شعار قسم مدونات

اليوم العالمي للطفل الشهيد

خالد نبهان
خالد نبهان وحفيدته الطفلة ريم الشهيرة بـ"روح الروح" (مواقع التواصل الإجتماعي)

تجاوز العدوان الصهيوني على غزة كل الأعراف والمواثيق الدولية فضلا عن القيم الإنسانية، فإن مجازره لم تتوقف عند حصد أرواح المدنيين، بل استهدفت مرضى المستشفيات، والنساء والأطفال، ولعل أبشع هذه المجازر ما جرى في حق الأطفال الرضع وقتلهم بدم بارد فقد بلغت حصيلتهم أكثر من 12 ألف طفل شهيد، وفي مشهد مأسوي آخر حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف من "انفجار" على حد تعبير المنظمة في وفيات الأطفال في غزة، بسبب نقص الغذاء والحليب والأمراض، وبالتالي من ينجو من القذف والقنص، يموت جوعا بسبب الحصار ومنع المساعدات الإنسانية.

تبنت الكاتبة والمترجمة أيجين كانط أوغلو مبادرة لاعتماد اليونسيف والبرلمان التركي يوم ميلاد ريم 23 ديسمبر من كل عام ليكون (اليوم العالمي للطفل الشهيد)

وربما من المشاهد المؤثرة التي تشهد حرقة القلب وعذاب الروح عند فقد فلذة الكبد مشهد "روح الروح" ذلك الجد الذي يودع حفيدته ريم في صبر وجلد بيد أن مرارة الفراق، وألم الفقدان يعتصر قلبه فيناديها بروح الروح.

وهو مجرد من مشهد من آلاف المشاهد التي لم تنقلها الكاميرات، ولعل مقطع الأم رانيا أبو عنزة التي تحمل توأميها في كفنيهما وهي تقول: "من سيقول لي ماما"، يلخص تلك المعاناة التي تعيشها الإنسانية جمعاء قبل أن تعيشها المرأة الغزية، فالطفولة تغتال، والبراءة تطمر، تحت مرأى ومسمع العالم.

وفي خطوة إيجابية ضد هذه الانتهاكات تبنت الكاتبة والمترجمة أيجين كانط أوغلو مبادرة لاعتماد اليونسيف والبرلمان التركي يوم ميلاد ريم 23 ديسمبر من كل عام ليكون (اليوم العالمي للطفل الشهيد) وكانط أوغلو هي ناشطة في المجتمع المدني في تركيا، ولها حضورها في الإعلام والبرامج الحوارية، وتمثل صوتا حرا للقضية الفلسطينية.

ولقد أطلقت مبادرتها بعد استشهاد الطفلة ريم "روح الروح" ذات الأعوام الثلاثة الذي كان يأمل جدها بأن يحتفل بعيد ميلادها سويا، غير أن أيدي الغدر الصهيوني اغتالتها واغتالت الحلم، وحظيت مبادرة كانط أوغلو بالتفاعل لدى الشباب والقبول لدى مؤسسات المجتمع المدني فأقيمت في 23 ديسمبر 2023 فاعلية بعنوان "اليوم العالمي للطفل الشهيد"، نظمته جمعية 15 تموز بالتعاون مع جمعية "مرمرة الزرقاء" للحرية والتضامن، وجدير بالذكر أن جميعة مرمرة الزرقاء تأسست على إثر مجزرة أسطول الحرية الذي توجه لكسر حصار غزة في 2010 واستشهد فيه 10 مواطنين أتراك وأصيب 56.

اعتبرت كانط أن ذكرى ميلاد ريم "روح الروح" التي تعتبر رمزا للأطفال الشهداء هو إحياء لذكرى جميع الشهداء من الأطفال الذين استشهدوا في الحرب على غزة

وقد وضحت كانط في هذه الفاعلية وفي غيرها من فاعليات أهداف مبادراتها ومبرراتها، فذكرت أنه لا يوجد عذر أو أي مبرر مشروع لقتل الأطفال الذين لا يعرفون إلا البراءة والطهارة، وبالتالي لا يمكن تمييزهم وفق دينهم أو عرقهم، إلا أن إسرائيل لا تفتأ عن قتلهم وتوصيفهم بأنهم من ضحايا حرب الثانويين، والأدهى والأمر أنهم ينظرون إليهم على أنهم أعداء.

واعتبرت كانط أن ذكرى ميلاد ريم التي تعتبر رمزا للأطفال الشهداء هو إحياء لذكرى جميع الشهداء من الأطفال الذين استشهدوا في الحرب على غزة، مؤكدة على أن حياة طفل واحد تساوي حياة كل البالغين لأنهم مستقبل هذا العالم ومالكيه على حد تعبيرها.

ولقد حظيت الدعوة باستجابة على المستوى المحلي التركي والعالمي فقد وصلت عدد الموقعين على هذه المبادرة في موقع “change.org” المشهور ما يقارب النصف مليون، ومع ذلك فإن المبادرة تشهد غيابا على مستوى الإعلام العربي، وهنا أنتهز الفرصة وأدعو قناة الجزيرة ومؤسسات الإعلام الحر والمؤثرين لتبني هذه المبادرة والدعوة إليها كي نخلد ذكرى الشهداء من أطفال غزة وأطفال العالم، وليظل التاريخ شاهدا على مجازر العدو نحوهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.