هل صفات رجل الأعمال الناجح موروثة أم مكتسبة؟.. الخبراء يجيبون

يجب على المستثمرين الناجحين فهم أنواع المخاطر الكامنة في العمل
يجب على المستثمرين الناجحين فهم أنواع المخاطر الكامنة في العمل (غيتي)

هل ممكن لأي شخص أن يكتسب ثروة من خلال قراءة مجموعة مقالات أو حضور دورات تدريبية أو مجرد الاستماع لبعض المحاضرات؟

الكثيرون منا يقومون بكل هذه الأشياء مجتمعة سعيا وراء حلم الثراء ولكن لا يستطيعون تحقيق ذلك.

والسبب بسيط، وهو أن العمل فقط هو السبيل الوحيد لاكتساب المال، ولتحقيق ثروة لا بد من العمل الذي يتم فيه استخدام المعرفة وتحويلها إلى أفعال وفق إستراتيجيات فعّالة وناجحة مع إدارة الوقت والمخاطر، سواء كان ذلك من خلال تطوير صناعة جديدة أو عن طريق الاستثمار في الأسواق المالية.

ورغم أنه لا توجد أسرار أو طرق مختصرة للثراء، فإن رواد الأعمال المتميزين يتمتعون عادة بخصائص محددة.

ويظل هنا سؤال مهم؛ هل العادات التي يمتلكها الذين يحققون نجاحا غير مألوف، هي عادة ما يتم تعلمها وممارستها (مكتسبة)، أم هي عادات موروثة كما يجادل البعض؟

في تقرير نشرته مجلة "إنتربرنوير"( Entrepreneur) الأميركية المتخصصة في ريادة الأعمال، يجيب الكاتب المتخصص في شؤون الاستثمار بريان روب عن هذا السؤال، مؤكدا أنها عادات مكتسبة وغرس هذه الصفات في أي شخص أمر يتطلب التروي والاستمرارية، خاصة أنها متاحة للجميع ويمكن تعلمها، وقد نجد ميل البعض لإحدى هذه السمات دون غيرها، ومن أهم هذه الصفات ما يلي:

إن الذين لا يستطيعون التحكم في إنفاقهم نادرا ما يصنعون ثروة أو يحتفظون بها

 الانضباط الذاتي

ويلفت الكاتب إلى أن فلسفة "اليين واليانغ" (yin to the yang) -وهي فلسفة صينية قديمة- ترتبط بالانضباط الذاتي، وهو القدرة على التحكم في أفكار الفرد وأفعاله، حيث عرّف الكثيرون الانضباط على أنه القدرة على تأجيل إشباع الرغبات، وهو ما يتناسب مع الاستثمار الذي يتطلب الحرص على توفير جزء من الدخل بانتظام، وتجنب المتعة الفورية للشراء.

ويقول الكاتب إن الذين لا يستطيعون التحكم في إنفاقهم نادرا ما يصنعون ثروة أو يحتفظون بها، فمعظم الناجحين ليسوا موهوبين بشكل غير عادي أو عبقريين لديهم مستوى ذكاء عال، لكنهم أناس عاديون يتعلمون الربط بين أفعال اليوم ونتائج الغد، مستشهدا بما يقوله الفكاهي ويل روجرز "يمكّنك الانضباط الذاتي من تجنب إنفاق الأموال التي لا تمتلكها، لشراء أشياء لا تحتاجها، لإثارة إعجاب أشخاص لا تحبهم".

الكثيرون يخلطون بين المعرفة التي تأتي من القراءة، والخبرة التي تأتي من القدرة على استخدام المعرفة للحصول على نتائج محددة

 الخبرة

ويرى الكاتب أن الكثيرين يخلطون بين المعرفة التي تأتي من القراءة، والخبرة التي تأتي من القدرة على استخدام المعرفة للحصول على نتائج محددة، موضحا مدى حاجة المستثمرين الناجحين إلى معرفة العديد من التخصصات -مثل المحاسبة والتمويل والتحليل الأمني- التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الدراسة.

ومع ذلك تتطور الخبرة عن طريق التطبيق المتسق والموضوعي للمعرفة المكتسبة، أو ما يسميه الباحثون "الممارسة المتعمدة"، مشيرا إلى أن الأبحاث تظهر أنه من خلال العمل على ما لا يمكنك فعله وتطويره، يمكنك أن تصبح خبيرا إذا ما أردت ذلك، نظرا لأن الخبراء يُصنَعون، لا يُولَدون.

وفي تقرير آخر للخبير المالي تود ترسيدير المنشور على موقع "فايننشال منتور" (Financialmentor) الأميركي المعروف المعني بتعليم قواعد الاستثمار؛ يرى الكاتب أن هناك صفات رئيسية يجب أن يكتسبها المستثمرون لكي يتميزوا في أعمالهم منها:

إدارة المخاطر

يشدد الكاتب على أنه يجب على المستثمرين الناجحين فهم أنواع المخاطر الكامنة في العمل وتقليل احتمالية حدوثها (التكرار) والخسارة المرتبطة بحدوثها (الحجم)، معطيا مثالا بفلسفة الاستثمار الخاصة بجورج سوروس، أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق، التي تركز على خسائر الاستثمار المحتملة، حيث يقول "ليس مهمّا إذا ما كنت على صواب أو خطأ، ولكن مقدار الأموال التي تربحها عندما تكون على حق ومقدار ما تخسره عندما تكون مخطئا هو الأهم".

 التركيز

يوضح الكاتب أن الحياة اليومية تزخر بالإلهاءات على جميع المستويات، وبعضها مهم وبعضها غير مهم، وهو ما يستدعي التركيز الذي يتمثل في القدرة على تحديد هدف واحد والتركيز عليه دون غيره من أجل تحقيقه.

ويشير إلى أنه لا يمكن اعتبار تحقيق ثروة أمرا سهلا، إذ يمكن أن يستغرق أعواما، أو مدى الحياة، أو يمكن أن يكون ضربة حظ جيدة، موضحا أن معظم الثروات بُنيت ببطء عن طريق الاستثمار المستمر لجزء من أرباح الفرد بحكمة، حيث يجب التركيز على الوجهة، وتجنب الوقت الضائع والطاقة المهدرة، والاتجاهات الخاطئة والفرص.

المصدر : مواقع إلكترونية