تداعيات متواصلة للحرب على غزة بمجال الطاقة وإمداداته عبر البحر الأحمر

قوات تتبع جماعة الحوثي خلال سيطرتها على سفية غلاكسي الإسرائيلية في البحر الأحمر (غيتي)

أظهرت بيانات صادرة عن مجموعة بورصات لندن أن روسيا تحول شحناتها من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين إلى رأس الرجاء الصالح؛ بسبب تزايد خطر الهجمات في البحر الأحمر. من جهتها قالت شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية -إحدى كبرى مجموعات شحن الحاويات في العالم- إنها تتوقع اضطراب حركة الشحن التجاري لأشهر عدة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وسجلت الشركة الفرنسية خسارة قدرها 93 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023 مقارنة بأرباح صافية قدرها 3.04 مليارات دولار في الفترة ذاتها من 2022.

لكن المجموعة قالت مؤخرا إن صافي أرباحها تراجع إلى 3.64 مليارات دولار لكامل العام الماضي.

وكانت ميرسك الدانماركية حذَّرت الأسبوع الماضي من أن الاضطرابات في البحر الأحمر قد تستمر حتى النصف الثاني من العام الجاري.

ودفعت الهجمات العديد من شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبا، وهو طريق طويل ومكلف.

فعلّقت شركة "البحر الأبيض المتوسط للشحن" العبور في البحر الأحمر بشكل مؤقت. كما أعلنت شركة "هاباغ-لويد" الألمانية للشحن أن إجراء تعليق المرور في البحر الأحمر، سيبقى ساريا.

هذا وتظهر بيانات الملاحة عبر قناة السويس خلال العام الماضي مرور أكثر من 21 ألف سفينة في المتوسط، وتشكل ناقلات النفط نحو 30% من السفن المارة، بينما تشكل ناقلات غاز البترول المسال 3.3%، كما تشكل ناقلات الغاز المسال 3.2%.

إجراءات لتجنب البحر الأحمر

واتخذت شركات الطاقة العالمية إجراءات لتفادي مرور السفن المحملة بالنفط والغاز والمنتجات المكررة بالبحر الأحمر، يأتي هذا مع استمرار التوترات في هذا الممر الملاحي.
وفيما يلي موقف كبرى شركات الطاقة العالمية إزاء استمرار التوترات في البحر الأحمر:

  • توتال إنرجيز الفرنسية، أحجمت عن إرسال سفن عبر مضيق باب المندب منذ أسابيع.
  • شركة بي بي البريطانية، وقف جميع عمليات عبور السفن في البحر الأحمر.
  • شركة إكوينور النرويجية، غيرت مسار السفن التي كانت متجهة نحو البحر الأحمر.
  • شركة إديسون الإيطالية، تباطؤ في إمدادات الشركة من الغاز الطبيعي المسال.
  • قطر للطاقة، استخدام طرق بحرية بديلة عن البحر الأحمر لتسليم شحنات الغاز المسال.
  • شركة فاليرو إنرجي الأميركية، هجمات البحر الأحمر تؤدي إلى ارتفاع أسعار شحن النفط الخام.

استهداف الحوثيين

ونفذت الولايات المتحدة فجر اليوم السبت هجوما على مواقع للحوثيين بمدينة الحديدة غربي اليمن المطلة على البحر الأحمر، في حين قالت الحكومة اليمنية إن الهجوم أصاب زورقين لصيادين، وأدى لوفاة بعضهم وفقدان آخرين.

وذكرت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين أن قصفا أميركيا بريطانيا استهدف بغارتين منطقة الجبّانة غربي مدينة الحديدة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية على موقع "إكس" أن الحوثيين أطلقوا -أمس الجمعة- صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه البحر الأحمر من اليمن.

وعلى مدار الأسابيع الماضية تعرضت مدينة الحديدة لعدد كبير من الغارات الأميركية البريطانية، في محاولة للحد من قدرات الحوثيين.

و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية، أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين استمرار عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده واشنطن، غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

المصدر : الجزيرة