جودة المنتج في المقام الأول.. نصائح تسويقية للشركات الناشئة

جودة المنتجات وملاءمتها لاحتياجات السوق أهم من الاستثمار في التسويق للشركات الناشئة

Top View of Arms of Group Young Business People Discussing Data on Electronic Gadgets Related to Social Media Marketing Impact "نجوم الشبكات الاجتماعية يغيرون قواعد التسويق"
الاستثمار في التسويق خلال وقت مبكر من دورة حياة الشركة الناشئة يشكّل أحد أكبر العوائق (غيتي)

يعتبر التسويق أمرا ضروريا لنجاح أي مشروع تجاري، لكن من المهم بالنسبة للشركات الناشئة في المراحل المبكرة من تأسيسها أن تركز على جودة المنتجات وملاءمتها لاحتياجات السوق قبل إنفاق مبالغ كبيرة في عمليات التسويق.

في تقرير نشرته مجلة "فوربس" (forbes) الأميركية، يقول الكاتب عبدو رياني إن الشركة الناشئة تحتاج قبل كل شيء إلى تطوير منتجات يحتاجها العملاء، ومن ثم التركيز على التسويق.

تخيل أنك قد طوّرت للتو منتجين جديدين، وقد أظهر المنتج الأول مؤشرات واعدة من خلال المقابلات مع العملاء، لكنك لا تملك ميزانية لتسويقه، في المقابل لم تظهر أي بوادر نجاح للمنتج الثاني في السوق رغم أن لديه ميزانية تسويقية كبيرة، فما هو المنتج الذي يمكن أن تراهن عليه في هذه الحالة؟

يراهن معظم أصحاب الخبرة على المنتج الأول، لأن التسويق لا يمكن أن يُنقذ المنتج الثاني إذا لم يكن له مكان في السوق.

يعتبر الاستثمار في التسويق من عوامل النمو، لكن المحرك الحقيقي هو المنتج المناسب للسوق، وإذا لم يكن لديك مثل هذا المنتج، فأنت لا تملك أساسا ما يمكن تطويره، لذلك فإن محاولة تسويق أي منتج لا يلائم متطلبات السوق هي محاولة يائسة لبناء منزل دون أساسات.

في الواقع، يعد الاستثمار في التسويق خلال وقت مبكر من دورة حياة الشركة الناشئة أداة توسعية لم يحن أوانها، وهو يشكل أحد أكبر العوائق أمام الشركات الناشئة، وفقا لمركز "ستارت آب جينوم" (Startup Genome) للبحوث والاستشارات.

الخبرة والاستقلالية والثقة بالنفس.. لهذه الأسباب العمل أثناء الدراسة فكرة رائعة
الشركة الناشئة تحتاج قبل كل شيء إلى تطوير منتجات يحتاجها العملاء ومن ثم التركيز على التسويق (شترستوك)

فيديو يحقق الانتشار

إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم حاليا وهي "دروب بوكس" (Dropbox) تمكنت من تحقيق النمو في مرحلة مبكرة من تأسيسها دون استثمار تسويقي كبير، وكانت النسخة الأولى من دروب بوكس ملائمة لمتطلبات السوق، ولاحظ الفريق المؤسس أنها تنمو بشكل جيد بفضل فيديو توضيحي بسيط على الإنترنت.

مع انتشار الفيديو على نطاق واسع، أنشؤوا برنامج إحالة لتحفيز المستخدمين على تقديم آرائهم عن المنتج، وقد حققت الخدمة نموا بنسبة 3900% في 15 شهرا.

حاليا، تنفق شركة دروب بوكس ما يزيد عن 80 مليون دولار سنويا على الإعلانات، وهذا ينسجم مع حجم مداخليها، لكن هذا الأمر لم يكن ضروريا في الأيام الأولى للشركة عندما كانت قادرة على النمو بسرعة فقط من خلال مقطع فيديو على الشبكة.

تجربة سيغمنت

تجربة منصة "سيغمنت" (Segment) مثال جيد على أهمية ملاءمة المنتج للسوق، وجمع الفريق المؤسس ما يقرب من 600 ألف دولار بعد المشاركة في مسرّع المشاريع الناشئة "واي كومبيناتور" (Y Combinator) في 2011، لكن بعد أكثر من عام من العمل على منتجين مختلفتين، أنفق الفريق معظم رأس المال لكن لم يكن لديه شيء ذو قيمة يعرضه في السوق.

عندها، قرر الفريق اختبار منتج كانوا قد طوروه عند إنشاء المنصة، وهو عبارة عن مكتبة بيانات سهلة الاستخدام، وعرضوا الفكرة على موقع "هاكر نيوز" (Hacker News)، وجذب المنتج اهتمام المستخدمين في غضون أيام قليلة، وحقق انتشارا لم تستطع المنصة أن تحرزه من خلال إنفاق أكثر من نصف مليون دولار على الأفكار السابقة.

المصدر : الصحافة الأميركية