شعار قسم مدونات

الرسالة الشخصية!

يتفق المدربون وأهل الاختصاص في مجال علم النفس أن أغلب مشاكلنا مصدرها آلام نحتفظ بها من الماضي رغم أنها مرت (شترستوك)

هل فكرت يوما أن تكتب لنفسك الرؤية والرسالة. نعم هي نفس الفكرة التي يكتبها أصحاب الشركات والمؤسسات الأهلية أو المشروعات الكبيرة. أن تتخيل ماذا سيقول عنك الناس بعد وفاتك. ماذا تريدهم ان يقولوا؟ توقف عن القراءة للحظات وامسك ورقة وقلما وتخيل كل من يهمك أمرهم وتخيل ماذا سيقولون؟

عليك أن تتصور الوظيفة أو الاختصاص الذي كنت ستسعد كل يوم وأنت في طريقك إليه، بالنسبة إليها كناشطة في مؤسة خيرية، كانت تحب في عملها أنه يترك أثرا في حياة الناس.

لو لم تعجبك التعليقات التي تصورتها فأنت محظوظ جدا. يمكنك أن تبدأ في العمل على تغييرها من الآن.

يتفق المدربون وأهل الاختصاص في مجال علم النفس أن أغلب مشاكلنا مصدرها آلام نحتفظ بها من الماضي رغم أنها مرت. أو قلق على المستقبل، رغم أنه قد لا يحدث. وأنك لو تمكنت من التركيز على الحاضر ستزول معظم مخاوفك وآلامك. لا يفهم أحد من كلامي عدم الطموح أو العمل والتخطيط للمستقبل ووضع سيناريوهات محتملة وأخذ ترتيبات. لكن بمجرد أن قمت بوضع أهداف واضحة والسيناريوهات المحتملة وتحديد خطة العمل. خطوات ثابتة وبدائل لتفادي العقبات ثم تركز على محطات خطتك وتتوقف عن القلق على المستقبل بحديث المتدينين أن تجتهد في الأخذ بالأسباب ثم تفوض أمرك لله.

دارت تلك الأفكار في حوار بيني وبين سيدة في الأربعينيات من عمرها، وأخبرتني عن طريقتها التي تمكنت بها من كتابة رسالتها في الحياة، قالت هناك خطوة أولى وهي أن تفكري في الشخصية ذات الأثر الأكبر في حياتك. وما لديها من سمات تحبين أن تكتسبيها، وأعطتني مثالا من نفسها. فلقد كانت شقيقتها باحثة عن المعرفة طوال حياتها، تبسط الأمور ولكنها تجتهد لإحراز أحسن المعايير، وتتسم بالعزيمة والمرونة في نفس الوقت.

الخطوة الثانية كانت أن تبحث عن نقاط القوة لديك، وكيف أنها عندما قامت بتلك المقاربة وجدت أن لديها الكثير من صفات شقيقتها بالفعل، حتى لو كان لها أسلوبها الخاص لكنها اكتشفت أنها تسير على نفس النهج، تحب أن تتعلم كل جديد، وتحب أن تجرب وتطور من مهاراتها، وتحب أن تعطي وتؤثر.

ثم في الخطوة الثالثة تسأل نفسك عن أهم خمس أشياء في حياتك، بالنسبة لها كانت علاقتها بالله وأسرتها ثم التعلم المستمر والصحة والتأثير الطيب في حياة الآخرين.

في الخطوة الرابعة، تتصور الوظيفة أو الاختصاص الذي كنت ستسعد كل يوم وأنت في طريقك إليه، بالنسبة إليها كناشطة في مؤسة خيرية، كانت تحب في عملها أنه يترك أثرا في حياة الناس.

اطلب العون من الله ولا تخف من صعوبة التبعات، ويمكنك أن تأخذ خطوات بسيطة في اتجاه حلم كبير وخير الأعمال عند الله أدومها وإن قل، وعلى الطريق مع الاستمرارية تتنامى القدرة وتتسع الخطوات

في الخطوة الخامسة اكتشفت ما يربط بين كل ما سبق، وأن رسالتها هي أن تكون قدوة تأخذ بأيدي من حولها لحياة أفضل.

أخبرتكم بالخطوات مع مثال عسى ييسر عليكم أداء المهمة، وأن تتضح لك الغاية من حياتك وأهدافك فتتبلور أولوياتك فتعلم كيف سترتبها. سيكون كل ما سبق شعلة مضيئة تيسر عليك اتخاذ الكثير من القرارات في حياتك، هل تحمست لتجربة هذه الخطوات؟ نعم يتطلب الأمر شجاعة أن تتخذ هذا القرار، فالوعي بالنفس وتحديد المسار وإلزام النفس بالمسار الصحيح يتطلب شجاعة حقيقية. والكثير من الناس يفضل أن يبقى في المنطقة الرمادية، وأن يمارس من الحياة ظاهرها، ويفتقد الحقيقة.

اطلب العون من الله ولا تخف من صعوبة التبعات، ويمكنك أن تأخذ خطوات بسيطة في اتجاه حلم كبير وخير الأعمال عند الله أدومها وإن قل، وعلى الطريق مع الاستمرارية تتنامى القدرة وتتسع الخطوات، ولا ضير إذا جائت في طريقك عقبات حولت المسار أو عطلته، فسيمكنك دوما أن تضبط الخط وتعيده للنقطة الصحيحة طالما كان الهدف واضحا.

وسيكون رائعا جدا لو تمكنت من صياغة رسالة عائلية، بعد أن يحدد كل فرد من أسرتك رسالته في الحياة بنفس الطريقة، وأن تجد جملة يمكنها أن تربط غايات أفراد الأسرة جميعا، مثلا أن نكون عائلة تعرف بالمصداقية والاحترافية وتعمل نشر قيمة الجمال في المجتمع.

كانت هذه رسالة عائلة أحدهم معلم والآخر مهندسا معماريا ومصممة جرافيك ومؤثر على السوشيال ميديا، فلا تفوتك هذه التجربة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.