ميناء كيسمايو يجذب تجار العاصمة الصومالية مقديشو

باخرة صينية في ميناء كيسمايو الدولي - الجزيرة نت

باخرة صينية في ميناء كيسمايو الدولي (الجزيرة نت)


عبد الرحمن سهل–كيسمايو

 

ميناء كيسمايو ومطار أحمد جري الدولي يشكلان أهم مصدر اقتصادي لسكان محافظة جوبا السفلى (كيسمايو) والمناطق المجاورة لها.

 

قد ازدهرت الحركة التجارية بالميناء مؤخرا، بينما لا يزال المطار متوقفا عن العمل بسبب وقف شركات الطيران المحلية والإقليمية رحلاتها إليه بعد استيلاء الإسلاميين على كيسمايو نهاية أغسطس/ آب الماضي.

 

يقول مدير العمليات بالميناء للجزيرة نت إن ميناء كيسمايو الدولي يعتبر شريان الحياة لسكان المدينة والمناطق المجاورة، وتقدر القوة العاملة فيها بأكثر من ثلاثة آلاف شخص موزعين على مختلف الوحدات التابعة للميناء ويستفيد من خدماتها سكان المدينة وغيرها.

 

عراقيل
وأوضح أحمد علي حراري أن التجار قبل الإدارة الإسلامية الحالية بكيسمايو كانوا يتعرضون لمشاكل عدة من بينها إغلاق الميناء بصورة مستمرة على يد المليشيات القبلية، ونصب حواجز داخل المدينة تعرقل سير الحركة التجارية ودفع رشاوى ضخمة إلى رؤساء المليشيات القبلية ونهب ممتلكات التجار في وضح النهار.

 

ويضيف أنه كان هناك اضطرابات أمنية جراء التنافس على حصص الميناء، واستهداف السفن التجارية الأجنبية أحيانا بإطلاق الأسلحة الثقيلة تجاههم لخلق حالة من الرعب والخوف بنفوس أصحاب السفن. وقد تضرر التجار كثيرا من تلك الإجراءات العقابية.

 

لكن كل هذه المظاهر السيئة اختفت حاليا، بينما يسير العمل حاليا في الميناء بصورة طبيعية ودون عراقيل أمنية وإدارية.  

 

لم تستأنف الطائرات رحلاتها منذ استيلاء الإسلاميين على كيمسايو (الجزيرة نت)
لم تستأنف الطائرات رحلاتها منذ استيلاء الإسلاميين على كيمسايو (الجزيرة نت)

خفض الضرائب

 وفيمايتعلق بالإجراءات المالية على الأنشطة التجارية بالميناء، قال حراري إن الإدارة الإسلامية قررت خفض الضرائب عن البضائع بنسبة 40%. أما ما يساعد في تنمية المجتمع مثل الوسائل الحديثه للزراعة كالمولدات والجرافات فقد تم إلغاء الضرائب عنها دعما لتطوير المجتمع. وأضاف " نحن نشجع جميع الخطوات التي تساهم بتنمية المجتمع والاعتماد عليه بدلا من المعونات الخارجية التي تقدمها الهيئات الغربية إلى المتضررين جراء الكوارث الطبيعية وغيرها في أوقات غير مناسبة".

 

اتجاه التجار نحو كيسمايو
 وفيما يتعلق بالسيارات، قال حراري إنه تقرر لها ضريبة تتراوح بين 145 و270 دولارا حسب نوعية السيارة وحجمها، أما الموانئ الأخرى كمقديشو فإن الضريبة المقدرة على السيارات تقدر بحوالي 1500 دولار.

 

وبسبب خفض الضرائب في ميناء كيسمايو مقارنة بميناء مقديشو، فقد اتجه عدد كبير من التجار في مقديشو إلى كيسمايو، إضافة إلى المناطق الجنوبية الأخرى وخاصة تجار السيارات ومواد البناء بأنواعها.

 

ورغم أن الميناء يشهد هذه الأيام نشاطا تجاريا ملحوظا بسبب الأمن وخفض الضرائب، فإنه لا يعمل بكامل طاقته المطلوبة بسبب وجود سفن حربية صومالية قديمة بمساحات شاسعة، كما توجد مستودعات ومبان منهارة شاهدة على أمة قد خلت إبان حكومة محمد سياد بري، ما عدا المكاتب الإدارية التي هي الأخرى بحاجة إلى إعادة ترميم وتأثيث.

 

مطار أحمد جري الدولي

ورغم أن الإدارة الإسلامية أعلنت عن فتح المطار بعد أن غيرت اسمه وأطلقت عليه مطار أحمد جري الدولي أمام الرحلات، فإنه لم تستأنف الطائرات بعد.

 

وعن سبب توقف الطائرات، يقول مندوب شركات الطيران بكيسمايو صالح أحمد صالح للجزيرة نت إنه كان يتعامل سابقا مع عدد من شركات الطيران المحلية والإقليمية كالكينية والجيبوتية وشركات محلية مثل جوبا وجلد آر لان.

 

صالح: بعد استيلاء الإسلاميين على كيسمايو توقفت رحلات الطائرات للشركات المحلية (الجزيرة نت)
صالح: بعد استيلاء الإسلاميين على كيسمايو توقفت رحلات الطائرات للشركات المحلية (الجزيرة نت)

 

وعقب الغزو الإثيوبي للصومال نهاية 2006، أوقفت الحكومة الكينية جميع الرحلات الجوية إلى الصومال بما في ذلك كيسمايو، غير أن الشركات المحلية الصومالية والخطوط الجوية الجيبوتية واصلت رحلاتها إلى منتصف العام الماضي.

 

وبعد وقوع المدينة في قبضة الإسلاميين، توقفت رحلات الطائرات التابعة للشركات المحلية لقلة عدد الزبائن وعدم استعداد أصحاب شركات الطيران استخدام المطار لأسباب غير معروفة. وقد بذلت جهود لإقناع الشركات التي أوقفت رحلاتها إلى كيسمايو باستئنافها.

المصدر : الجزيرة