشعبي، مما ساعده على تشكيل حكومة وأصبح رئيس الوزراء الـ17 لسريلانكا.

اقترح خلال توليه رئاسة الوزراء للمرة الثانية بناء مدينة ضخمة (ميغابوليس) في المقاطعة الغربية للبلاد تنافس المدن الكبرى عالميا، لكن المشروع لم يستمر بعد سقوط حكومته.

ساهم أيضا بتلقي الدعم الخارجي الذي كان من المتوقع أن يدعم الاقتصاد المحلي ويحل الأزمة الاقتصادية في سريلانكا والأزمة العرقية المستمرة فيها.

في يوليو/تموز 2002 التقى رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الابن، وكان ذلك أول لقاء من نوعه لزعيم سريلانكي منذ 18 عاما، وركز خلاله على بحث سبل بناء علاقات اقتصادية مع أميركا.

 

بعدها أقالته الرئيسة السابقة لسيرلانكا وقتها كوماراتونغا من منصبه، وقالت إن ذلك "لمصلحة الأمن القومي" للبلاد.

وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2005 هزمه عضو البرلمان ماهيندا راجاباكسا بفارق ضئيل.

عين للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية في العام 2015 رئيسا للوزراء في خطة أعدت لـ100 يوم بموجب اتفاقية تفاهم بقيادة المرشح للحزب الوطني مايثربيبلا سيريسينا.

وفي الانتخابات البرلمانية في أغسطس/آب 2015 أصبح ويكريمسينغه رئيس الوزراء للمرة الرابعة أعاد فيها إطلاق مشروع المدينة الضخمة (ميغابوليس)، وأعاد إعمار المناطق التي تأثرت بالحرب الأهلية.

طلب بعض البرلمانيين من ويكريمسينغه الاستقالة من قيادة الحزب ومنصب رئاسة الوزراء، لكنه رفض متحججا بمخالفة ذلك للدستور، فأقيل من منصبه وتسبب ذلك في أزمة دستورية بالبلاد، ليعود بعدها بعد صدور أحكام المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف، وعين رئيسا للوزراء في 16 ديسمبر/كانون الأول 2018 للمرة الخامسة.

وفي العام 2020 فشل الحزب الوطني المتحد بقيادة ويكريمسينغه في الحصول على مقعد في البرلمان، لكن ويكريمسينغه عاد مجددا عام 2021 وأدى اليمين عضوا في البرلمان ممثلا لحزبه.

في 12 مايو/أيار 2022 عين رانيل ويكريمسينغه رئيسا للوزراء، بهدف إنقاذ اقتصاد البلد بعد صدامات عنيفة وقعت خلال مظاهرات اندلعت قبل تعيينه بأسابيع، لتكون المرة السادسة التي يتولى فيها هذا المنصب منذ العام 1993.

بعد تجدد المظاهرات وتصاعدها في يوليو/تموز 2022 وعقب اقتحام المحتجين القصر الرئاسي فر الرئيس غوتابايا راجاباكسا وفوض صلاحياته لرئيس الوزراء رانيل ويكريمسينغه في الـ13 من الشهر المذكور.

أعلن ويكريمسينغه حالة الطوارئ في البلاد، وأمر الجيش والشرطة بإعادة إرساء النظام، مما فاقم غضب المحتجين الذين اقتحموا مقري الحكومة والتلفزيون.

الوظائف والمسؤوليات

عمل محاميا في المحكمة العليا في سريلانكا في عام 1972.

تولى منصب رئاسة الوزراء 6 مرات حتى عام 2022.

تولى منصب وزير شؤون الشباب والتوظيف.

في عام 1989 عين وزيرا للصناعة والعلوم والتكنولوجيا.

الإنجازات

حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة ديكن بأستراليا في 14 فبراير/شباط 2017، لمساهماته في الإصلاحات الاقتصادية والتعليم وحقوق الإنسان.

يعد أصغر وزير في مجلس الوزراء بعد فوزه في الهيئة الانتخابية عام 1977.

أسس الحرس الوطني السريلانكي والمجلس الوطني للشباب عام 1977.

عقد اتفاقية وقف إطلاق النار مع الحركة السريلانكية الانفصالية (نمور التاميل) "إل تي تي إي" (LTTE) عام 2002 بوساطة نرويجية بعد حروب أهلية عانت منها البلاد لسنين طويلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية