الجرب، قد يبدو للكثيرين مرضا بعيدا من ماضٍ سحيق، وقد كان كذلك بالنسبة لي إلى أن فوجئت بالعدد الهائل من المراجعين المصابين به خلال فترة إقامتي (تدريبي في المستشفى)، وقد كان السؤال المعتاد لأي مريض يعاني من الحكة في ذلك الوقت: هل هناك شخص آخر مصاب في منزلكم؟ وكم عدد الأشخاص الذين تعيشون معهم؟ هل تم الإفراج عن أحد أفراد الأسرة من المعتقل في وقت قريب؟

في سوريا كان هناك ولا يزال مئات الآلاف من المعتقلين المحتجزين في ظروف لا إنسانية، وعليهم تشارك مساحات محدودة بدون مراعاة للنظافة الشخصية والأمراض المعدية كالجرب، وحتى خارج المعتقلات، أدت حملات التهجير الواسعة التي عانت منها البلاد إلى تجمع عائلات عدة في منزل واحد، مما يصعّب تجنب مثل هذه الأمراض ويجعل الجرب أحد التحديات الصحية في ظل مثل هذه الظروف.

بحسب منظمة الصحة العالمية فإن 400 مليون شخص يصاب بالجرب سنويا، من كل الأعراق والطبقات الاجتماعية، فيما تزداد احتمالية انتشاره في الأماكن المزدحمة كدور الحضانة، والمدارس، والسجون.

هكذا كان الوضع في سوريا، ولكن حتى بعد انتقالي إلى تركيا مازال الجرب يحتل عددا كبيرا من الحالات التي تراجعني في العيادة باستمرار،  لذا يبدو أنه مشكلة عالمية لابد من الكتابة عنها والتوعية بطرق العلاج والوقاية المتاحة.

بحسب منظمة الصحة العالمية فإن 400 مليون شخص يصاب بالجرب سنويا، من كل الأعراق والطبقات الاجتماعية، فيما تزداد احتمالية انتشاره في الأماكن المزدحمة كدور الحضانة، والمدارس، والسجون. وهو مرض ينتقل عن طريق طفيلي صغير جدا، يقوم بعمل أنفاق في الطبقة السطحية من الجلد، ويطرح فيها بيوضه مما يؤدي لحكة شديدة ومزعجة.

ينتقل الجرب من خلال التماس المباشر، ولا ينتقل بالسلام أو اللقاء العرضي.

أعراض مرض الجرب

عادة ما تبدأ الأعراض بعد 4-6 أسابيع من العدوى عند الأشخاص الذين لم يصابوا بالجرب سابقا، ومن المهم معرفة أن الشخص يمكن أن يكون معديا حتى قبل ظهور الأعراض عليه، أما الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بالمرض فيمكن أن تظهر الأعراض لديهم خلال 1-4 أيام.

وتكون الأعراض عبارة عن:

• حكة شديدة عادة ما تكون ليلية.
• خطوط (تمثل أنفاق الآفة) ونتوءات حاكه على الأصابع والرسغ والذراعين والبطن والساقين.
• حبوب وعقيدات ملتهبة على القضيب والصفن عند الذكور وعلى الثديين عن الإناث.
• يصيب الطفح مناطق أوسع عند الرضع ويمكن أن يشمل الراحتين والأخمصين والفروة.
• قد تؤدي الخدوش الناجمة عن الحكة الشديدة إلى التهابات جرثومية الأمر الذي قد يتطور إلى خراجات.

يمكن علاج الجرب بكريمات موضعية أو أدوية فموية بحسب شدة الحالة، وعادة ما تحتاج الحكة لأسبوعين بعد العلاج حتى تتوقف.

الوقاية من المرض

علاج الجرب بأسرع وقت ممكن أفضل وسيلة لتجنب تفشي المرض، فعادة ما تموت الحشرة المسببة للجرب خلال 2-3 أيام من فقدان التماس مع جسم الإنسان.

• تجنب التماس مع شخص مصاب بالجرب.
• علاج كافة أفراد أسرة الشخص المصاب بالجرب حتى لو لم تظهر علامات الإصابة بعد.
• غسل وغلي الشراشف والثياب التي استعملها الأشخاص المصابون وتجفيفيها بالشمس أو باستعمال نشافة الملابس.
• عزل الثياب التي لا يمكن غسلها في أكياس بلاستيكية وتركها جانبا لحوالي أسبوع للقضاء على الحشرة.

علاج المرض

يمكن علاج الجرب بكريمات موضعية أو أدوية فموية بحسب شدة الحالة، وعادة ما تحتاج الحكة لأسبوعين بعد العلاج حتى تتوقف. الأدوية الموضعية التي تستعمل في العلاج:

• بيرمترين 5%.
• بنزوات البنزيل 10-25%.
• كبريت 5-10%.
• الايفرمكتين الفموي ذو فعالية عالية في التخلص من الجرب، ولكنه لا يعطى للأطفال تحت وزن 15 كيلو غرام، ولا للنساء الحوامل. العلاج لا يقتل بيوض الطفيلي، لذللك لابد من إعادته بعد أسبوع لقتل الطفيليات الجديدة.

في حال حدوث مضاعفات كالإنتانات الجلدية والقوباء، يجب استعمال معقمات ومضادات حيوية فموية.