مجلة الكتابة الأخرى.. كتاب الثورة

غلاف العدد الجديد لمجلة الكتابة الأخرى كتاب الثورة

غلاف العدد الجديد لمجلة الكتابة الأخرى (الجزيرة نت)

بعد عشرين عامًا من صدور العدد الأول من مجلة الكتابة الأخرى في مايو/أيار 1991، وبعد أن توقفت لعدة سنوات، ظهر عددها الثاني في إصدار جديد، وخرج العدد الجديد من رحم الثورة المصرية، راصدًا ومتتبعًا لإرهاصاتها الأولى، ومسجلاً لشهاداتها التي كتبها العديد من الكتاب والأدباء والشعراء المصريين، تحت عنوان كبير هو "كتاب الثورة".

ففي الوقت الذي كانت فيه المؤسسة الثقافية المصرية الرسمية في بداية التسعينيات تنتج خطابها الرث الساعي إلى تدجين مختلف تيارات المثقفين المصريين، خرجت مجلة "إبداع" الرسمية وهي تحمل مقدمة رئيس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي قال فيها صراحة إن مجلته "للصفوة وليست للحرافيش".

آنذاك، ظهر العدد الأول من مجلة "الكتابة الأخرى"، وحملت مقدمته افتتاحية مؤسسها الشاعر هشام قشطة، ردا على حجازي بقوله "مفهوم الصفوة إذن مفهوم متهافت ينبني على فكرة سياسية نرفضها، وجذورنا الأدبية الحقيقية تعود مصريًّا إلى المصري الفصيح وشكاواه، وعربيًّا إلى الصعاليك، وعالميًّا إلى المشردين والمنبوذين من جراء عدم تكيفهم مع واقع رفضوا الاندماج والتشيؤ فيه".


عندما دافعت الكتابة الأخرى منذ بدايتها وطوال عشرين عاما عن الصوت المهمش في الثقافة المصرية، إنما كانت تنحاز لثورة من نوع جديد ضد قيم التكلس وحظائر المؤسسات الثقافية المصرية الرسمية

دراسات وشهادات
العدد الجديد من المجلة تضمن العديد من المحاور الرئيسية، وبدأ بافتتاحية للمحرر العام هشام قشطة حملت عنوان "الثورة المصرية وسقوط الأوهام" وفيه يشن قشطة هجوما حادا على مقولات نهاية التاريخ ونهاية عصر الثورات، مؤكدا على أن العقل الجمعي المصري الذي حرك الثوار المصريين كان هو الانتصار الحقيقي للثورة التي لم تخط خطواتها الأولى بعد.

كما احتوى أيضا على دراستين رئيسيتين، الأولى لعبده برماوي تحت عنوان "أولئك الذين ولدوا في الميدان"، والثانية لأشرف يوسف تحت عنوان "الهتافات واللافتات في الثورة المصرية"، وضم محور رؤى خمس مواد لكل من حسني عبد الرحيم وسامر سليمان وعزت القمحاوي وكريم عبد السلام ومحمود قرني.

أما ملف الشهادات واليوميات فقد احتوى أكثر من أربعين مادة لعدد كبير من المبدعين المصريين والعرب من بينهم: إبراهيم عبد المجيد وأحمد زغلول الشيطي، وإبراهيم فرغلي وأحمد اللباد، وشيرين أبو النجا وسيد محمود ورؤوف مسعد ومكاوي سعيد وسامح الأسواني ومحمود خير الله وفريد أبو سعدة وعبد الحكيم حيدر ومحمود الورداني وغيرهم.

كما تضمّن العدد ملفًّا خاصًّا لرسومات فنان الكاريكاتير المصري عمرو سليم تحت عنوان "قبل.. بعد الثورة"، احتل 25 صفحة من المجلة. وتحت عنوان "عين الثورة"، أورد العدد الجديد صورًا فوتوغرافية لمشاهد الثورة المصرية بعدسة عدد من المصورين الهواة والمحترفين من بينهم: عادل وسيلي وتحسين بكر وإسلام العزازي ومحمد حمدي وجيهان عمر.

ولم تخل الكتابة الأخرى في عددها الجديد من نصوص وقصائد المبدعين المصريين ومن بينهم: إبراهيم عبد الفتاح وحمدي الجزار وعبد الرحيم يوسف وعمرو حسني وعمر حاذق، وفي باب ترجمة، وردت ترجمات لنصوص وقصائد عن الثورة، قدمها الشاعر والمترجم المصري أحمد يماني عن اللغة الإسبانية.

إرهاصات الثورة

حين تبنت الكتابة الأخرى شعراء قصيدة النثر المصريين والعرب، كانت تدافع عن حق شعري في الوجود واحتلال مكانته الخاصة التي تليق به

وفي تصريح خاص للجزيرة نت قال المحرر العام للمجلة هشام قشطة: "الكتابة الأخرى ليست مجلة ولا منبرًا ثقافيا مستقلاً، هي إحدى إرهاصات الثورة المصرية، فعندما دافعت الكتابة الأخرى منذ بدايتها وطوال عشرين عاما عن الصوت المهمش في الثقافة المصرية، إنما كانت تنحاز لثورة من نوع جديد ضد قيم التكلس وحظائر المؤسسات الثقافية المصرية الرسمية".

وأضاف أنه "حين تبنت شعراء قصيدة النثر المصريين والعرب، كانت تدافع عن حق شعري في الوجود واحتلال مكانته الخاصة التي تليق به، من هنا كان حرصنا في العدد الجديد على بلورة هذا الهم العام الذي من أجله وجدت الكتابة الأخرى في مصر، وقد احتفينا في المجلة بكل فرصة للثورة، وكان احتفاؤنا هذا ثوريًّا".

وقام بتحرير هذا العدد الاستثنائي من مجلة الكتابة الأخرى عدد من المبدعين المصريين هم أشرف يوسف، جيهان عمر، حمدي الجزار، علي منصور، مكاوي سعيد، وياسر عبد اللطيف، كما تولى الفنان أحمد اللباد مسؤولية الإخراج الفني للمجلة وتصميماتها الداخلية والخارجية.

يذكر أن "الكتابة الأخرى" هي إصدار غير دوري، مستقل، أشرف عليها في بداية صدورها مجموعة من مبدعي الثمانينيات، منهم محررها العام هشام قشطة، ومعه حسن خضر، محمود الهندي، فتحي عبد الله، محمود قرني، السماح عبد الله، والراحل حاتم عبد العظيم، في تجربة اعتبروها مكملة لتجربة الأدباء الذين أصدروا مجلاتهم فى الستينيات، والسبعينيات، وإن اختلفت الهموم والقضايا، مثل غاليري 68 وغيرها.

المصدر : الجزيرة