تقرير لصندوق النقد: مصر تعهدت بالكف عن الاقتراض المباشر من "المركزي"

صورة البنك المركزي المصري.jpg
البنك المركزي المصري أقرض 15.9 مليار دولار لمؤسسات حكومية بخلاف وزارة المالية حتى فبراير/شباط 2023 (الأوروبية)

ذكر تقرير لخبراء صندوق النقد الدولي، جرى إعداده للعرض على اجتماع مجلس إدارة الصندوق الشهر الماضي، أن السلطات المصرية تعهدت بالكف عن تجاوز وزارة المالية واقتراض مليارات الدولارات مباشرة من البنك المركزي.

وأوضح التقرير-الذي اطلعت رويترز على أجزاء منه- أن البنك المركزي المصري أقرض ما يصل إلى 765 مليار جنيه (15.9 مليار دولار) لمؤسسات حكومية بخلاف وزارة المالية حتى فبراير/شباط 2023، وذلك بالمخالفة لقانون للبنك المركزي لعام 2020. ولم يوضح التقرير متى بدأت تلك الممارسات.

ولم يرد البنك المركزي المصري ووزارة المالية وصندوق النقد الدولي على الفور على طلبات رويترز للتعقيب.

ووافق مجلس إدارة صندوق النقد في اجتماع انعقد في 29 مارس/آذار الماضي على توسيع برنامج القرض الحالي الخاص بمصر إلى 8 مليارات دولار، مشيرا إلى الأضرار التي لحقت بالاقتصاد على خلفية الأزمة في غزة.

وجاءت الموافقة بعد أسابيع من إبرام مصر والإمارات صفقة استثمارية غير مسبوقة بقيمة 35 مليار دولار، مما يخفف من أزمة نقص العملة الأجنبية.

وذكر تقرير الصندوق أن البنك المركزي لم يحدد بعد المؤسسات المقترضة، مضيفا أنه جرى سداد نحو 104 مليارات جنيه، وأن تلك المؤسسات تسدد فائدة على القروض القائمة بالسعر العادي.

وأورد التقرير أن "السلطات ملتزمة بمنع الإقراض التنموي الجديد للمؤسسات العامة باستثناء وزارة المالية".

 العاصمة الجديدة والشركات العامة

جاء في تقرير صندوق النقد أن مصر ستطلب من المؤسسات العامة تقديم تقارير عن الإنفاق الاستثماري إلى لجنة على مستوى مجلس الوزراء، وذلك للسيطرة على إنفاق القطاع العام داخل وخارج الموازنة العامة.

ويشمل ذلك الشركات التي تسيطر عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركة المشرفة على بناء العاصمة الإدارية الجديدة، التي يجري تشييدها في الصحراء شرقي القاهرة بتكلفة قُدّرت في عام 2019 بنحو 58 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق الاستثماري العام -بما في ذلك الإنفاق الوارد في الموازنة العامة- نحو 350 مليار جنيه في النصف الأول من عام 2024، ونحو تريليون جنيه في العام المالي 2025/2024، وهو ما يمثل انخفاضا حقيقيا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة. وبلغ متوسط التضخم أكثر من 30% العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة أرجأت على المدى القريب أي مشروعات جديدة تمولها الموازنة العامة.

الحكومة تعتزم طرح حصة من شركة العاصمة الإدارية للبيع ( مراسل الجزيرة نت)
تكلفة بناء العاصمة الإدارية الجديدة قُدّرت في عام 2019 بنحو 58 مليار دولار (الجزيرة)

 

إستراتيجية لبيع الأصول

ووفقا للتقرير، يشمل برنامج صندوق النقد الدولي بنودا أخرى مثل "قدر أكبر من الشفافية والرقابة على الأنشطة خارج الموازنة، وبرنامج مُعدّل وموسع بيع الأصول، وإجراءات عاجلة لتحسين بيئة الأعمال وتقليص مشاركة الدولة في الاقتصاد".

وأشار إلى تباطؤ بيع الأصول المملوكة للدولة منذ بداية العام المالي 2024/2023، لكنه توقع تسارعه مع تراجع قيمة العملة وتلقي استشارات من مؤسسة التمويل الدولية.

وذكر التقرير أن الحكومة تخطط لاتباع نهج يعتمد على التركيز على قطاع تلو الآخر، مع إعطاء الأولوية لصفقات كبيرة تجتذب المستثمرين الأجانب، لكنها في الوقت نفسه ستواصل العمل على إتمام الصفقات التي وصلت لمراحل متقدمة، ومنها مزارع رياح ومحطة للطاقة ومحطات لتحلية المياه.

وأصدرت الحكومة في فبراير/شباط الماضي قرارات تلغي المعاملة الضريبية التفضيلية والإعفاءات للشركات الحكومية، بما في ذلك الشركات المملوكة للقوات المسلحة.

وجاء في التقرير أن "المشهد مهيأ لبذل جهد أكثر إقناعا لبدء انحساب الدولة والجيش من النشاط الاقتصادي".

وبحسب التقرير، قالت دول عربية إنها لن تسحب 19 مليار دولار مودعة لدى البنك المركزي المصري لشراء أسهم أو ديون حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي في سبتمبر/أيلول 2026.

المصدر : رويترز