شعار قسم مدونات

طوفان النصر!

كبرت الصقور الفلسطينية الصغيرة فأصبحت تذيق العدو ومن مد يد العون له كأس المنون (الجزيرة)

كيف لي أن أكتب وأتجرأ ويختلس القلم النظر إلى القرطاس ليفيض معانيَ وألما وأنا الضعيف العاجز أن أكتب عن صمودكم الأسطوري وبطولاتكم..!

إن كل الأقلام تنحني خجلا من فعلكم، نكتب بالحبر سطور الفخر، والحبر لا يسمن ولا يغني ولا يساوي شيئا في معادلة الكتابة بالدم والأشلاء والبارود.

شتان بين قلوب تعلقت أرواحها بالبيت الحرام وقلوب أقزام في فعلهم تعلقوا بأهداب البيت الأبيض طالبين متزلفين مقبلين نعال عدوهم.

هذه الحرب محرم فيها الوقوف على الحياد، إن الوقوف والتفرج والسكوت هو ذاته الوقوف مع العدو، لكن الفرق بينك وبينه أنه يقاتل بسلاح وأنت شيطان أخرس بلا سلاح

إن الحياة ليس لها أي قيمة حينما يبتعد الإنسان عن منهاج وضعه الله تعالى، فشتان بين من أرعب أعداء الله وقذف في أرواحهم الوهن وصرخ بأعلى صوته يا خيل الله اركبي.. حاملا سلاحه مغيرا كالصقر؛ وبين أسد رهن أنيابه ومخالبه للعدو تقفز عليه الخنازير البرية وتركله الحمير الوحشية "من يهن يسهل الهوان عليه"

تحاصر غزة ويستباح المسجد الأقصى، تضرب الحرائر، يستهدف بالرصاص كل من قال لا لمحتل متغطرس متمترسٍ خلف تطبيع وتطبيل العرب وتصفيقهم، ومجتمع دولي لا يفهم إلا لغة شريعة الغاب، فكانت المفاجئة بحجم الجراحات والآهات.. وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا برجال أولي بأس شديد.. وكان أمر الله مفعولا، الحق لا يقبل القسمة على اثنين، وهذه الحرب محرم فيها الوقوف على الحياد، إن الوقوف والتفرج والسكوت هو ذاته الوقوف مع العدو، لكن الفرق بينك وبينه أنه يقاتل بسلاح وأنت شيطان أخرس بلا سلاح.

مشاهد الدمار تحتم على كل صاحب طبيعة بشرية التأثر والذب ما استطاع عن إخوانه بكل الوسائل، يأتي الخال المكلوم يتفحص أبناء أخته في الأكفان ينادي عليهم هذي اسمها مرح التي تحب الرسم، وهذي دكتورة تدرس الطب.. ثم انفجر باكيا محسبلاٌ على هذا العالم الأصم، أي ظلم هذا؟!..

نحن في عصر الانحطاط الذي فاق عصر الجاهلية، أيعقل أن كل الدول العربية والإسلامية لا تستطيع إدخال إبرة إلى غزة، غزة التي تدفع ضريبة كرامة الأمة؟

ثم تمشي بنا أقدار الله تعالى إلى مشهد المصور الصحفي علي جاد الله، يذهب إلى موقع الحدث ليغطيه ولم يعلم أنه آخر ما غطى، وجه والديه قبل أن يواريهم الثرى بسيارته الخاصة أي ألم هذا! الاستهداف لهذ الشعب الغزي صاحب التركيبة الجينية المقاتلة الصامدة، ترى الأم ترضع أولادها حب الإسلام ليتشكل الطفل متشربا العقيدة محبا لفلسطين ضاربًا جذورها في الأعماق، إن قتل الأطفال دون رحمة هو نهج صهيوني بامتياز مبعثه تجفيف النواة الحية في هذه الأمة.

كبرت الصقور الفلسطينية الصغيرة، فأصبحت تذيق العدو ومن مد يد العون له كأس المنون تغير على المستوطنات بمظليات بدائية وبعزيمة عانقت السماء، مرغت أنوفهم بالتراب.

نحن في عصر الانحطاط الذي فاق عصر الجاهلية، أيعقل أن كل الدول العربية والإسلامية لا تستطيع إدخال إبرة إلى غزة، غزة التي تدفع ضريبة كرامة الأمة؟! "نوم العوافي" يا عرب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.