مسجد "بابري".. هدمه الهندوس لبناء معبد "راما"

جهات في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم متورطة في هدم مسجد بابري (غيتي)

مسجد تاريخي أثري في الهند، بني في القرن الـ 16، تعرض للهدم عام 1992 من قبل متطرفين هندوس يزعمون أنه بني فوق موقع ولد فيه راما الذي يعدونه إلها.

الموقع

يقع مسجد بابري بمدينة أيودهيا بولاية أوتار براديش شمالي الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس.

التاريخ

تشير مختلف المصادر إلى أن تاريخ المسجد يعود إلى القرن الـ16، وقد بناه الإمبراطور المغولي المسلم ظهير الدين محمد بابر.

ويزعم الكثير من الهندوس أن مسجد بابري بني على أنقاض معبد بمكان مولد راما الذي يعدونه إلها، ويزعمون أن الإمبراطور المغولي المسلم هدم معبدهم عام 1528 لبناء المسجد.

وانطلاقا من تلك المزاعم، قام الهندوس باعتداءات متكررة على المسجد انتهت بهدمه بالكامل، ففي يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 1949 هجمت مجموعة هندوسية متسللة ليلا على المسجد ووضعت فيه أصناما وبدأت بأداء طقوس هندوسية فيه، ما اضطر الشرطة إلى وضعه تحت الحراسة وإغلاقه.

يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1984 سمح رئيس الوزراء الأسبق راجيف غاندي للهندوس بوضع الحجر الأساس لمعبد هندوسي في ساحة مسجد بابري، وتبع ذلك حكم صادر من إحدى المحاكم سمح بفتح أبواب المسجد للهندوس، وإقامة شعائرهم التعبدية فيه.

AYODHYA, INDIA - DECEMBER 6, 1992: Karsevaks atop the Babri masjid shortly before it was demolished on December 6, 1992 at Ayodhya (Photo by Sanjay Sharma/Hindustan Times via Getty Images)
هندوس فوق مسجد بابري قبل هدمه أواخر عام 1992 (غيتي)

الهدم

تواصلت الاعتداءات عندما هدم المتعصبون الهندوس مسجد بابري يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 1992، ما أدى لتأجيج التوتر بين الهندوس والمسلمين، وأعمال عنف واسعة النطاق، خلفت أكثر من ألفي قتيل. وكان هدم المسجد بمثابة "يوم أسود" للمسلمين.

واعتبرت هذه المواجهات الطائفية الأعنف في الهند منذ استقلالها عام 1947.

وبعد عملية الهدم، بدأ الصراع بين المسلمين والهندوس على أرض المسجد التي تمتد على مساحة 25 هكتارا، وأصدرت محكمة هندية عام 2010 قرارا يقضي بتقسيم موقع مسجد بابري إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، والثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة، وهو الحكم الذي طعنت فيه جماعات إسلامية.

وظل المسلمون منذ ذلك الحين يطالبون بإعادة بناء المسجد، بينما واصل الهندوس المطالبة ببناء معبد في الموقع، وذلك في إطار حملة تشنها جماعات هندوسية ذات صلة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.

وعلى إثر ذلك، تأسست لجنة للتحقيق في الموضوع حملت اسم "ليبرهان"، وعقدت الكثير من الجلسات للنظر في القضية.

ويؤكد حزب بهاراتيا جاناتا التزامه ببناء معبد مكان المسجد، وكان رئيس الوزراء السابق أتال بيهاري فاجبايي عبر في ديسمبر/كانون الأول 2000 عن تأييده لمطالب المتطرفين الهندوس ببناء معبد لهم فوق أنقاض المسجد الذي هدموه، ما أثار موجة تنديد بتصريحه.

وقد استغل الحزب هذا الموضوع لاستقطاب أصوات الهندوس لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2010 اتهم تقرير حكومي زعماء من المعارضة الهندوسية بلعب دور في تدمير مسجد بابري، وجاء فيه أن زعماء بهاراتيا جاناتا لعبوا دورا في التخطيط لتدمير المسجد، ومن بين الأسماء الواردة في التقرير فاجبايي.

دخلت القضية مرحلة جديدة يوم 30 مايو/أيار 2017 حيث وجهت محكمة رسميا اتهاما للمؤسس المشارك للحزب الحاكم "إل كيه أدفاني" وقادة آخرين بينهم وزيرة بالتآمر الجنائي في هدم المسجد.

وقدمت المحكمة بمدينة لوكناو الاتهامات ضد أدفاني -وهو نائب رئيس وزراء سابق إلى جانب 11 قائدا آخرين، منهم مورلي مانوهار جوشي وأوما بهارتي وكاليان سينغ من الحزب القومي الهندوسي.

ويوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أصدرت المحكمة العليا قرارا نهائيا منح الهندوس أرض المسجد، وأعطى المسلمين أرضا بديلة لبناء مسجد عليها.

ويوم الاثنين 21 يناير/كانون الثاني 2024 دشّن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المعبد الذي يسمونه "الإله رام ماندير" على أنقاض مسجد المسلمين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية