من عام 1946 إلى 2022.. موسم الفيضانات السنوية يتجدد في السودان

دعت وزارة الري والموارد المائية بالسودان -في بيان لها- "المواطنين في كل القطاعات إلى اتخاذ كل التحوطات اللازمة وتوخي الحذر" جراء ارتفاع منسوب نهر النيل

Flood in Sudan
فيضان في قرية المكايلاب بولاية نهر النيل شمالي السودان (الأناضول)

تتجدد في مثل هذا الوقت من كل عام التحذيرات من فيضانات النيل في السودان، ويعاني سكان المناطق المنكوبة في ولاية نهر النيل (شمال) من صعوبات بالغة، وسط مخاوف من تصاعد حدة الأزمة.

ويواجه سكان المناطق المنكوبة التي ضربتها السيول في ولاية نهر النيل صعوبة بالغة في الحصول على مياه الشرب وأساسيات الحياة.

وفي ظل شح المساعدات، طالب سكان القرى المنكوبة الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية بتقديم مزيد من المعونات والأدوية.

وشردت السيول هذا العام أكثر من خمسة آلاف أسرة في ولاية نهر النيل، كما هدمت آلاف المنازل وقطعت الطريق الرئيسي الرابط بين عدد من قرى الولاية والعاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى.

وفي شرق السودان، اجتاح فيضان نهر القاش مناطق واسعة في ولاية كسلا، مخلّفا خسائر فادحة في المحاصيل.

موسم الأمطار

ـ سنويا، تحدث الفيضانات من نهر النيل وفروعه في موسم الأمطار بالسودان وإثيوبيا ودول منابع نهر النيل الأخرى، بسبب امتلاء الخيران (مفردها خور، وهو مصب الماء في النهر أو البحر) والأودية بمياه الأمطار.

ـ يستمر موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وتهطل عادة أمطار غزيرة في هذه الفترة.

ـ عادة ما تغمر مياه السيول والفيضانات المزارع والقرى على ضفاف النيل الأزرق خاصة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب؛ وهما موسما هطول الأمطار التي عادة ما تؤدي إلى تلف الزراعة وانهيار المباني.

سيول 2021

ـ الخامس من أغسطس/آب 2021: أعلنت السلطات السودانية وفاة 6 أشخاص في ولاية نهر النيل (شمالي البلاد) جراء السيول والأمطار التي اجتاحت الولاية، ليرتفع عدد الوفيات في موسم الأمطار الحالي إلى 24، والإصابات إلى 13.

ـ السابع من أغسطس/آب 2021: أعلنت السلطات "انهيار" عدد من المنازل كليا وجزئيا جراء السيول بمناطق الرضياب والفاضلاب، والخيراب والترزياب (شمال)"، وتأثر مدرستين بمحلية عطبرة بمنطقة الرضياب.

ـ الثامن من أغسطس/آب 2021: وزارة الري حذرت المواطنين في العاصمة الخرطوم ومناطق الشمال، وطالبتهم باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة بسبب بلوغ منسوب النيل عند ولاية الخرطوم 16.78 مترا، متجاوزا منسوب الفيضان.

ـ وفق الإحصاءات الرسمية هناك حتى الآن 819 انهيارا كليا للمنازل و1572 انهيارا جزئيا، ودُمر 43 مرفقا حكوميا و9 متاجر ومخازن، ونفق 19 ماشية.

مناطق الفيضانات

ـ منطقة الفاو: في شرق الجزيرة، وقد تأثرت بالسيول بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت هناك.

ـ منطقة أبو حُجار: بولاية سنار التي تأثرت بفيضان خور يتغذى من نهر النيل، وأدى ذلك إلى قطع الطريق الرابط بين العاصمة الخرطوم ومدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوبي السودان.

ـ منطقة الباوقة: في ولاية نهر النيل شمالي السودان، تضررت بالسيول بسبب الأمطار التي هطلت في أعالي المدينة الواقعة على تخوم نهر النيل.

مناسيب المياه

– كانت مناسيب وإيرادات نهر النيل وفروعه المختلفة اليومية تسير في العام الماضي نحو الارتفاع، وقد يحدث انخفاضا ليوم أو يومين، لترتفع مرة أخرى إلى مناسيب أعلى من السابق.

