العقود الأميركية للغاز تقفز إلى أعلى مستوى في 13 عاما.. وإيطاليا توقع اتفاقية مع الجزائر

جاءت الزيادة في الأسعار الأميركية رغم هبوط العقود الآجلة للنفط حوالي 4% واستقرار العقود الأوروبية للغاز

قفزت العقود الآجلة الأميركية للغاز الطبيعي حوالي 6% أمس الاثنين لتسجل أعلى مستوى إغلاق في 13 عاما بفعل زيادة أكبر من المتوقع في الطلب على التدفئة وتوقعات ببقاء صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال قرب مستويات قياسية مرتفعة.

وأنهت عقود الغاز لأقرب استحقاق جلسة التداول أمس مرتفعة 5.8%، لتبلغ عند التسوية 6.643 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008.

وجاءت الزيادة في الأسعار الأميركية رغم هبوط العقود الآجلة للنفط حوالي 4% واستقرار العقود الأوروبية للغاز.

وسجلت عقود الغاز الأميركية قفزة بحوالي 78% حتى الآن هذا العام، إذ تُبقي أسعار أعلى بكثير في أوروبا الطلب على الغاز المسال الأميركي قرب مستويات قياسية، فيما تحاول بضع دول إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي بعد أن أطلقت روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

تراجع عقود الغاز الأوروبي

وفي أوروبا، واصلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي تراجعها خلال تعاملات ليلة أمس الاثنين لليوم السابع على التوالي، في ظل مؤشرات على استقرار تدفق إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا وتحسن أحوال الطقس في أجزاء من القارة الأوروبية.

وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن الطلبيات على شحنات الغاز الطبيعي الروسي الواردة عبر خطوط الأنابيب المارة بالأراضي الأوكرانية ارتفعت، لكنها ما زالت أقل من الطاقة التشغيلية القصوى لخطوط أنابيب النقل، فيما استمر تشغيل خط "يامال-أوروبا" بشكل عكسي لنقل الغاز من ألمانيا إلى بولندا، وليس من روسيا إلى ألمانيا عبر بولندا كما هو المعتاد.

وتراجع سعر عقود الغاز الهولندي القياسية بنسبة 2.2% إلى 101.5 يورو لكل ميغاوات/ساعة تسليم الشهر المقبل في تعاملات بورصة أمستردام، كما تراجع سعر الغاز البريطاني بنسبة 3.9%.

يأتي ذلك فيما تشير التوقعات إلى استمرار الإنتاج المنخفض للكهرباء من طاقة الرياح في ألمانيا خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الغاز رغم اقتراب نهاية موسم الطلب على وقود التدفئة في فصل الشتاء بأوروبا.

وفي حين وافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على فرض حظر على استيراد الفحم من روسيا -وهي المرة الأولى التي تصل فيها العقوبات الأوروبية إلى قطاع الطاقة الروسي- فإن واردات الغاز الروسي ما زالت بعيدة عن العقوبات الأوروبية ضد موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن شركة غازبروم الحكومية الروسية واصلت اليوم الثلاثاء تصدير الغاز الطبيعي لأوروبا عبر أوكرانيا تماشيا مع طلب المستهلكين الأوروبيين.

ونقلت الوكالة عن شركة تشغيل خط الأنابيب الأوكرانية قولها إن الطلب بلغ 74.5 مليون متر مكعب لليوم الثلاثاء.

اتفاق غاز بين الجزائر وإيطاليا

وفي السياق، وقعت إيطاليا أمس الاثنين اتفاقية لزيادة واردات الغاز من الجزائر بحوالي 40%، في أول اتفاق رئيسي لها لإيجاد إمدادات بديلة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأثناء زيارة إلى الجزائر قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي خطوة مهمة في مسعى إيطاليا لإنهاء اعتمادها على الغاز الروسي.

وأبلغ دراغي الصحفيين في الجزائر العاصمة عقب لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه ستكون هناك اتفاقات أخرى لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى إيطاليا.

وتسعى إيطاليا -التي تعتمد على روسيا في حوالي 40% من وارداتها من الغاز- إلى تنويع مزيج إمدادات الطاقة مع تصاعد الصراع في أوكرانيا.

وإيطاليا ليست البلد الوحيد الذي يسعى إلى إمدادات بديلة، فقد اقترحت المفوضية الأوروبية أن تخفض أوروبا واردات الغاز الروسي بنسبة الثلثين هذا العام على أن تستغني عنها بحلول عام 2027.

وكان دراغي قال في السابق إنه في حين أن استبدال 30 إلى 50% من الإمدادات من روسيا ممكن تحقيقه على الفور إلا أن استبدال النسبة المتبقية سيكون أصعب بكثير.

والجزائر هي ثاني أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا، وارتفعت صادراتها منه إليها العام الماضي بنسبة 76% لتصل إلى 21.2 مليار متر مكعب.

المصدر : وكالات