الجيش علق العمل بـ7 من بنودها.. نص الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية في السودان

الوثيقة الدستورية هو اتفاق جرى التوصل إليه في 5 يوليو/تموز 2019 بعد الوساطة الأفريقية – الإثيوبية بين المجلس العسكري الانتقالي و"قوى إعلان الحرية والتغيير".

التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية بالسودان
التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية بالسودان (الجزيرة)

تشهد الساحة السودانية تصاعدا في الأحداث منذ صباح اليوم الاثنين، تُوجت بإعلان الجيش حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الموقعة بين العسكريين والمدنيين التي تحكم الفترة الانتقالية الحالية.

والوثيقة الدستورية هو اتفاق جرى التوصل إليه في 5 يوليو/تموز 2019 بعد الوساطة الأفريقية – الإثيوبية بين المجلس العسكري الانتقالي و"قوى إعلان الحرية والتغيير".

وفي السابع عشر من يوليو/تموز 2019، جرى توقيع الوثيقة الأولى للاتفاق، فيما تأخر توقيع الوثيقة الدستورية حتى الرابع من أغسطس/آب 2019.

وفي السابع عشر من أغسطس/آب 2019 أقيمت مراسم توقيع رسمية بحضور رؤساء دول وحكومات وشخصيات من دول عدة.

وشهد على توقيع الوثيقة التي ننشر نصها في الرابط أدناه، رئيسا وزراء مصر ورئيس المفوضية الأوروبية، ووقع الاتفاق أحمد ربيع عن "قوى الحرية والتغيير"، ومحمد حمدان دقلو عن المجلس العسكري الانتقالي.

الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية في السودان

وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نشرت وزارة العدل السودانية، في الجريدة الرسمية، الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، بعد إدخال تعديلات على بعض موادها.

وصادق مجلسا السيادة والوزراء في السودان، على الوثيقة المعدلة خلال اجتماع مشترك في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

ومن أبرز التعديلات في الوثيقة التي نشرت تحت عنوان "الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية (تعديل) لسنة 2020، العدد 1908 المؤرخ في 2 نوفمبر لسنة 2020″، تشكيل مجلس جديد في البلاد تحت مسمى "مجلس شركاء الفترة الانتقالية"، يختص بالفصل في الاختلافات التي قد تنشأ بين الأطراف السياسة المختلفة.

مجلس السيادة

ويتألف مجلس السيادة الانتقالي، وفقاً للتعديلات الجديدة من 14 عضواً، يسمي المجلس العسكري 5 منهم، على أن تقوم قوى إعلان الحرية والتغيير باختيار 5 أعضاء مدنيين، ويشتركا في تسمية عضو مدني واحد، وتختار أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان 3 أعضاء، كما يجوز للجهات التي قامت بالاختيار حق تعيين واستبدال ممثليهم.

مجلس الوزراء

وطالت تعديلات الوثيقة الدستورية، مجلس الوزراء السوداني، والذي بات يتألف من رئيس للمجلس، وعدد من الوزراء من كفاءات وطنية يتم اختيارهم بالتشاور، ويعينهم رئيس الوزراء من قائمة مرشحي قوى إعلان الحرية والتغيير، وأطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا.

وتختار الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان 25% من الوزراء، ويعتمد مجلس السيادة، جميع أعضاء مجلس الوزراء، ومن بينهم شاغلا حقائب "الدفاع" و"الداخلية"، اللذان يرشحهما المكون العسكري بمجلس السيادة.

وشملت التعديلات "بدء حساب الفترة الانتقالية في السودان"، والتي لم يطرأ أي تعديل على مدتها، المقررة في الوثقية بـ39 شهراً، لكن تم تعديل "موعد" بدايتها، ليصبح من "تاريخ التوقيع على اتفاق جوبا لسلام السودان" أي في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020 (بعد أكثر من عام على بدء العمل بالوثيقة).

مجلس شركاء

وشمل التعديل الجديد إنشاء "مجلس شركاء الفترة الانتقالية" الذي تمثل فيه أطراف الاتفاق السياسي في الوثيقة الدستورية، ورئيس الوزراء، وأطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان.

وتتلخص مهمة المجلس الجديد في حل الخلافات والتباينات في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وخدمة المصالح العليا للسودان، وضمان نجاح الفترة الانتقالية.

كما نصت التعديلات في إحدى فقراتها على اعتماد "الفيدرالية"، بدلاً من "اللامركزية" لحكم السودان، وأضافت أنه يجب أن "يكون قيام الأقاليم وهياكلها بعد انعقاد مؤتمر نظام الحكم".

إدماج اتفاق جوبا

وأقرت التعديلات الدستورية، اعتبار اتفاق جوبا لسلام السودان الموقع في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بين حكومة السودان الانتقالية، وأطراف العملية السلمية "جزءاً لا يتجزأ منها".

وقالت إنه في حال التعارض بينهما، يتم الحل "بما يتوافق مع نصوص اتفاق جوبا لسلام السودان".

وكانت الحكومة الانتقالية وقعت مع عدة حركات مسلحة في السودان، اتفاق سلام، لإنهاء سنوات من الصراعات المسلحة، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

علق رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان العمل بسبعة مواد من الوثيقة الدستورية التي أقرت في عام 2019 وذلك على خلفية "انقلاب عسكري" قاده الجيش الاثنين 10/25 ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

البنود المعلقة في الوثيقة الدستورية

وأعلن البرهان في بيان رسمي "تعليق العمل بالمواد 11 و12 و15 و16 و24-3 و71 و72 من الوثيقة الدستورية مع الالتزام التام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت خلال فترة الحكومة الانتقالية".

وتتعلق المادتان 11 و12 بتشكيل مجلس السيادة الانتقالي واختصاصاته وسلطاته والمادتان 15 و16 بتكوين مجلس الوزراء الانتقالي واختصاصاته وسلطاته.

أما المادة 24-3 فتتعلق بتكوين المجلس التشريعي الانتقالي وتقول تحديداً بأنه يتكون بنسبة 67% ممن تختارهم قوى إعلان الحرية والتغيير و33% للقوى الأخرى غير الموقعة على الإعلان.

أما المادة 71 فتنص على أن الوثيقة الدستورية استمدت أحكامها من الاتفاق السياسي لهياكل الحكم في الفترة الانتقالية الموقع بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير وفي حالة تعارض أي من أحكامهما تسود أحكام هذه الوثيقة.

والمادة 72 تقول بأن المجلس العسكري الانتقالي يحل بأداء القسم الدستوري من قبل أعضاء مجلس السيادة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية