شعار قسم مدونات

لا يُسلك التاريخ دون دفع الضريبة!

العزلة ضاعفت من أجواء الرعب والارهاب في قطاع غزة-رائد موسى-الجزيرة نت
لا يسلك التاريخ منعرجاته الكبرى من دون مثل هذا أحيانا ومن دون دفع للضريبة غاليا في سبيل الغايات (الجزيرة)

ومواكبُ الشهداء قبْلهمُ مضت متقادمهْ

إن رمتَ حصر عديدهم أعياك طول القائمَه

ذهبوا وما أخذتهمُ في الله لومة لائمهْ

على كتف كل متفطر الفؤاد في غزة إثر ضحايا الغارات من ذويه، تربِّتُ معاني العزة والكرامة تسلية له بأن لا تحزن على أقمار الأرض المقدسة الراحلين بأجنحة من العزة والكرامة إلى أفياء الطير الخضر، وقد نقشت أسماؤهم في طريق استعادة فجرنا المفتقد، هم عند الله، وفي الجنات يوفّى الشهداء أجورهم، فلا تأسَ عليهم!

طوبى لهم تلك الشهادَة والجنان الدائمه

طوبى لهم تلك الوجوهـُ الباسمات الناعمه

وإنه لا يسلك التاريخ منعرجاته الكبرى من دون مثل هذا أحيانا ومن دون دفع للضريبة غاليا في سبيل الغايات.

وإذا كان النطق بالحقيقة قد يكون مكلفا، فإن الكلمة الإعلامية النزيهة الصادقة تأخذ نصيبها من ذلك بقوة في ميادين المغالبة والصراع بين الخير والشر، ألم تودّع قناة الجزيرة صحفيتها الذائعة شيرين أبو عاقلة قبل وقت وجيز مضرجة بدمائها في ميدان التغطية الإعلامية في فلسطين، بالرصاص الحي، لا لشيء سوى أنها تمتهن نقل الواقع كما هو.

وفي فصول الحرب اليوم، يستهدف العدوان الإسرائيلي عائلة أحد أبرز الأصوات الإعلامية للشبكة في فلسطين، بغدر من الآليات الصهيونية التي ما فتئت تركز على الأهداف المدنية وقصف المنازل على الأطفال والنساء.

كما تمتد عبر العالم وخارج حدود غزة وفلسطين، حرب هوجاء من العدوان الرقمي، ترعاها أطراف العدوان بشكل مواز مع ما يجري في غزة لمحاصرة الصوت الفلسطيني وأصداء المقاومة، ولكنه لا سبيل إلى كبح جماح أمة هبت متناغمة مع جيلها المقاوم واحتفَت به:

ابن المقاومة انبرى والسيفَ أمسك قائمَهْ

ومضى يسطر قصة جعل المداد لها دَمَه

ووقوده الإيمان يسري في العروق النائمة

حيث التحمت التدوينة والتغريدة الكفاحية، بالموقف البطولي الفلسطيني في الميدان، وكانت جموع الشعوب على قلب رجل واحد هو ابن المقاومة الفلسطيني:

فمقاوم الأعداء ما زالت لديه مقاومه

لا العنف أوهن عظمه لا القتل فلّ عزائمه

وغدا يشنّ عليهمُ نيرانه المتطلامه

تلك هي دندنة الأمّة، والجميع من أبناء شعوبها أينما كانوا وكيف كانوا هم سلك واحد يجمع في منظومته كل المنتمين إليه وواسطة عقدهم ابن المقاومة الغيور على أرضه، المنافح عنها، وبوصلته:

أجتثُّ أرجاس اليهود  من ارضنا المتراكمه

وأطهّر البلد الذي قذر "الفلاشا" "الدانمه"

وأقيم دولة عزة   ومهابة متعاظمهْ

تستمر خطوات الشعب الفلسطيني نحو الأمل المنشود، نحو صباح الأمة المشرق، ومهما كانت السيناريوهات المختلفة الرامية لتوهينه، فإنها في نظرة كل من يحملون الهم الفلسطيني لا تفسد للتحرير قضية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.