شعار قسم مدونات

"تأليل الإنسان" أم خدمته في المجال الصحي التكنولوجي؟

استعمال الهاتف الجوال أو الحاسوب اللوحي لساعات طويلة قد يتسبب في إصابة الفقرات العنقية بشد عضلي فيما يعرف “بمتلازمة عنق الهاتف الجوال”. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Christin Klose/dpa-tmn/dpa Credit: Christin Klose / dpa-tmn / Christin Klose/dpa-tmn/dpa
التطبيقات على الهواتف المحمولة لا تنتهي فقط عند عد الخطوات والسعرات إنما تمتد لكثير من التطبيقات التي تخدم الفرد في أمراض كثيرة (وكالة الأنباء الألمانية)

قرأت ذات مرة مصطلح (تأليل الانسان)، وهي كلمة تعني أن كثرة الأجهزة من حولنا قد تساهم في تشكل شخصية جديدة لدينا وربطنا بشكل غير معقول بالآلات، ونعم صحيح عند الحديث عن التكنولوجيا غالبا ما يغلب الجانب السلبي على الطابع العام للحوار حول هذا الموضوع، فنقول إنها زادت نسبة الفردانية وقللت من حركة الشخص وزودت نسبة الكسل ربما عند الكثيرين. وقد لا ننتبه أن الأجهزة الذكية والتطور التقني الذي يخدم الإنسان من الممكن أن يساعده في تحفيزه على النشاط البدني والنظام الصحي أيضا، بل وكثير من العادات التي يصعب اكتسابها في زمن أصبحت الخدمات الصحية غالبا باهظة الأثمان، أو صعبة المنال لبعد المكان أو اختلاف الزمان بين بلد وآخر.

لقد أظهرت بعض الدراسات أن تطبيقات الهاتف المحمول أدت إلى تحسين الصحة واللياقة البدنية بين عموم الناس وخاصة المراهقين، كما أنها  تعمل على تحسين تناول مكملات المغذيات الدقيقة كالفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى أنها  تحسن الحالة الصحية للحوامل، أي أن التطبيقات على الهواتف المحمولة لا تنتهي فقط عند عد الخطوات والسعرات، إنما تمتد لكثير من التطبيقات التي تخدم الفرد في أمراض الجهاز الهضمي والمناعي والكثير غيرها، وهذا المقال قد يفتح لك باب حول عدة أفكار وأدوات يمكن لها أن تساعدك في رحلتك للحياة الصحية وتحقيق الأهداف المرجوة.

التحفيز عبر وسائل التواصل يعطينا إمكانية مشاركة الإنجازات الرياضية التي تعزز من التحفيز الشخصي الرياضي.

هنا ألخص في عشر نقاط بعض الاقتراحات عن تطبيقات وأفكار تعتني بصحتنا وتخدمها بشكل فريد، وهي متوفرة في جهازنا المحمول الذي نحمله أينما ذهبنا، لنفكر في اختيار ما يناسبنا منها واضافته لرحلتنا الصحية التي لابد لها من أدوات معينة أورد أهمها وأوسعها انتشارا.

  • الأجهزة الذكية مثل الساعات الذكية وأجهزة مراقبة اللياقة التي تمكن المستخدمين من متابعة نشاطهم البدني بدقة، تسجيل الخطوات، المسافة المقطوعة، والسعرات الحرارية المحروقة وهذه إحدى الطرق التي تشجع الأفراد على تحقيق أهدافهم في الوصول للياقة البدنية..
  • تطبيقات التمرين والتدريب التفاعلية، التي تقدم تمارين وبرامج تدريب مخصصة لمستوى الفرد وأهدافه البدنية، فهي توفر مقاطع فيديو توجيهية لتحسين تنفيذ التمارين وزيادة الفعالية الرياضية.
  • التحفيز عبر وسائل التواصل يعطينا إمكانية مشاركة الإنجازات الرياضية التي تعزز من التحفيز الشخصي الرياضي. وكلنا نعلم أن الانتظام على الرياضة من أصعب العادات التي يمكن للإنسان إتقانها والاستمرار عليها، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات خلق تحديات جماعية لقطع مسافات أو تمارين عبرها لتحسين أداء الفرد ودفعه للإنجاز، فلا يوجد أمتع من أن تتنافس مع صديقك في مسار جديد للمشي ومعرفة من سيقطعه أسرع!
  • ألعاب الواقع الافتراضي التي تجعلنا نخوض تجربة متكاملة للبيئة الرياضية والتمارين، كما توفر إمكانية وجود مدرب افتراضي أو حقيقي على الجانب الآخر من العالم، وما عليك إلا أن تختاره لتبدأ رحلة تدريبك اليومي.
  • تطبيقات متابعة السعرات الحرارية اليومية وحساب نسبة المغذيات في الوجبات من بروتين ونشويات ودهون، هي من أكثر التطبيقات شيوعا عند مستخدمي الأجهزة الذكية المهتمين بالمجال الصحي والوزن. حيث تعطينا هذه التطبيقات فرصة ذهبية لتخصيص نظام صحي يعتمد على رغباتنا دون الاحتياج لمختص وتسهل جدا فكرة تصميم الأنظمة الغذائية حسب رغبات الشخص اليومية.

تطبيقات جداول متابعة سير الأهداف الصحية ومستوى الالتزام، وهنا يعطينا فرصة لمشاركة أهدافنا وتوضيحها ثم متابعتها بشكل يومي للتأكد من أننا نقترب أكثر فأكثر على مدار الشهر من الهدف المرجو في هذه الرحلة.

  • تطبيقات النوم وقياس عمق النوم تقدم العديد من الفوائد التي تساعد في تحسين جودة النوم وفهم عادات النوم الشخصية لأنها تقوم بقياس جودة النوم ومراحله، بالإضافة إلى مراقبة التنفس وضربات القلب خلال النوم.
  • متتبع الصحة العامة يقوم بقياس معدل ضربات القلب والضغط من خلال الأجهزة التي تلبس في الساعد، وهي تعطي فرصة أن نقوم بمتابعة الحالة الصحية بل والتفاعل عند حدوث أي مشكلة طارئة فهي تعطي إشارات للتنبيه على وجود خطر ما إن وجد.
  • تطبيقات متابعة نسبة شرب الماء والسوائل التي يستطيع الفرد معها تتبع كمية الماء اليومية التي تم تناولها كما أن هذا التطبيق يعطي مجال للتذكير بشرب الماء حسب الأوقات وبالتكرار الزمني المفضل لديك.
  • تطبيقات التنفس والتأمل التي تساعد في تصحيح عملية التنفس والتدرب عليها، كما تعطي مساحات واسعة من التمرينات التأملية لممارسة الرياضات البطيئة التي تساعد على الاسترخاء والهدوء.
  • تطبيقات جداول متابعة سير الأهداف الصحية ومستوى الالتزام، وهنا يعطينا فرصة لمشاركة أهدافنا وتوضيحها ثم متابعتها بشكل يومي للتأكد من أننا نقترب أكثر فأكثر على مدار الشهر من الهدف المرجو في هذه الرحلة.

أرجو لك اختيارات موفقة من ضمن كل ما سبق، وحياة مليئة بالصحة والأهداف المحققة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.