شعار قسم مدونات

أهمية القراءة ومعارض الكتاب

الدورة الـ32 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب تستمر حتى 21 يونيو/حزيران الجاري، وتشمل برنامجا ثقافيا ثريا ومتنوعا (الحساب الرسمي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب)
من الوسائل التي تشجع على الإقبال على القراءة وزيادة وعي الفرد معارض الكتاب (الموقع الرسمي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب)

تقوم القراءة في المجتمعات المعاصرة بدور مهم ومركزي في كل القضايا، إذ أصبحت مؤشرا ذا دلالة ومقياسا يمكن منه النفاذ إلى عمق المجتمع، والإحاطة بطبيعة اهتماماته ومدى تحقق التنمية والتقدم فيه، في حال كانت القراءة تشكل صلب اهتمام هذا المجتمع.

وتكون القراءة كذلك دلالة ومؤشر تخلف وانحطاط إذا كانت على هامش الاهتمامات، وكان الكتاب آخر ما يُلتفت إليه.

للقراءة أهمية على المستويين الفردي والمجتمعي؛ حيث تستخدم وسيلة علاج فعال تحت إشراف الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي، ويطلق عليها العلاج بالقراءة

وتعد القراءة من المهارات الأساسية التي تركز عليها النظم الحديثة؛ فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه، وتساعد على تنمية لغته.

كما أن للقراءة أهمية على المستويين الفردي والمجتمعي، وتستخدم وسيلة علاج فعال تحت إشراف الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي، حيث يطلق عليها العلاج بالقراءة. ولذلك تعد القراءة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدما أو تخلفا؛ فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة، ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية جمعاء، وهي أيضًا تروض الفكر على سلامة الفهم والمراجعة والتمحيص، وتنمي القدرة على النقد وإصدار الحكم.

ومن الوسائل التي تشجع على الإقبال على القراءة وزيادة وعي الفرد معارض الكتاب، ولعلَّ معارض الكتاب سواء المحلية أو الدولية، والمقامة في شتى مدن العالم، تشكِّل حالة ثقافية صحية، بل من أكبر التظاهرات التي تضيف للحياة الاجتماعية في تلك المدن بهاءً ورونقًا وجمالًا، كما أصبحت إقامتها من التقاليد الراسخة للأمم المتطوّرة، وذلك لدورها في ربط الإنسان بعلاقة حميمية مع الكتاب، حيث للقراءة والكتاب قيمة إنسانية عالية، على الرغم من تطور أساليب الوصول إلى المعرفة.

أحسنت وزارة الثقافة القطرية إذ جعلت شعار معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذا العام "بالقراءة نرتقي"

ومعارض الكتاب بوصفها منابع للفكر والثقافة والفنون، فإنها تؤسِّس أيضًا لتلاقح الأفكار بين الشعوب، وتحقِّق التعارف والالتقاء بين القائمين على المؤسسات المعنيّة بالنشر، ناهيكم عن كونها تشكّل صلة وصل بين الكتّاب والأدباء والمفكرين من جهة، وبين الآلاف من الناس الراغبين في الاطلاع على نتاجهم من جهة أخرى.

ومعارض الكتب ليست فقط لتسويق الكتب، وإن كان هذا هدفها الأساسي، لكنها من جانب آخر تُسهم في تطوير ذائقة القراءة، ورفع مستوى التعاطي معها، مع العناية بالألوان الأخرى من الثقافة المقدّمة ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض الذي تُشكّل القراءة عموده الفقري، فمن أجلها أقيم، ولتعويد الناس عليها نشأت فكرته منذ القدم.

وقد أحسنت وزارة الثقافة القطرية إذ جعلت شعار المعرض لهذا العام "بالقراءة نرتقي"، وهو شعار كما ذكرت وزارة الثقافة يعكس شغف القطريين على امتداد تاريخهم بالقراءة وتحصيل المعرفة وتنمية الوعي الثقافي في المجتمع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.