عادة ما يأتي آباء وأمهات الأطفال المصابين بطفح جلدي بحالة من الهلع إلى العيادة، ولهم الحق بالطبع، فالظهور المفاجئ والمنتشر لتلك البقع الوردية على أجسام أطفالهم التي كانت للتو طبيعية يثير القلق والتكهنات حول السبب الكامن خلفها خاصة مع ترافق هذه الطفوح مع حرارة مرتفعة وحالة عامة من الوهن وفقدان النشاط الذي يقعد الطفل عن اللعب والمشاغبة المعتادة.

في محاولة لتهدئة مخاوفكم أيضا سأورد فيما يلي بعضا من أكثر الطفوح شيوعا عند الأطفال مع الصور ومتى يكون هناك حاجة فعلية لزيارة الطبيب

في الحقيقة غالبا ما تكون هذه الطفوح في سياق عدوى فيروسية بسيطة وتزول خلال أيام معدودة بدون آية آثار، ولكن على الرغم من معرفتي الكاملة بهذه المعلومات وتأكيدي الدائم عليها لكل أب و أم خائفين على طفلهما، لم أستطع تجاوز القلق الذي انتابني حالما رأيت البقع الحمراء مبعثرة على كامل جسد صغيرتي ذات السنة وشهرين وبدأت باسترجاع سجل زياراتنا والأطفال الذين لعبت معهم في الأسبوعين الماضيين، وهل كانوا يبدون أي علامات للمرض أم لا؟ وبعد فورة الخوف هذه استجمعت كامل خبرتي الطبية وحاولت طمأنة نفسي وزوجي الذي تجاوزني بالخوف بأن هذا الطفح سليم تماما ولا داعي للقلق وفعلا في صباح اليوم التالي كان مختفيا تماما.

وفي محاولة لتهدئة مخاوفكم أيضا سأورد فيما يلي بعضا من أكثر الطفوح شيوعا عند الأطفال مع الصور ومتى يكون هناك حاجة فعلية لزيارة الطبيب.

الطفوح المترافقة مع حرارة مرتفعة

الطفح على خد واحد أو على الخدين مع حرارة مرتفعة وسيلان أنفي والتهاب في الحلق وصداع، من الممكن أن يكون سببه متلازمة الخد المصفوع، والتي يمكن أن تعالج في البيت بخافضات الحرارة ومضادات الحساسية.

ويمكن أن يكون في الفم واليد والقدم، فيُعالج في المنزل أيضا بخافضات الحرارة ومضادات الحساسية ومرهم معقم للبثرات.

أما الطفح المؤلف من نتوءات صغيرة لها ملمس خشن متل ورق الزجاج مترافقة مع التهاب في الحلق، فيمكن أن يكون ناتجا عن الحمى القرمزية، عندها عليك التحدث إلى الطبيب في حال الشك بهذه الحمى.

وإذا كان الطفح مؤلفا من بقع على الرأس والرقبة وينتشر إلى بقية الجسم، فقد يكون ذلك مرض الحصبة، والأفضل التحدث إلى الطبيب في حال كان طفلك يعاني من الحصبة.

عادة ما يظهر على الرضيع ما يعرف بـ"حب الشباب" خلال شهر من الولادة، ولا يحتاج لأي علاج، إذ يزول خلال أسابيع أو أشهر بمفرده

الطفوح المترافقة مع حكة

إذا رأيت الطفح المؤلف من بقع مرتفعة حاكة تظهر نتيجة التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أو ارتداء ملابس سميكة وغير مناسبة للجو، فهذا يمكن علاجه في المنزل بتخفيف طبقات الثياب وتهوية المنطقة.

أما الجلد الذي يكون حاكا جافا ومتشققا فيمكن أن يكون مصابا بالاكزيما التأتبية. وعادة ما تكون موجودة خلف الركب وفي المرفق والرقبة، ولكنها يمكن أن تظهر في أي مكان من الجسم، ويفضل التحدث إلى الطبيب عند الشك بالأكزيما التأتبية، ويمكن أن يكون السبب لهذا الطفح هو وجود تفاعل تحسسي (شرى).

وعادة ما يمكن علاجها في المنزل بمضادات الحساسية ولكن إذا كان هناك تورم في الفم أو صعوبة في التنفس فيجب التكلم مع الطبيب.

كما يمكن أن تكون إصابة فطرية، والأفضل عندها التحدث الى الطبيب.

أما البقع الصغيرة الحاكة التي تتحول الى بثرات يمكن أن تكون جدري الماء؛ فعادة ما يمكن علاجه في المنزل بخافضات الحرارة ومضادات الحساسية والكريمات المعقمة.

وأما البثرات التي تترك قشورا عسلية يمكن أن تكون قوباء إذا انتشرتـ وقد تكون بحاجة لأن تعالج بمضاد حيوي من قبل طبيب.
وهناك بقع حاكة جدا عادة ما تظهر بداية بين الأصابع سببها حشرات صغيرة تحفر أنفاقا ضمن الجلد (الجرب)، غالبا ما تكون جميع العائلة مصابة والأفضل استشارة الطبيب لإعطاء العلاج المناسب.

طفوح بدون حرارة أو حكة

إذا رأيت بقعا صغيرة ناعمة على الوجه: فهذه البقع الناعمة التي تظهر على الوجه تدعى بالدخنيات وتبدأ بالظهور بعد عدة أيام من الولادة، ويمكن أن تكون بيضاء أو صفراء بالاعتماد على لون بشرة الطفل، وعادة ما تختفي خلال عدة أسابيع ولا تحتاج لعلاج.

ويمكن أن تظهر الحمامى السمّيّة على جسم الرضيع عندما

يولد وعادة ما تظهر على الوجه، الجسم، أعلى لذراعين، والفخذين، ويمكن أن يتتالى ظهورها واختفاؤها عدة مرات ولكن عادة ما تزول نهائيا خلال عدة أسابيع بدون علاج.

وعادة ما يظهر عند الرضيع (حب الشباب) خلال شهر من الولادة ولا يحتاج لأي علاج حيث يزول خلال أسابيع أو أشهر بمفرده.

وكثيرا ما تظهر آفات صفراء أو بيضاء دهنية وذات قشور على فروة الرضيع وتسمى "خبزة الرأس" بالعامية ، يمكن علاجها في المنزل بتطبيق زيت الزيتون وتمشيط الفروة بواسطة فرشاة ناعمة.

للمزيد من المعلومات حاولوا دائما التواصل مع الطبيب ولا تركنوا للقلق والهلع حيث إن الطفوح في معظمها سليمة ولا تستمر أكثر من أيام قليلة.