واشنطن تغتال قياداته.. تعرف على تنظيم الدولة الإسلامية

ما وراء الخبر- هل عاد تنظيم الدولة للعراق من جديد؟
تعود جذور تنظيم الدولة الإسلامية إلى "جماعة التوحيد والجهاد" التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2004 (الجزيرة)
تصحيح
يستمد تنظيم الدولة تمويله من الجزية والفدية والإتاوات التي يفرضها على سكان مناطق سيطرته

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الخميس الثالث من فبراير/شباط 2022، مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم القرشي (45 عاما)، الذي فجّر نفسه خلال غارة للقوات الأميركية شمالي سوريا، في حين قال الجيش العراقي إنه زود القوات الأميركية بمعلومات عن مكان زعيم التنظيم.

ورغم أن التحالف الدولي -بقيادة الولايات المتحدة الأميركية- أعلن عام 2019 هزيمة التنظيم وفرار الآلاف من مقاتليه إلى مناطق الظل النائية بين العراق وسوريا، فإنه ما زال يعلن عن نفسه بين الفينة والأخرى.

النشأة والفكر

ـ تعود جذور تنظيم الدولة إلى "جماعة التوحيد والجهاد" التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2004، إثر الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 2004: أعلن الزرقاوي مبايعة جماعته لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأصبح اسمها "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين".

ـ يونيو/حزيران 2006: بعد مقتل الزرقاوي، أعلن التنظيم قيام "الدولة الإسلامية في العراق" التي أصبحت عام 2013 تسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

ـ ينتمي تنظيم الدولة الإسلامية إلى تيار "السلفية الجهادية" الذي ينتهج غالبا الرؤية الفكرية لتنظيم القاعدة المؤسسة على وجوب "المفاصلة الجهادية" مع الأنظمة الحاكمة بالعالم الإسلامي و"حلفائها الغربيين"، تمهيدا لإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" لتطبيق أحكام الإسلام.

الظهور التصاعدي

ـ 19 أبريل/نيسان 2010: بدأ الظهور التصاعدي لتنظيم الدولة حين أعلنت القوات الأميركية والعراقية مقتل أمير "الدولة الإسلامية في العراق" أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو حمزة المهاجر؛ إذ انعقد مجلس شورى الدولة ليختار أبو بكر البغدادي خليفة له، والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.

ـ 9 أبريل/نيسان 2013: ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبو بكر البغدادي أكد فيه أن "جبهة النصرة" في سوريا امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن توحيد التنظيمين تحت اسم واحد، وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

ـ قبلت جبهة النصرة الانضمام لتنظيم الدولة -في بداية الأمر- بتحفظ، إلا أن الخلافات والمعارك بدأت بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى -بمن فيها جبهة النصرة- تنظيم الدولة بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ، والتشدد في "تطبيق الشريعة" وتنفيذ إعدامات عشوائية.

ـ تفاقمت الخلافات بين التنظيمين حين اعترض تنظيم الدولة علنا على مطالبة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إياه بالتركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة.

ـ كشف الخلاف بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة -اللذين يستلهمان فكر القاعدة- واقتتالهما في سوريا عن خلافات أعمق بين قادة تنظيم الدولة والظواهري الذي يفترض أنه المرجع القيادي لكل الجماعات "الجهادية".

ـ مايو/أيار 2014: هاجم أبو محمد العدناني -المتحدث باسم تنظيم الدولة- الظواهري، نافيا أن يكون التنظيم فرعا من القاعدة؛ لأنه "لم يكن يوما كذلك".

ـ 11 يونيو/حزيران 2014: نُسبت لتنظيم الدولة السيطرة السريعة على الموصل، لكن مراقبين استبعدوا ذلك لقلة مقاتلي التنظيم بالعراق، وربطوا انهيار القوات العراقية هناك بمشاركة مسلحي القبائل وعسكريين سابقين من أنصار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ـ 15 يونيو/حزيران 2014: نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ورقة "تحليل موقف" أوضح فيها أن خطط تنظيم الدولة تقوم على أولوية مواجهة التوسع الإيراني بالمنطقة ومحاربة "المشروع الصفوي"، مدفوعا بالأساس الهوياتي (السني/الشيعي)، في حين أن الأساس المصلحي الجيوسياسي هو المحرك الرئيسي للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة، لكن تمكين الشريعة هو الهدف المشترك بين الطرفين.