ـ في السادس من أغسطس/آب 2021، كشفت لجنة الفيضان في وزارة الري والموارد المائية أن منسوب نهر النيل في العاصمة الخرطوم قد تجاوز مرحلة الفيضان بـ28 سنتمترا، وتوقعت استمرار زيادة المناسيب في جميع القطاعات.

– هذا الارتفاع طبيعي في موسم الخريف الممطر الذي يشهد هطول الأمطار بالتدرج من الأسبوع الأول من يونيو/حزيران، ويستمر بمعدلات متفاوتة بين الغزير والخفيف حتى الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول.

– لم تشر وزارة الري في بياناتها اليومية خلال العام الماضي إلى أية علاقة بين أرقام إيرادات نهر النيل وفروعه، ومناسيب مياهه وبين تعبئة وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

– درجت لجنة الفيضان بوزارة الري على إصدار هذا التقرير اليومي خلال موسم الأمطار والفيضان، وترصد فيه مناسيب نهر النيل وروافده، وكميات المياه الواردة من الهضبة الإثيوبية.

فيضانات السودان
الدول العربية والأفريقية خاصة تقع ضمن المناطق الهشة المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية كندرة المياه والفيضانات (رويترز)

السدود السودانية

ـ سد الروصيرص على نهر النيل الأزرق يبعد نحو 100 كيلومتر من سد النهضة.

ـ سد سنار على نهر النيل الأزرق يبعد نحو 400 كيلومتر من الحدود السودانية الإثيوبية.

ـ سد مروي في منطقة شمال السودان.

ـ سد جبل أولياء على نهر النيل الأبيض جنوبي الخرطوم مباشرة.

ـ سد خشم القربة على نهر عطبرة المتدفق من الهضبة الإثيوبية في ولاية القضارف شرقي السودان.

ـ سد ستيت على نهر ستيت المتدفق من الهضبة الإثيوبية.

– حاليا هذه السدود مفتوحة تماما لتصريف كميات كبيرة من المياه تصلها يوميا من نهر النيل وفروعه والأنهر الأخرى لتفادي تراكم الطمي، وحدوث فيضانات في المدن والقرى والبلدات والمزارع، بسبب الإغلاق وامتلاء البحيرات خلف أجسام السدود.

– يبدأ التخزين التدريجي للمياه خلف السدود كل عام، اعتبارا من 15 أغسطس/آب، وقد يتأخر حسب معدلات ومناسيب المياه والتدفقات اليومية من الأنهار المكونة لنهر النيل والخيران والأودية المغذية له في موسم الأمطار.

فيضانات سابقة

ـ عام 1946: بلغ ارتفاع الفيضان نحو 17.14 مترا مكعبا، وتسبب بدمار كبير في السودان، وأوقع ضحايا، وجلب أمراضا معدية.

ـ عام 1988: كان الفيضان بارتفاع 15.68 مترا مكعبا وخلّف 76 قتيلا ومئات الجرحى والعديد من الخسائر المادية.

ـ عام 2007: خلف الفيضان 64 قتيلا و335 جريحا وتم تدمير 30 ألف منزل.

ـ عام 2013: بارتفاع 17.4 مترا مكعبا وتضرر أكثر من 300 ألف شخص، ودمر أكثر من 250 ألف منزل، كما أعلنت الوكالات الحكومية وفاة ما يقرب من 50 شخصا.

ـ عام 2018: بارتفاع 15.60 مترا مكعبا وخلف ما لا يقل عن 23 قتيلا وجُرح أكثر من 60 وتم تدمير أكثر من 19 ألفا و640 منزلا، وتضرر ما يقدر بـ222.275 شخصا.

ـ عام 2020: كانت الفيضانات الأكبر والأشد ضررا، متجاوزة في دمارها فيضانات عامي 1946 و1988، وتسببت في وفاة 138 شخصا، وهدم عشرات الآلاف من المنازل جزئيا أو كليا، وتضرر أكثر من نصف مليون شخص.

ـ ارتفع منسوب مياه نهر النيل الأزرق الذي يلتقي النيل الأبيض في الخرطوم إلى منسوب 17.66 مترا مكعبا، بشكل وصفه الخبراء والمسؤولون بالتاريخي والذي "لم يشهدوه منذ بدء رصد مستوى المياه في النهر عام 1902".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية