شعار قسم مدونات

نقاط لا بد أن نتذكرها..

محب الدين الخطيب رئيس تحرير مجلة الفتح (مواقع التواصل الاجتماعي)

تعد مجلة الفتح من أهم المجلات الإسلامية، التي ظهرت في القرن الماضي، فقد استمرت فترة طويلة من الزمن، وعالجت قضايا مهمة من قضايا الأمة العربية والإسلامية، فما من قضية كبرى من قضايا العالم الإسلامي ظهرت في تلك الفترة، إلا وكانت الفتح مشاركة فيها، على المدى الواسع والعميق. وكان محب الدين الخطيب رئيس تحريرها، وكاتب كثير من مقالاتها.

وقد شغلت قضية فلسطين حيزا كبيرا من المقالات التي نشرت في الفتح، وجاء المجلد 17 من المجلة غنيا بالمقالات التي تتناول القضية وتحللها، وتنشر الأخبار المتعلقة بها. وقد خصص العدد 828 بمجمله منها لفلسطين، وحمل عددا كبيرا من المقالات التي كتبها كتاب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وجاءت الأعداد 835 و836 أيضا غنية بمثل هذه المقالات.

وكان مما ناقشته هذه المقالات مجموعة من النقاط، أجد من المهم التذكير بها، كونها مازالت فاعلة رغم مرور عقود طويلة، خاصة مع ما نعيشه من حرب إبادة جماعية على غزة، تقوم بها إسرائيل، ومن ورائها داعموها من الغرب ومن بعض الأنظمة العربية والإسلامية، ومن هذه النقاط:

قضية فلسطين يجب أن توحد العرب والمسلمين، وأن يتعاونوا مع بعضهم بعضا لطرد هذا العدو بكل ما يستطيعون، وبكل الوسائل المتاحة أمامهم، وأن يكون الإخلاص لدينهم هو السبيل للنصر

المسلمون لن يتخلوا عن فلسطين

العرب والمسلمون لا يقبلون التخلي عن هذه البقعة الغالية من الوطن مهما كانت الأسباب، لا لليهود ولا لغير اليهود، وسيعتبرون أي دخيل على هذه الأرض هو غاز لها يجب عليهم محاربته ومحاربة من يعاونه. فتمكين الصهيونية من فلسطين غزو، وكل من يميل إلى هذا البغي سيعامل معاملة العدو المحارب (نظرات جديدة إلى قضيّة فلسطين، العدد 82، 1364هـ).

كما أن قضية فلسطين يجب أن توحد العرب والمسلمين، وأن يتعاونوا مع بعضهم بعضا لطرد هذا العدو بكل ما يستطيعون، وبكل الوسائل المتاحة أمامهم، وأن يكون الإخلاص لدينهم هو السبيل للنصر، وبغير ذلك لن يستطيعوا استعادة هذا الجزء الغالي من العالم الإسلامي.

الضعف والغفلة مكنا الصهاينة من فلسطين

السبب الذي مكن الصهاينة من فلسطين عدم وجود القوة التي تقف في وجه الصهاينة وتقاتلهم، بسبب ضعف الأمة العربية والإسلامية، فحق العروبة والإسلام في فلسطين لم يكن مسلحا بالقوة التي تستطيع الدفاع عنه، والتقصير والغفلة التي أضاع بها العرب والمسلمون فلسطين، هما السبب أيضا في التسامح في تسرب أموالنا إلى خزائن أعدائنا. (مصيبة العرب باليهود ومصيبة اليهود بالصهيونيين، العدد 842، 1366هـ)

كانت المجلة تدعو أغنياء العالم الإسلامي وزعماء البلاد العربية أن ينظموا قوى عرب فلسطين الاقتصادية والعمرانية والعلمية والأدبية تنظيما فنيا يذلل العقبات، ويبين وسائل الخير ليستفيدوا من كثرتهم

المسؤولية تجاه فلسطين عامة

على المسلمين من سور الصين وجزائر إندونسيا إلى سواحل بحر الظلمات، أن ينظموا دفاعهم عن فلسطين، على اعتبار من يدعو إلى الصهيونية ويهش لها محاربا لا يجوز معاملته ولا تمكينه من أي خير، واعتبار من يقاومها ويدرأ شرها، صديقا يحفظ له جميله، ويقابل عليه بخير منه (قضية فلسطين في طورها الحاسم، العدد 835، 1365هـ).