ـ 29 يونيو/حزيران 2014: أعلن التنظيم تأسيس دولة "الخلافة الإسلامية" على رقعة جغرافية واسعة سيطر عليها في العراق وسوريا وتنصيب البغدادي "خليفة للمسلمين في كل مكان"، ودعا الفصائل "الجهادية" في العالم لمبايعته.

ـ أعلن التنظيم حينها تغيير اسمه ليقتصر على "الدولة الإسلامية"، وهو قرار اتخذه "أهل الحل والأعيان والقادة" فيه، وبعد ذلك دعا البغدادي "المجاهدين" للهجرة إلى "دولة الخلافة".

ـ بسط تنظيم الدولة نفوذه على مناطق واسعة في العراق وسوريا، واستولى على مخازن أسلحة يمتلكها الجيشان العراقي والسوري.

ـ تتفاوت التقديرات البحثية والاستخباراتية لمجموع مقاتليه بالبلدين بين 10 آلاف و35 ألف مقاتل ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية، وسبق لكثير منهم أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وبلدان أخرى.

ـ يستمد تنظيم الدولة تمويله من الجزية والفدية والإتاوات التي يفرضها على سكان مناطق سيطرته، كما أنه سيطر على آبار نفط سورية، وصدرت تقارير عن بيعه النفط لتجار محليين وحتى للحكومة السورية، وهناك اتهامات لأجهزة استخبارات إقليمية بتمويله، إضافة إلى تبرعات يُعتقد أنها تأتيه من داعميه ببلدان عدة.

ـ أعلنت جماعات من المسلحين في كل من باكستان وأفغانستان وتونس ومصر وغيرها مبايعتها للتنظيم ولزعيمه أبو بكر البغدادي.

ـ 11 سبتمبر/أيلول 2014: عقد اجتماع بجدة ضم وزراء خارجية مصر والأردن والعراق ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وأعلنت هذه الدول دعمها لإنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة. وبعد هذا التاريخ بأيام، بدأ التحالف في قصف مواقع التنظيم في كل من سوريا والعراق.

ـ لاقى تنظيم الدولة تأييدا وتعاطفا بين فئة من الجهاديين الإندونيسيين، ومنهم جماعة أنصار التوحيد، لكن الأغلبية ظلت ترفض فكر التنظيم ولا تقبل اجتهاداته، وتتعاطف مع التنظيمات الجهادية الأخرى في سوريا، كما هي الحال مع مجلس مجاهدي إندونيسيا وجماعة أنصار الشريعة.

ـ 10 يناير/كانون الثاني 2015: أعلن التنظيم تشكيل ولاية خراسان، حيث انضم إليه منشقون عن حركة طالبان باكستان.

ـ أعلن حافظ سعيد خان أحد القادة المنشقين بيعته لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وعينه البغدادي أميرا لولاية خراسان، كما عين عبد الرؤوف خادم نائبا له.

ـ تضم ولاية خراسان في تشكيل تنظيم الدولة كلا من أفغانستان وإيران وباكستان والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى.

ـ مارس/آذار 2015: أعلنت جماعة بوكو حرام النيجيرية -في تسجيل صوتي منسوب لزعيمها أبو بكر شيكاو- مبايعتها زعيم تنظيم  الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي وسمّته خليفة المسلمين.

ـ وتسيطر بوكو حرام على مناطق بشمال نيجيريا، وكثفت في الأشهر الأخيرة هجماتها عبر الحدود لتشمل الكاميرون والنيجر، في مسعاها لإقامة إمارة إسلامية حول منطقة بحيرة تشاد المتاخمة لنيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر.

ـ خسر تنظيم الدولة منذ بداية عام 2016 إلى نهاية أغسطس/آب من العام نفسه نحو 16 موقعا مهما في كل من سوريا والعراق وليبيا، أهمها مدن الفلوجة وتدمر وجرابلس ومنبج وسرت.

