علي بونغو.. وراثة الحكم في قالب انتخابي

علي بونغو سياسي غابوني، حكم البلاد بعد وفاة والده عمر بونغو عام 2009، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 27 أغسطس/آب 2016، وأعقبتها أعمال عنف وشغب احتجاجا على نتائجها، ثم أعيد انتخابه في انتخابات أغسطس/آب 2023، فأعلن عسكريون رفضهم نتائج الانتخابات وحل مؤسسات الدولة.

المولد والنشأة

وُلد علي بونغو أونديمبا في التاسع من فبراير/شباط 1959 في برازافيل عاصمة جمهورية الكونغو لأكبر أسرة سياسية في البلاد، فأبوه هو عمر بونغو الذي حكم الغابون مدة 42 سنة (1967-2009)، وعقّب أكثر من 30 ولدا وبنتا.

دخل بونغو الابن الإسلام مع أبيه عام 1973 في بلد يشكل المسلمون فيه أقلية تبلغ 12%، وغيّر اسمه من آلين-برنارد بونغو إلى "علي بونغو".

الدراسة والتكوين العلمي

أُرسِل علي بونغو سنة 1965 إلى فرنسا ليتلقى تعليمه الابتدائي، وبعدها درس في إعدادية بروتستانتية، ثم في ثانوية سين-كروا بمدينة نيلي-سير-سين. وبعد نيله شهادة الثانوية التحق بجامعة باريس الأولى "بانتيون السوربون" حيث نال الدكتوراه في القانون.

التجربة السياسية

أظهر بونغو الابن اهتماما بالعمل السياسي في بداية شبابه قبل إكمال دراسته الجامعية، فبدأ منذ عام 1981 ينشط في صفوف الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم الذي أسسه بونغو الأب. وإثر عودته من فرنسا بعد تخرجه قربه والده منه فمنحه صفة الممثل الشخصي للرئيس، ثم عينه بعد ذلك ممثلا ساميا لرئيس الجمهورية.

أسنِدت إليه وزارة الشؤون الخارجية عام 1989، وأعفي منها عام 1991 بعد إقرار دستور جديد للبلاد يمنع على من هم دون سن 35 سنة تقلد مناصب وزارية.

عاد إلى الحياة السياسية الحزبية بعد مغادرته للحكومة، فتزعم تيارا شبابيا يدعو إلى التجديد داخل الحزب الحاكم، وانتخِب سنة 1996 نائبا بالجمعية الوطنية (البرلمان) عن دائرة بونغو-فيل (جنوب شرقي البلاد)، وأعيد انتخابه للمقعد مرتين في دورتي 2001 و2006.

تولى منصب وزير الدفاع بين عامي 1999 و2009، ويرى مراقبون أنه لعب دورا كبيرا من موقعه ذلك في تحييد المؤسسة العسكرية عن العملية السياسية، وذلك بغية تأمين وصوله إلى قمة السلطة خليفة لبونغو الأب.

وإثر وفاة والده عام 2009، اعتمده الحزب الحاكم مرشحا له بعد تصدره نتائج الانتخابات الأولية للحزب، وانتخب رئيسا في الانتخابات الرئاسية بنسبة تزيد على 41%، حيث يمنح القانون الانتخابي المرشح الأكثر أصواتا في الجولة الأولى الفوز بكرسي الرئاسة.

وفي عام 2010 تداول الغابونيون شريط فيديو يتضمن مراسيم تنصيب علي بونغو "حبرا أعظم" للماسونيين في الغابون، رغم أنه سبق أن انتخب عام 1996 رئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد.

أعلن بونغو الابن التخلي عن حصته من ميراث أبيه لصالح الشعب الغابوني، وتنازل عن فندقين في فرنسا كانا ضمن هذه الحصة لصالح الدولة الغابونية.

ويُتهم بأنه اتسعت ممارسات الفساد في فترة حكمه، وأوقفت السلطات الفرنسية مدير ديوانه بتهمة تلقي رشى من شركة أجنبية مقابل منحها صفقة، وقد أثارت الحادثة توترا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

فشل علي بونغو في الحفاظ على كسب الموقف الفرنسي لصالحه خلافا لبونغو الأب الذي احتفظ بعلاقات وثيقة مع باريس، وتجلى ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أوائل 2016 سخر فيه من طريقة انتخاب بونغو عام 2009، فاستدعت الغابون سفيرها بفرنسا احتجاجا على هذا التصريح.

أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي نُظمت يوم 27 أغسطس/آب 2016، بعد إعلان نجاحه بفارق ضئيل على منافسه مرشح المعارضة الرئيسي جان بينغ، وقد أثار إعلان النتائج أحداث عنف في البلاد بسبب اعتراض بينغ وأنصاره على النتائج.

في أكتوبر/تشرين الأول 2018 تعرّض لجلطة دماغية أضعفته بدنيا، وصار يعاني صعوبات كبيرة في الحركة والنطق، وبقي 10 أشهر دون ظهور علني.

وفي يناير/كانون الثاني 2019 أعلن قائد الحرس الرئاسي الإطاحة ببونغو في بيان أذيع على التلفزيون الرسمي، لكن الانقلاب العسكري فشل بعد ساعات.

وفي الانتخابات التي جرت في 26 أغسطس/آب 2023، كان بونغو يستعد لبدء فترة رئاسية ثالثة بعيد إعلان لجنة الانتخابات فوزه في الاقتراع، قبل أن يعلن عسكريون رفضهم نتائج الانتخابات وحل مؤسسات الدولة.

حصل بونغو على 64.2% من الأصوات، متقدما على مرشح المعارضة ألبيرونتو أوسا الذي حصل على 30.7%، بعد اقتراع شهد تأجيلات وطعنت المعارضة في نتائجه.

وجاء بيان الضباط بعد ساعات قليلة من إعلان لجنة الانتخابات، ورفض فريق بونغو مزاعم أوندو أوسا بحدوث مخالفات انتخابية.

الوظائف والمسؤوليات

تولى علي بونغو عدة وظائف ومسؤوليات حزبية وسياسية في بلاده، منها:

  • انتخِب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الحاكم 1983.
  • صار عضوا في المكتب السياسي للجنة المركزية 1986.
  • كان نائبا في البرلمان منذ عام 1996، وتولى كلا من وزارتي الشؤون الخارجية والدفاع.
المصدر : الجزيرة