الشرق الأوسط في ذيل العالم بحرية الصحافة

F/Picture shows the shattered glass front of the elevators shaft of Baghdad's Sheraton

سجلت شمال أفريقيا والشرق الأوسط أسوأ أداء في مجال حرية الصحافة في العام 2003. وأشار تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى مقتل 17 صحفيا في هذه المنطقة بينهم 12 في العراق.

وقالت المنظمة المدافعة عن حرية الصحافة في تقريرها عن العام 2003 الذي تزامن صدوره اليوم مع اليوم العالمي لحرية الصحافة "شهدت هذه المنطقة أقل مستوى من حرية الصحافة".

ومضى التقرير يقول "تتمتع هذه المنطقة بوسائل إعلام مستقلة قليلة والصحفيون في الكثير من الدول يفرضون رقابة ذاتية صارمة على أنفسهم". واعتبرت المنظمة أن الحرب في العراق واستمرار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني "عرضا حرية الصحافة وسلامتها لمخاطر كثيرة".


مراسلون
بلا حدود:
أن يكون المرء صحفيا في إيران أو في العالم العربي يعني في غالب الأحيان عدم اجتياز الخطوط الحمر التي تضعها السلطات إذا أراد تجنب قمع الأنظمة الدكتاتورية

وأشارت المنظمة إلى أن الاحتلال الأميركي للعراق "عدواني جدا تجاه الصحفيين، وقد قتل خمسة منهم على أيدي جنود أميركيين خلال القتال وبعده".

وذكر البيان أن إيران ظلت أكبر سجن في المنطقة للصحفيين مع سجن 40 صحفيا خلال العام 2003. وقد قتلت الصحفية الكندية من أصل إيراني زهرة كاظمي بعدما تعرضت للضرب في السجن.

وجاء في التقرير "أن يكون المرء صحفيا في إيران أو في العالم العربي يعني في غالب الأحيان عدم اجتياز الخطوط الحمر التي تضعها السلطات إذا أراد تجنب قمع الأنظمة الدكتاتورية والتعنتية والديمقراطيات على الورق".

وقال التقرير إنه لا توجد في سوريا أي وسائل إعلام مستقلة, في حين أن التلفزيون والإذاعة في السعودية لا يزالان حكرا على الدولة وتسيطر العائلة المالكة بشكل كبير على الصحافة المكتوبة. لكنه أشار إلى أن "بعض وسائل الإعلام (السعودية) تحدثت عن دعوات متزايدة من المجتمع المدني لإدخال إصلاحات سياسية".

وبحسب التقرير فإن "معالجة قناة الجزيرة لمواضيع حساسة دفعت السلطات السعودية إلى تمويل تأسيس محطة منافسة لها هي العربية".

وقالت المنظمة إن وسائل الإعلام الخاصة في الأردن واليمن وفي مناطق السلطة الفلسطينية "لا تسلم من التهديدات والرقابة ويواجه الصحفيون فيها السجن بتهمة القدح والذم أو الإساءة إلى الإسلام".

وفي الخليج لا يزال الصحفيون "مضطرين إلى فرض رقابة ذاتية رغم المبادرات الليبرالية المشجعة من قبل الحكومات".

والتجاوزات القانونية "تثير القلق" في لبنان الذي طالما كان الملاذ الوحيد لحرية الصحافة في العالم العربي, في حين حاولت مصر خلال الحرب على العراق فرض مستوى معين من الإشراف على وسائل الإعلام.

وأوضحت المنظمة أن حرية الصحافة تعرضت لضربات كبيرة في الجزائر والمغرب حيث سجن صحفيان، في حين صدرت أحكام بالسجن على ثلاثة آخرين قاموا باستئنافها.


مراسلون
بلا حدود:
الاحتلال الأميركي للعراق عدواني جدا تجاه الصحفيين وقد قتل خمسة منهم أثناء القتال وبعده

وفي تونس لا تزال وسائل الإعلام الخاصة والعامة "خاضعة لإشراف الحكومة الكامل" رغم إعلان الرئيس زين العابدين بن علي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنهاء احتكار الدولة للبث.

وحصل الرئيس السوداني عمر البشير على بعض الإشادة لإصداره مرسوما يشجع حرية الصحافة من خلال رفع الرقابة وتحويل الإشراف على وسائل الإعلام من أجهزة الدولة الأمنية إلى المجلس الوطني للصحافة. لكن المنظمة أشارت إلى أن "رياح التغيير لم تقتلع العادات القديمة، فالأجهزة الأمنية لا تزال تشرف على وسائل الإعلام وتعلق صدور صحف".

وعلقت السلطات في موريتانيا صدور صحف أيضا وسجنت صحفيا, في حين أن وسائل الإعلام بليبيا "لا تزال بإمرة" الزعيم معمر القذافي.

وورد اسم القذافي على لائحة المنظمة "لمهددي حرية الصحافة" إلى جانب المرشد الأعلى للجمهورية في إيران آية الله علي خامنئي والرئيس التونسي بن علي والرئيس السوري بشار الأسد وولي عهد السعودية الأمير عبد الله.

المصدر : وكالات