ـ بحسب إحصائية أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، فإن عدد المواقع التي سيطر عليها تنظيم الدولة منذ ظهوره هو 126 موقعًا مدنيا وعسكريا في سوريا والعراق، قبل أن يجبر على الانسحاب من 56 موقعا من ضمنها 5 مدن كبرى في البلدين.

ـ صيف عام 2016: أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التنظيم لا يسيطر إلا على 14% من أراضي العراق، بعدما استولى على قرابة ثلث البلد في شماليه وغربيه قبل عامين.

ـ بالتزامن مع ذلك، قال مركز "جاين" للأبحاث البريطاني إن الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق تقلصت بنسبة 12% في الأشهر الستة الأولى من عام 2016.

ـ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016: أطلقت القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة بمشاركة 45 ألفا من القوات التابعة لبغداد وقوات الحشد الشعبي والحشد الوطني السني، إلى جانب دعم التحالف الدولي والبشمركة.

ـ جرت معارك طاحنة بين الأطراف المشاركة في القتال وبين التنظيم، فقدَ على أثرها عددا من القرى والمناطق التي كان يسيطر عليها، في وقت استمر فيه اقتراب القوات العراقية ومن يقاتل إلى جانبها من مدينة الموصل.

ـ نوفمبر/تشرين الثاني 2016: في حين استمر تراجع قوات تنظيم الدولة في العراق، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها شنت هجمات على مدينة الرقة السورية التي تعد مركز ثقل التنظيم بأرض الشام، ونجحت في السيطرة على بعض القرى في ريف الرقة الشمالي تحديدا.

ـ 9 ديسمبر/كانون الأول 2017: إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هزيمة تنظيم الدولة واستعادة كل المناطق العراقية، وآخرها مدينة الموصل، من قبضة التنظيم بعد 3 سنوات من القتال العنيف.

قرداش خليفة البغدادي

ـ أغسطس/آب 2019: رصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي كان لا يزال حينها قياديا في التنظيم الجهادي، لكنه مع ذلك كان خليفة محتملا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

ـ وفق ما أفادت صحيفة "غارديان" (Guardian) البريطانية -نقلا عن مصادر استخبارية- فإن قرداش هو في الواقع أحد مؤسسي التنظيم، ومن كبار منظريه العقائديين، واسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي.

ـ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019: أعلنت واشنطن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.

ـ أعلنت السلطات العراقية وقتها أنها قدمت معلومات استخباراتية أيضا لنظيرتها الأميركية لتنفيذ الغارة التي أودت بحياة البغدادي شمال غربي سوريا، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع العراق.

ـ بعد مقتل البغدادي عيّن التنظيم عبد الله قرداش -الذي يلقب أيضا بـ"حاجي عبد الله" و"أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" خليفة له، وهو عراقي سبق سجنه في الولايات المتحدة.

ـ وقتها أكدت المخابرات الأميركية والعراقية أن أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو العراقي التركماني عبد الله قرداش، ويعرف أيضا باسم حاجي عبد الله من محافظة نينوى شمالي العراق، رغم إحجام التنظيم عن الكشف عن أي معلومات عن الرجل.

ـ 27 يناير/ كانون الثاني 2022: قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الدلائل تتزايد يوما بعد يوم على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بعد 3 سنوات من خسارته موطئ قدمه الإقليمي الأخير في ما يسمى بدولة الخلافة.

ـ أوضحت الصحيفة -في تقرير لها- أن شن التنظيم سلسلة من الهجمات المعقدة مؤخرا في كل من سوريا والعراق يشير إلى أنه يعاود الظهور ليكون تهديدا أكثر خطورة بعد 3 سنوات من طرده.

ـ أشارت الصحيفة  إلى الهجوم الذي وصفته بالجريء على سجن سوري يضم الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية، وإلى سلسلة الضربات ضد القوات العسكرية العراقية، وانتشار مقطع فيديو يُظهر ذبح ضابط شرطة عراقي مخطوف.

ـ 3 فبراير/شباط 2022: قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول إن جهاز المخابرات العراقي زوّد التحالف بمعلومات دقيقة قادت إلى مكان زعيم تنظيم الدولة في الشمال السوري أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي أعلنت واشنطن اغتياله.

المصدر : الجزيرة