شعار قسم مدونات

الحلقة الذهبية.. كيف يشكل الجهاز الهضمي فرصة لمزاج جيد؟

‫5 خطوات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم
هناك تأثير معاكس من الجهاز الهضمي على الجهاز العصبي والمزاج فحيث أن السيروتونين من أهم الهرمونات التي تؤثر بشكل مباشر في مزاجنا وحالتنا النفسية (شترستوك)

المرض الذي يعيش فيه ربع سكان العالم تقريبا هو مشكلة القولون العصبي ،وهو اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي يصيب غالبا الأشخاص في عمر الشباب تحت سن الخمسين عام ومن أهم أعراضه الرئيسية آلام البطن والانتفاخات والغازات، كما يكون هناك  تغيرات في شكل وقوام الفضلات ويتغير بين أن يكون إما الإمساك أو الإسهال هو العرض السائد، أو أن يكون هناك تواتر بينهما ، كما يمكن أن يكون هناك صعوبة في البلع ومشاكل في المريء وآلام في منطقة الصدر عند منطقة المريء، كما أن له أعراض لا ترتبط بالجهاز الهضمي مثل الصداع واضطرابات النوم والتعب والخمول واضطرابات المزاج والقلق ونوبات الهلع أحيانا، ورغم أن أعراضه عادة لا تكون شديدة أو مهددة للحياة، وإنما مزعجة وتؤثر على جودة حياة الشخص ويومه. ومن المهم معرفة أن المعدل الطبيعي للإخراج يتفاوت بين الأشخاص، لكنه يتراوح بين مرة إلى ٣ مرات في اليوم أو ٣ مرات أسبوعيا لذا إذا ترافقت أعراض القولون السابقة مع مشاكل لديك فمن الضروري مراجعة طبيب أو مختص تغذية ليساعدك في علاج المشكلة.

ومن المعروف أن  مرضى القولون العصبي تزيد عندهم شدة الأعراض عند التعرض لضغط نفسي أو توتر ما، ولو عدنا لسبب تسمية المرض بهذا الاسم، فهو بسبب أن الجهاز العصبي يخرج منه أعصاب كثيرة تغذي الجهاز الهضمي، لذا فإن هناك ارتباط وثيق بينهما، حيث أن هذه الأعصاب هي التي تقوم بتنظيم حركة الأمعاء وعمليات الإخراج ، وكما أن الجهاز العصبي يؤثر في الجهاز الهضمي، هناك تأثير معاكس من الجهاز الهضمي على الجهاز العصبي والمزاج فحيث أن السيروتونين من أهم الهرمونات التي تؤثر بشكل مباشر في مزاجنا وحالتنا النفسية. ومن أشهر الأمثلة أن مرض الاكتئاب ناتج عن نقص في مستويات السيروتونين في الجهاز العصبي،  والعجيب أن 90 بالمئة منه يتم تصنيعه في الجهاز الهضمي، والقولون تحديدا ويقوم بتصنيعها الميكروبات النافعة، لكن تأثيره ممتد أيضا ليشمل الجهاز الهضمي الذي ينظم حركة الأمعاء وإفرازاتها وامتصاص الماء فيها.

تحدث مشكلة القولون العصبي بعد مرض ما في الجهاز الهضمي، مثل بكتيريا أو فطريات أو التهاب، ولربما يشفى الإنسان من مرضه لكن تظهر أعراض القولون بعدها وتستمر.

وقد لوحظ أن المرضى الذي يسود لديهم مشكلة الإمساك أن مستويات السيروتونين في أجسامهم أقل من المستوى الطبيعي، والعكس صحيح عند مرضى الاسهال فتزيد مستوياته في أجسامهم. لذا من المنطقي جدا أن من يعاني من الإمساك المزمن يكون لديه مزاج منخفض وربما اكتئاب.

وقد تحدث مشكلة القولون العصبي بعد مرض ما في الجهاز الهضمي، مثل بكتيريا أو فطريات أو التهاب، ولربما يشفى الإنسان من مرضه لكن تظهر أعراض القولون بعدها وتستمر. كما أن هناك بعض الأمراض المناعية التي تترافق مع مشكلة القولون مثل متلازمة التعب المزمن أو التهابات المفاصل أو بعد حتى بعد العمليات الجراحية مثل استئصال المرارة.

بالتأكيد هناك بعض الأدوية التي تساعد في تقليل مشاكل هذا الاضطراب وهي أدوية مضادة للتقلصات أو تعالج أعراض الإمساك والإسهال، أو بعض المضادات الحيوية كما أن هناك أعراض يمكن أن تساعد في تقليلها بعض العلاجات النفسية كأدوية أو طرق تتعلق بالعلاج المعرفي السلوكي، ولا غنى بكل تأكيد عن العلاج الغذائي.

ومن أهم الأنظمة الغذائية التي ينصح بها المتخصصين لعلاج القولون العصبي، هو نظام الـ"low FODMAP diet" وهو نظام يتم فيه تقليل الأطعمة التي تجتمع بدايات أسمائها في هذه الكلمة "FODMAP"، مثل السكريات قليلة التعدد، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات القابلة للتخمر.

وهي الأطعمة التي يمكن أن تسبب تهيجا في الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات متلازمة القولون العصبي فيتم حذفها بشكل كامل لمدة أسبوعين حتى ٦ أسابيع من النظام الغذائي للمريض، ثم إدخالها بحذر وبشكل منفرد لمعرفة أي الأنواع التي على المريض الانتباه منها مستقبلا، وبهذه الطريقة يمكن له أن يعيش حياة أفضل.

من الوارد أن تكون بعض الأنظمة الصحية صعبة التطبيق لكن الأصعب أن نبقى نعاني من مشاكل هضمية وجودة حياة منخفضة طوال العمر.

ومن أهم الأطعمة

  • من الفاكهة: التفاح، المانجو، كمثرى، والبطيخ وكل العصائر المصنعة والطبيعية والفواكه المجففة والمشمش والكرز والخوخ.
  • من المُحليات: الفركتوز، شراب الذرة عالي الفركتوز، شراب الذرة، العسل والسوربيتول والمانيتول والمالتيتول الموجودين في كثير من الأطعمة المعلبة والحلويات والكيك المصنع.
  • من الألبان: حليب البقر، والماعز والأغنام والكاسترد والآيس كريم ولبن الزبادي.
  • من الأجبان: الأجبان الطرية والكريمية والريكوتا والقريش.
  • من الخضار: نبات الهليون والشوندر والبروكولي والملفوف بألوانه والباذنجان والثوم والبصل والكراث والبامية والهندباء والذرة والفطر والفلفل الأخضر والأفوكادو.
  • من الحبوب: القمح والجاودار، والخبز، البسكويت، الكوكيز، الكسكس. بالإضافة للبقوليات بأكملها مثل العدس والفول والحمص والفاصوليا الحمراء والبيضاء.

إذا وجدت القائمة طويلة وصعبة التطبيق فأود تذكيرك بأنها فترة مؤقتة لمعرفة أي الأنواع الأكثر تأثيرا عليك، ثم بعد العلاج التدريجي سيتم تحديد أعلى 10 أنواع من الأطعمة التي تؤثر وحذفها واستبدالها بما يتناسب مع حالتك الصحية. ولنعلم أنه من الوارد أن تكون بعض الأنظمة الصحية صعبة التطبيق لكن الأصعب أن نبقى نعاني من مشاكل هضمية وجودة حياة منخفضة طوال العمر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.