وكانت المجلة تدعو أغنياء العالم الإسلامي وزعماء البلاد العربية أن ينظموا قوى عرب فلسطين الاقتصادية والعمرانية والعلمية والأدبية تنظيما فنيا يذلل العقبات، ويبين وسائل الخير ليستفيدوا من كثرتهم، ومعادن نفوسهم وقوى إيمانهم، وبذلك وحده تنهزم قوى الشر ويبيد اللّه المعتدين. (من تاريخ الصّهيونية"، العدد 828، 1364هـ)

كما حثت الفتح الحكومة البريطانية على تصحيح خطأها، لأنها كانت السبب المباشر لما يعانيه الفلسطينيون من ظلم وتشريد، وكانت هي العون الأول الذي ساعد الصهاينة على احتلال فلسطين، (مطالب العرب في فلسطين ريثما تحل قضيّتها، العدد 828، 1364هـ). وطالبت الأمم المتحدة أن تحكم بعدل في قضية فلسطين دون تحيز، وبينت أن العرب لا يستجدون الحرية لفلسطين من دول أوروبا أو من ساسة أميركا أو من الهيئات الدولية فالحق حق لصاحبه وصاحب الحق لا يستجديه، العرب والمسلمون يراقبون رجال الغرب وحكوماته وهيئاته وشعوبه، متسائلين هل آن لهؤلاء أن يتحرروا من تأثير اليهود عليهم، وتوجيههم لهم في غير الطريق الذي تقتضيه مصالحهم، ويحفظون به شرفهم أمام الأجيال الآتية؟ ("قضية فلسطين امتحان لروح الإنصاف واستقلال الرأي في ساسة هذا العصر ودوله، العدد 849، 1366هـ).

يجب على المسلمين أن يجهزوا المجاهدين في فلسطين بكل ما جهز به يهود العالم يهود فلسطين من سلاح، رغم أن يهود العالم لا يستطيعون أن يجهزوا يهود فلسطين بمثل ما جهز اللّه به قلوب عرب فلسطين من بسالة وإيمان.

أطماع الصهاينة ليس لها حدود

حذرت الفتح من أطماع الصهاينة التي لا تقف عند حدود معينة، وقد جندوا لحربهم كل الوسائل، من شهوات وزخارف وكماليات وضروريات، وأوهام وحقائق وأكاذيب وأسلحة وأخلاق وأقلام وأفلام، وسيحاربوننا بهذا كله. لذلك يجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الخطر الداهم (فتنة المسيح الدّجال آخر أهداف الحركة الصّهيونيّة، العدد 848، 1366هـ).

ولمواجهة كل هذا يجب على المسلمين أن يجهزوا المجاهدين في فلسطين بكل ما جهز به يهود العالم يهود فلسطين من سلاح، رغم أن يهود العالم لا يستطيعون أن يجهزوا يهود فلسطين بمثل ما جهز اللّه به قلوب عرب فلسطين من بسالة وإيمان. (بماذا نجاهد؟ العدد 852، 1367هـ)

وعد بلفور شؤم على اليهود

ذلك لأن هذا الوعد أفقد اليهود مكانتهم بين أمم أوروبا، ولأنه جر عليهم عداء المسلمين في كل أرجاء الأرض، وبالتالي هو شؤم أيضا على الإنكليز لأنه ورطهم، أما العرب والمسلمون فهو خير عليهم لأنه أيقظهم من نومهم، وحثهم على استعمال قواهم الكامنة، وسجاياهم التي عطلوها، وكادوا ينسون أنهم أصحابها، فهو مشؤوم. (مشؤوم، العدد 828 (1364هـ). كما أن مصيبة العرب باليهود أيسر من مصيبة اليهود بالصهيونية، لما جرته على اليهود من مصائب لا يعرفون كيف يخرجون منها. (مصيبة العرب باليهود ومصيبة اليهود بالصهيونيين، العدد 842، 1366هـ)

الصهيونية ليست بلاء على فلسطين وحدها، لأن أطماع الصهاينة لا تحدها حدود، وبالتالي على كل شرفاء الأرض نصرة فلسطين، وامتحان عزة اليوم يؤكد ذلك بكل وضوح.

الحل بعودة اليهود إلى بلادهم

السبب الذي دفع اليهود للخروج من بلادهم هو الاضطهاد الذي تعرضوا له على يد أتباع النازية، وبما أن هذا الاضطهاد قد زال، يجب أن تعود الحالة كما كانت قبل الاضطهاد، وأن يسمح لليهود بالعودة إلى أوطانهم، ثم إن الحل الجدي لقضية اليهود المظلومين فيما مضى بإخراجهم من أوطانهم لا سبيل إليه إلا برفع هذا الظلم عنهم بإعادتهم من فلسطين إلى أوطانهم، إلى ألمانيا والنمسا وبولندا وروسيا وأميركا وأي مكان آخر ولدوا فيه، ولم يعد يقدر أحد أن يمنعهم من العودة إليه. (نظرات جديدة إلى قضية فلسطين، العدد 827، 1364هـ)

مازالت هذه النقاط نقاطا أساسية في قضية فلسطين، فهي قضية العرب والمسلمين الأولى، بالرغم من اتفاقيات السلام الكاذب التي وقعها بعض حكامهم مع الصهاينة، كما أنها القضية التي توحدهم وتقربهم من كل الشرفاء في العالم، وهم المسؤولون عنها، وعليهم بذل كل ما يستطيعون لنصرتها، فالصهيونية ليست بلاء على فلسطين وحدها، لأن أطماع الصهاينة لا تحدها حدود، وبالتالي على كل شرفاء الأرض نصرة فلسطين، وامتحان عزة اليوم يؤكد ذلك بكل وضوح.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.