شعار قسم مدونات

حب الشباب ما بين ندبتين!

الأسماك والأطعمة الغنية بفيتامين "أ" و "د" تحسن شكل البشرة المصابة بحب الشباب
إن اختيار العلاج المناسب يعتمد على شدة الحالة ويمكن أن يستغرق أشهراً قبل الحصول على نتيجة مرضية (وكالة الأنباء الألمانية)

عادة ما يدخل مرضى حب الشباب العيادة برؤوس مطأطئة، وبالكاد يستطيعون الحفاظ على تواصل بصري فعّال للحظات، ربما يظنون أنهم عندما يشيحون بأعينهم عن الأشخاص المحيطين فإن هؤلاء لن يلحظوا تلك الحبوب الحمراء الملتهبة على ذقونهم أو الندب العميقة في خدودهم، ولكن لسوء الحظ فإن تلك الاستراتيجية لن تفعل سوى جذب المزيد من الأنظار إلى مشاكلهم.

هذه الحبوب والندب لا تكون فقط في الوجه ولكنها تحفر عميقاً في نفوسهم الأمر الذي قد يخلّف أزمات نفسية تبدأ بالخجل وقد تصل للاكتئاب والانسحاب من الحياة الاجتماعية

ومن المؤسف وجود ظاهرة لاحظتها فيما بين أهالي المراهقين المصابين بحب الشباب وهي إعراضهم عن اصطحاب أبنائهم للطبيب إلا عندما تتفاقم حالتهم وتخرج عن السيطرة وذلك بحجج مثل أن هذه المشكلة سوف تزول من تلقاء نفسها بعد عدة سنوات، أو أن العلاجات المستعملة لحب الشباب يمكن أن تؤثر على هرمونات وأجساد أبنائهم أو أن تأتي الأم بالسر مصطحبة ابنها لأن الأب يعدّ علاج حب الشباب أمراً غير ضروري.

وهذا محزن فعلاً لعدة أسباب؛ أولاً: أن حب الشباب قد يكون من النوع المندّب والذي لا يشفى دون أن يترك أثراً من الصعب التعامل معه حيث أنه يحتاج لجلسات عديدة من إجراءات مختلفة للتخلص منه وأيضاً وهو الأهم أن هذه الحبوب والندب لا تكون فقط في الوجه ولكنها تحفر عميقاً في نفوسهم الأمر الذي قد يخلّف أزمات نفسية تبدأ بالخجل وقد تصل للاكتئاب والانسحاب من الحياة الاجتماعية.

لذا لابد من التوعية مجدداَ بأهمية عرض المرضى وخاصة المراهقين على الأطباء، بأسرع وقت بما يقلل من حدوث هذه المضاعفات الخطيرة.

عموماً فإن اختيار العلاج المناسب يعتمد على شدة الحالة ويمكن أن يستغرق أشهراً قبل الحصول على نتيجة مرضية.

العلاجات الموضعية

"بنزويل البيروكسايد": يعمل معقما للتقليل من عدد البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، ويساعد أيضاً في التقليل من عدد الرؤوس السوداء والبيضاء وله فعالية مضادة للالتهاب.

  • عادة ما يكون متوفراً ككريم أو جل ويستعمل مرة أو مرتين يومياً ولكن باعتدال ودون زيادة حيث إنه قد يسبب تخريشاً للجلد.
  • بالإضافة لذلك يمكن أن يزيد حساسية الجلد لأشعة الشمس لذا لابد من الحماية بالواقي الشمسي عند الخروج.
  • لابد من الانتباه أن "بنزيل البيروكسايد" مادة قاصرة للون لذا يجب الحذر من وضعها على تماس مع الملابس أو الشعر!
  • معظم الأشخاص بحاجة لمدة علاج لا تقل عن ستة أسابيع قبل زوال حب الشباب.

لابد من التوعية بأهمية عرض المرضى وخاصة المراهقين على الأطباء، بأسرع وقت بما يقلل من حدوث المضاعفات الخطيرة

"الريتينوئيدات" الموضعية

مثل "التريتينوئين (الأكرتين) والأدابالين (الديفرين)" وهي تعمل من خلال إزالة خلايا الجلد الميتة من على سطح الجلد مما يعيق تراكمها ضمن الجريبات الشعرية وتشكيل الزؤان.

  • توضع هذه الكريمات مرة واحدة يومياً مساء ويجب التجنب التعرض للشمس بدون واقي عند استعمالها.
  • أشيع أثر جانبي لها هو الشعور بالتخريش والوخز الخفيف.
  • لا يمكن استعمالها خلال الحمل حيث أنها يمكن أن تؤدي لتشوهات خلقية عند الجنين.

"الأزيليك أسيد"

عادة ما يستعمل علاجا بديلا في حال الحساسية لكل من "الريتينوئيدات" و"البنزويل بيروكسايد". وهو يعمل من خلال قتل البكتيريا وإزالة الخلايا الميتة.

  • متوافر ككريم أو جل ويمكن استعماله مرتين يومياً.
  • من الآمن استعماله خلال الحمل والارضاع.

الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم

المضادات الحيوية: تستعمل مع الكريمات الموضعية لمعالجة الحالات الأكثر شدة من حب الشباب.

  • عادة ما تستعمل زمرة "التتراسكلينات" في العلاج ولكنها ممنوعة عند الحوامل والمرضعات.
  • يمكن أن تؤخذ المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين الـ 4-6 أشهر.
  • يمكن أن تزيد "التتراسكلينات" من حساسية الجلد للشمس وأيضا يمكن أن تخفف من فعالية مانعات الحمل الفموية خلال الأسابيع الأولى من العلاج.

العلاج الهرموني

يمكن أن يساعد النساء المصابات بحب الشباب وخاصة اللواتي يشهدن زيادة له في مواعيد الدورة الشهرية، او عندما يكون مترافقا بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.

"الإزوتريتينوئين": ويمارس تأثيره عبر عدة طرق.

يساعد في إعادة انتاج الزهم (المادة الزيتية في البشرة) إلى الحالة الطبيعية يساعد في منع انسداد الجريبات الشعرية ينقص من كمية البكتيريا على سطح لجلد ينقص من الاحمرار والانتفاخ حول البقع ولكن لهذا الدواء آثار جانبية عديدة ويوصى باستعماله فقط للحالات الشديدة والعنيدة على باقي العلاجات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.