شعار قسم مدونات

كيف سيكون رد المقاومة على الاحتلال؟

القبة الحديدية تفشل في اعتراض قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة المصدر : المتحدث بأسم الجيش الأسرائيلي
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: القبة الحديدية تفشل في اعتراض قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة (الجزيرة-أرشيف)

في كل جولة من المواجهة العسكرية تتجه الأنظار إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، لتفاجئ المراقبين والمهتمين بتكتيكات عسكرية وأنماط جديدة وقدرات إبداعية تمكّن فصائل المقاومة من مجاراة قوة الردع مع جيش الاحتلال، وجعل قادته ومؤسساته السياسية والعسكرية وأجهزته الأمنية في حالة قلق وخوف وارتباك تفوق ما تُحدثه المواجهة العسكرية من أضرار ودمار. وأولى سمات هذه المواجهة العسكرية الجديدة تتمثل في حالة الترقب وانتظار الرد، ومعرفة ما تخبئه فصائل المقاومة في الساعات وربما في الأيام القادمة، ردا على الاعتداءات الغادرة التي أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء و3 من قادة "سرايا القدس"، هم: جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين، برفقة زوجاتهم وعدد من أفراد أسرهم.

تشير التقديرات إلى أن فصائل المقاومة سترد على الجرائم والانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وربما تحضر لهجوم قوي وليس شرطًا أن يكون من قطاع غزة إذ يمكن فتح جبهات عدة في الوقت نفسه.

مناصب شغلها قادة سرايا القدس

  • شغل جهاد غنام منصب أمين سر المجلس العسكري "لسرايا القدس"، إضافة إلى مناصب عديدة في الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
  • أما خليل البهتيني فيعدّ قائدًا عملياتيا بارزًا في "سرايا القدس"، وقائد منطقة شمال القطاع، ويتهمه الاحتلال بإقرار وتنفيذ كل أعمال المقاومة المتعلقة بالسرايا في منطقة شمال القطاع.
  • وشغل الشهيد البهتيني عضوية المجلس العسكري للسرايا في غزة، وله علاقة مباشرة وفعالة مع قيادات رفيعة في المكتب السياسي للحركة، وفق الاحتلال.

ويتهم "الشاباك" الشهيد البهتيني بالتخطيط وتنفيذ عدة عمليات للمقاومة في عمق الاحتلال، والتخطيط لإطلاق صواريخ نحو إسرائيل في المستقبل القريب.

  • أما الأسير المحرر طارق عز الدين فيعدّ -حسب الاحتلال- مسؤول الجهاد الإسلامي في توجيه العمليات في الضفة المحتلة انطلاقًا من غزة. ويعد عز الدين مسؤول العلاقات بين الجهاد الإسلامي في غزة وقوى المقاومة في الضفة المحتلة، وفق الاحتلال.

تعيد هذه العملية إلى الأذهان الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول عام 2008، واستمرت 23 يوما، عندما بدأتها بهجوم مباغت شاركت في تنفيذه عشرات الطائرات الحربية التي شنت غارات متزامنة استهدفت مواقع ومؤسسات الأجهزة الأمنية.

تشير التقديرات إلى أن فصائل المقاومة سترد على الجرائم والانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وربما تحضر لهجوم قوي وليس شرطًا أن يكون من قطاع غزة، إذ يمكن فتح جبهات عدة في الوقت نفسه. ويخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من عدة جبهات، وشنّ هجمات إلكترونية على أنظمة البنية التحتية الإسرائيلية، مثل محطات الكهرباء والحوسبة والاتصالات والطرق والمياه، كما حدث في الأيام والأسابيع الماضية، وهو ما سيعني حالة من الشلل في مرافق دولة الاحتلال.

نقلت "هآرتس" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن إسرائيل مستعدة لعملية عسكرية طويلة الأمد وشاملة، محذرًا من أن الدولة "العبرية" قد تواجه عمليات إطلاق صواريخ خصوصًا في المناطق القريبة من قطاع غزة وذلك "بزخم ملحوظ".

كيف سيكون الرد؟

لا شك أن الاحتلال يحسب أيضًا حساب أن يشمل رد المقاومة تنفيذ عمليات إطلاق نار في الداخل المحتل أو بالضفة الغربية، لذلك يقوم الآن برفع حالة التأهب في الأراضي المحتلة، ويشن حملات اعتقال واغتيالات في شمال الضفة، بالتزامن مع شن الهجوم على قطاع غزة.

ويستعد الاحتلال لاحتمال أولي بقيام مقاومين بإطلاق صواريخ من غزة على غلاف قطاع غزة وجنوبي الأراضي المحتلة، ففي الساعات الأخيرة جاء إعلان فتح الملاجئ في عدد من المواقع جنوبي الأراضي المحتلة بينما أعلن حظر التجول في العديد من المدن والبلدات الأخرى.

من جانبه، قال نتنياهو أمس إن إسرائيل في خضم معركة وتستعد لكل السيناريوهات، وإنها ستردّ بقوة إذا تم استهدافها. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين إسرائيليين آخرين بينهم وزير الدفاع وقائد الأركان رئيس جهاز الشاباك، قال نتنياهو إنه أوعز إلى الجيش بالاستعداد لأي تصعيد من أي جبهة، مضيفًا أن "لا حصانة لأي شخص".

ومن جانب آخر، قال قائد الأركان الإسرائيلي إن الضربات التي نفذها الجيش في غزة استهدفت قيادات حركة الجهاد الإسلامي، واصفًا العملية "بالدقيقة التي قلصت قدرة الفصائل الفلسطينية على استهداف الأبرياء".

ونقلت "هآرتس" عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن إسرائيل مستعدة لعملية عسكرية طويلة الأمد وشاملة، محذرًا من أن الدولة "العبرية" قد تواجه عمليات إطلاق صواريخ خصوصًا في المناطق القريبة من قطاع غزة وذلك "بزخم ملحوظ".

من جانبه، قال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير، في نهاية تقييم الوضع لصحيفة "معاريف"، إن "الحملة تستهدف الجهاد الإسلامي، لكن من المستحيل ضمان عدم انضمام حركة حماس، أما المراسل العسكري في هيئة البث الإسرائيلية إليور ليفي فقد رأى أن قرارًا واحدًا من حماس سيحدد مسار العملية في قطاع غزة.

تتجه الأنظار إلى فصائل المقاومة في غزة وطبيعة ردها على عملية الاغتيال التي ستفرض معادلة الردع بالردع والقصف بالقصف الذي تمارسه فصائل المقاومة وتُخضع الاحتلال إلى إرادة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية في قادم الأيام، وتلقين الاحتلال الصهيوني دروسًا وضربات مزلزلة لأشد الحكومات يمينية وتطرفًا بل للمشروع الصهيوني برمته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.