شعار قسم مدونات

الإضراب الشامل.. صوت الضمير في وقف إطلاق النار في غزة

القدس-11 ديسمبر 2023- خاص بالجزيرة نت - الإضراب الشامل يشل مناحي الحياة في القدس تزامنا مع حملة أعلنها نشطاء للإضراب في أنحاء العالم
الإضراب الشامل يشل مناحي الحياة في القدس تزامنا مع حملة أعلنها نشطاء للإضراب في أنحاء العالم خلال ديسمبر الجاري (الجزيرة)

أنا مشاركة في الإضراب الشامل الذي أعلنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمثقفون والنشطاء والسياسيون وغيرهم مِن مَن يتصدر المشهد الثقافي والإعلامي.

هذه الحركة تعني توقف الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية، مما يلحق أثرا كبيرا على الحياة اليومية والاقتصاد المحلي. الإضراب وسيلة ضغط كبيرة، سنرى معا مدى تأثيرها الاقتصادي، وهذا أكثر ما يرعب الأنظمة الرأسمالية، الإضراب الشامل وسيلة ضغط وتغيير إذا مارسناها جميعا، إلى أن يوقفوا إطلاق النار وليس ليوم واحد فقط.

أنا مشاركة في هذا الحراك وفي كل حراك شعبي و لست وحدي فالعديد من النشطاء شاركوا تضامنهم وأعلنوا انضمامهم للإضراب الشامل وشل الحركة في كل العالم.

صوت واحد.. قوة واحدة.. معا ضد الظلم في غزة

يعتبر الإضراب الشامل وسيلة لتوحيد الجهود الشعبية، فمنذ إندلاع معركة طوفان الأقصى رأينا وقفات ومسيرات حشدت الألاف لكن الإضراب الشامل أبلغ وأثره أعمق وأكبر. فالإضراب هو تعبير عن الشعب العربي الواحد، عن وحدته و تآزره في مواجهة التحديات وفي رفض ما يجري في قطاع غزة، من دول عسكرية تقصف وحدات سكنية و مدنيين عزل وتمارس عليهم انتصاراتها وبطولاتها الوهمية. ولا شك في أن التضامن والوعي يساهم بدرجة أولى في بناء حركة قوية، أكاد اجزم بأنه سيكون لها تأثيرأكبرعلى المستوى الوطني والدولي .

أنا مشاركة في هذا الحراك وفي كل حراك شعبي و لست وحدي فالعديد من النشطاء شاركوا تضامنهم وأعلنوا انضمامهم للإضراب الشامل وشل الحركة في كل العالم.

غدا لن أستهلك أي منتج، ولن اذهب للجامعة، ولن أدرس، ولن أعمل، ولن ألتقي بأي شخص، ولن أجري أي إتصال، ولن أشتري أي شيء، ولن أجري أي معاملات سواء نقدية أو بنكية أو إلكترونية، سأمتنع عن الأكل والشرب من القيام إلى المنام، كما أنني لن أكتب أي مقال أومنشور أو مدونة،  فقط سألزم الصمت، وأقاطع الحياة كلها ليوم.

مبدئيا هذا شعار الحملة والإضراب الكامل الذي سأطبقه لأربع وعشرين ساعة بالتمام والكمال.

الإضراب الشامل وسيلة فعالة وناجعة لإعادة جذب انتباه وسائل الإعلام، وتسليط الضوء على القضية والتاثير على الرأي العام العالمي.

صرخة غزة.. إضراب شامل يعيد تسليط الضوء على قضيتنا

كل البدايات صعبة ومخيفة ومفزعة إلى أن نعتادها، حتى موت الأحبة مع تتاليه يبدو أخف وأهون من أول مرة، ذلك لأن الإنسان مصمم ومبرمج على الإعتياد والتأقلم في كل مراحل وتفاصيل حياته، لذلك فإن المشهد قد بات مألوفا لدى الكثير، وقل التفاعل والتظاهر والحديث مقارنة بأول أيام الحرب. ما يؤكد أن الإضراب الشامل وسيلة فعالة وناجعة لإعادة جذب انتباه وسائل الإعلام، وتسليط الضوء على القضية والتاثير على الرأي العام العالمي، لا سيما أن هذا الإنتباه يمكننا من تكوين منصة للتحدث عن الأوضاع الإنسانية في غزة، وضرورة وقف العنف والاعتداءات والقصف، والبحث عن حلول سلمية تعود فيها الأرض لاصحاب الأرض، يفهم من خلالها مؤسسوا الحركة الصهيونية وأتباعهم و مؤيديهم وأنصارهم ومن لازالوا إلى الآن  يبنون المستوطنات، ويهجرون الأهالي، ويتوسعون في أراضي ليست ملكهم ولا تحق لهم، لا جغرافيا ولا تاريخيا ولا بالعودة للكتب السماوية، فالحركة الصهيونية ليست إلا مشروعا إستيطانيا بحتا، يستمد شرعيته من دول الغرب التي تستمد قوتها من الدول المحتلة إقتصاديا، بنهب ثرواتها الطبيعية وإستقطاب أدمغتها وما إلى ذلك،" وما بني على باطل فهو باطل" كذلك هم.

المبادرة للإضراب الشامل ستلفت انتباه السلطات والمجتمع الدولي إلى الأزمة في غزة، كأننا نقول لهم نحن هنا، الإرادة إرادتنا، والقرار لنا وحدنا، وكأننا نذكرهم أننا سنثور متى قررنا

ضرورة إعادة النظر في القانون الدولي و حق الانسان في العيش

الإضراب الشامل دعوة للنظر في القانون الدولي الذي تبين أنه حبر على ورق وشعارات رنانة، وأنا أعلم أن الإضراب الشامل وتعطيل سير الحياة العادي أخر طريقة سلمية للتعبيرعن بشاعة ما يجري، ومن المعلوم أيضا أن لغة الحوار والتفاوض والنقاش والخوف والخضوع  ليسوا إلا تأجيلا للحرب، وتأجيلا للمواجهة، وليست الأساليت المتحضرة بالسبيل لفك النزاع ولا لردع العدو الغاشم، ولا بالحل الفعلي لاسترداد الأرض.

لكن هذه المبادرة ستلفت انتباه السلطات والمجتمع الدولي إلى الأزمة في غزة، كأننا نقول لهم نحن هنا، الإرادة إرادتنا، والقرار لنا وحدنا، وكأننا نذكرهم أننا سنثور متى قررنا، سنزيحهم عن كراسيهم متى شئنا.

هذه المبادرة ستجبر المجتمع الدولي على إتخاذ قرار، وسيكون هدفها أيضا عودة تحرك العجلة الاقتصادية، وسير الحياة اليومي، مما يصنع ضغطا إضافيا لوقف العنف والتحرك الفعلي، نحو حل سياسي حقيقي، ويحكم عليها أن تفعل ما هو أكثر من التنديد والإستنكار، بأشد العبارات والاكتفاء بالوقفات السلمية، فالوقت اليوم يسيرعكسنا، الوقت الذي يمر يأخذ معه ارواحا غالية.

إن نهضة الشعوب واستفاقتها تنهي اللعبة القذرة، ولعنة وعد بلفور التي حلت على المنطقة العريبة، واتفاقية أوسلو التي شرّعت وجود الكيان الذي عاث في الارض فسادا، فوحدة الشعوب العربية المتمثلة في صوت الشعب الواحد وإعلان الثورة هي المعادلة الصعبة التي أثبتت على مدار التاريخ وتعاقب أنظمة الحكم والسياسات، وتتالي الحضارات، نجاحها في إجتثاث أنظمة الحكم القمعية، والحكام العملاء والخونة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.