شعار قسم مدونات

طوفان الجامعة.. من تونس دعوة لكل العالم

يهدف الحدث لنشر الوعي وتسليط الضوء على الوضع الراهن في فلسطين (الجزيرة)

في عالم مليء بالتحديات والصراعات، في عالم يعج بالتناقضات والمتضادات، يحضر المنافق و المطبع في صورة البطل المبدع في التمثيليات.

يتم تقتيل وتجويع شعب وحصاره من كل الجهات، ثم إلقاء صناديق معدودات في شكل مساعدات يراها الحر عارا ويراه غيره إنجازات يغيب العدل ويطغى التخاذل، تنعدم المعاني وتحضر الهوامش، في زمان انقلبت فيه الأوزان وأصبح الظالم سلطان.

واعتلى المنابر من أبدعوا في نظم الكلام وبيع أصواتهم بأرخص الأثمان، يحللون ما حرم ويحرمون ما حلل، ويبنون تصورا جديدا يتوافق مع مصالحهم، ويخوضون من الحروب فقط لصالحهم.

تظل الحركة الطلابية المنارة التي تنير طريق النضال والعدالة، والبوصلة التي توجه قادة المستقبل وتؤطرهم و تؤهلهم  وتدعم بأفرادها وممثليها القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

تظل الحركة الطلابية السبيل والطريق نحو نيل مرادنا الأسمى، أغلب طلابنا اليوم إن لم يكن كلهم ، شباب واعي وطموح ولديه من الحماس ومن الوسائل وسبل المقاومة والصمود ما لم يكن لسابقيه، يملكون القوة الحقيقية للتغيير والتأثير.

"طوفان الجامعة" تأتي كتعبير عن التضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني في وجه الظلم والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. من خلال كلمات الدكاترة والطلاب وعرض الفيديوهات التوثيقية، والمقاطع التي تم فيها رصد بشاعة الجرائم والمجازر المرتكبة في حق المدنيين العزل

معا من أجل العدالة: طوفان الجامعة لنصرة الحق الفلسطيني

يطلق الاتحاد العام التونسي للطلبة مبادرة لنصرة الحق الفلسطيني تحت شعار "طوفان الجامعة"، تنطلق أول فعالياتها في معهد الدراسات العليا التجارية بقرطاج على أمل ويقين أن نكون الصوت الذي يصدع بالحق.

تنطلق الفعالية الأولى لـ"طوفان الجامعة" من حاضنة ثورات الربيع العربي تونس وهي رسالة واضحة إلى العالم بأنهم استطاعوا فعل الكثير عندما أرادوا و ليس ذلك بالبعيد.

فعالية "طوفان الجامعة" تأتي كتعبير عن التضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني في وجه الظلم والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. من خلال كلمات الدكاترة والطلاب وعرض الفيديوهات التوثيقية، والمقاطع التي تم فيها رصد بشاعة الجرائم والمجازر المرتكبة في حق المدنيين العزل منذ ما يقارب النصف عام وحتى اليوم.

يهدف هذا الحدث لنشر الوعي وتسليط الضوء على الوضع الراهن في فلسطين وعدم التعامل مع الحق الفلسطيني باعتباره "ترند" أو كمسألة وقتية نحو السعي لإحياء فعاليات بصفة دورية.

تدعو التظاهرة لحملة ضجيج لأجل الجوع، حيث يتم دعوة الحضور للمشاركة في هذه الحملة بحمل أواني وملاعق بهدف التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين الذين يعانون من نقص في الموارد الغذائية نتيجة للحصار الإسرائيلي ومنع فتح معبر رفح للشهر الخامس على التوالي، وحملة تبرعات لدعم الجرحى المقيمين في المستشفيات التونسية وزملائنا الطلبة الفلسطينيين لتخفيف العبء عنهم.

ومن هنا، تنطلق الدعوة الحقيقية لتجاوز الكلام نحو الأفعال وتحدي الشعور بالعجز بسبب عدم القدرة على مد يد العون نحو تجسيد فعلي للتآزر.

الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير 2011 والتي  بدأت كانتفاضة شبابية قادها الطلاب والشبان الذين كانوا يحتجون على البطالة والفساد والقمع السياسي وسياسات تكميم الأفواه.

الحركة الطلابية: الصوت الذي يخافون أن يعلو

تعتبر الحركة الطلابية شريكا أساسيا في النضال من أجل العدالة والحرية، ولا يمكن إغفال دورها الهام في دعم القضية الفلسطينية. إن تأثير الطلاب يتجاوز الحدود، وقدرتهم على التغيير والتأثير تجعلهم قوة لا يمكن تجاهلها وصوتا لا يمكن تجاوزه و رأيا يستحيل اهماله أو عدم اعتباره .

تأتي ثورة "الربيع العربي" كنموذج لنجاح الحركات الطلابية العربية في تحقيق التغيير وصناعة الفارق. في بداية عام 2011، شهدت عدة دول عربية من بينها تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن انتفاضات شعبية، حينها أدى الطلاب دورًا بارزًا وفاعلا.

تميزت ثورة الربيع العربي بمشاركة فعالة وكبيرة من الطلاب، الذين كانوا الدافع والمحرك وراء هذه الانتفاضات. فقد قادوا المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات، ونظموا حملات توعية وتحسيس للمجتمع المحلي بأهمية الإصلاح والتغيير.

من بين الأمثلة المشرقة لنجاح الحركة الطلابية خلال الربيع العربي، الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير 2011 والتي  بدأت كانتفاضة شبابية قادها الطلاب والشبان الذين كانوا يحتجون على البطالة والفساد والقمع السياسي وسياسات تكميم الأفواه. وتحولت هذه الانتفاضة إلى حركة وطنية شاملة أدت في النهاية إلى الإطاحة بالنظام السابق وانتقال تونس إلى مرحلة جديدة من الديمقراطية.

كما شهدت مصر ثورة 25 يناير 2011 التي قادها الطلاب والتي أدت إلى الإطاحة بنظام حسني مبارك الذي حكم البلاد لعقود. وقاموا بتنظيم مسيرات واعتصامات واحتجاجات سلمية في ميدان التحرير بالقاهرة وفي عدة مدن أخرى، مما أسفر في النهاية عن تنحي مبارك عن السلطة.

ليس مجرد واجب.. على الطلبة في تونس أن يستمروا في المبادرة، بل هو دعوة للشباب في كل مكان ليقفوا معهم، وليضيئوا شمعة الأمل في قلوب الشعوب المظلومة في كل مكان

ماذا لو اتحدنا

عندما يتحد الطلبة  في تونس لإشعال شعلة "طوفان الجامعة"، يرسلون رسالة قوية إلى العالم بأسره. كالقول: "نحن هنا، نحن مستعدون، ونحن ملتزمون بدعم الحق الفلسطيني". ولكن هذا ليس مجرد تعبير عن التضامن الرمزي، بل هو تعبير عن إرادة حقيقية للتغيير والعمل الفعال، وبالإشعال الأول لشعلة "طوفان الجامعة"، يتولد التحدي والمسؤولية لدى  الشباب في دول أخرى لاستمرار هذا النور، وتوسيع دائرة التأثير.

لذلك، ليس مجرد واجب على الطلبة في تونس أن يستمروا في المبادرة، بل هو دعوة للشباب في كل مكان ليقفوا معهم، وليضيئوا شمعة الأمل في قلوب الشعوب المظلومة في كل مكان. إنها مسؤولية مشتركة ، وعلينا أن نستمر في نشر الوعي ، وأن نعمل بجدية لتحقيق التغيير الإيجابي في العالم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.