شعار قسم مدونات

ماليزيا تختار الوقوف مع فلسطين وتضبط البوصلة

هنية يهنئ السيد أنور إبراهيم بانتخابه رئيسًا لوزراء ماليزيا- الصورة من موقع حركة المقاومة الاسلامية - حماس
صورة إرشيفية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالخارج إسماعيل هنية أثناء زيارته رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم (الصحافة الفلسطينية)

سأقتلك ولكن إياك أن تصرخ ألما

هذا هو لسان حال الصهيونية العالمية مدعومة بالمتصهينين، منذ أكثر من 75 عاما وهذا الاحتلال البغيض يرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا وثقافة كما أن قطاع غزة يرزح تحت نيران الحصار منذ 17 عاما والمجتمع الدولي إما متواطئ مع الجزار متفرج يستمع لأنين الضحية أو صامت صمت القبور المذل، ثم ما إن انتفض الشعب المضطهد المعذب الذي لا نصير له بعد الله إلا قلة من أحرار العالم، حتى بدأت أبواق العدو وعبيده تلك حفنة المتصهينين يتباكون على المجندات والأطفال اليهود والرهائن التي احتجزتها المقاومة، أين كنتم عن ضحايانا أم أين كانت ألسنتكم؟! أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللومِ أسدوا المكان الذي سدوا.

زرعت شجرة فلسطين في ماليزيا فأثمرت شهداء في غزة.. إبان معركة سيف القدس وفي مبادرة لنصرة فلسطين قام ناشطون في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية بلفتة رمزية حيث زرعوا شجرة وسميت شجرة فلسطين لتكبر وتترعرع تلك الشجرة

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. هذا هو الشعار لتفاعل الماليزيين مع الأحداث الجارية في فلسطين، لقد ظهر التفاعل المشرف من الشعب الماليزي باختلاف أطيافه مع الأحداث، في ماليزيا يتفق الجميع حكاما ومحكومين على مناصرة قضية فلسطين وشعبها، فعندما يبدأ الحديث عن فلسطين يلتحم الصف وتتوحد الألوان، فمن كان يتوقع أن يرى الحكومة والمعارضة إبان هذا الظرف السياسي المحلي في مؤتمر صحفي مشترك كتفا بكتف دعما للقضية الفلسطينية، لقد هب كل بما يراه مناسبا لنصرة هذه القضية العادلة في ظل اللاحيادية الغربية في التعاطي مع تطور الأحداث في نطاق القضية الفلسطينية.

زرعت شجرة فلسطين في ماليزيا فأثمرت شهداء في غزة

إبان معركة سيف القدس وفي مبادرة لنصرة فلسطين قام ناشطون في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية بلفتة رمزية إذ زرعوا شجرة وسميت شجرة فلسطين لتكبر وتترعرع؛ تلك الشجرة التي كلما مر الطلبة قربها تذكروا أنهم قريبون من فلسطين وفلسطين تعيش بالقرب منهم وبعنايتهم، إضافة الى اختلاطهم بالطلبة الفلسطينيين في الجامعة الذين ينظمون البرامج والفعاليات فيها بالتعاون مع إدارة الجامعة للتوعية بالقضية الفلسطينية وواجب الشباب الماليزي والشباب المسلم نحو هذه القضية العادلة.

أما في معركة طوفان الأقصى فقد اختلفت طريقة التوعية؛ فلقد قدم طلبة الجامعة درسا للجميع لكن بدمائهم وأرواحهم هذه المرة، حيث ارتقى ثلاثة شهداء من طلبة الجامعة على ثرى غزة الطاهر ليرسلوا الرسالة لماليزيا إن الشجرة التي زرعتموها ذات اليوم نصرة لنا ها نحن اليوم نرويها بدمائنا لأن الذي يروى بالدماء لا يموت لتكون هذه الجامعة جامعة فلسطين وجامعة الشهداء بجدارة.

الرد الأكثر وضوحا في العالم.. أنا مع حماس وفلسطين 100٪ هذا هو تصريح السياسي الأعتق في العالم وليس في ماليزيا دكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وأحد أبرز الشخصيات على مستوى ماليزيا والعالم

كل يعمل على شاكلته والقبلة القدس.. ذات يوم كنت أجلس في المسجد وإذا بجانبي رجل وفي يده خاتم نقش عليه علم فلسطين استثار فضولي فبدأت أتبادل معه أطراف الحديث وإذا هوالبرفسور محمد زين كندر الناشط الماليزي المعروف في مجال القضية الفلسطينية، ما قصة هذا الخاتم يا بروف سألته.. لابد أن يبقى هذا الخاتم في يدي يذكرني في كل لحظة أن لدي قضية لا بجوز أن تفارقني أو أن أهملها، أجاب الرجل، ما شأنك بفلسطين؟ مستفزا له سألت، فأجاب دون تردد أتسألني لماذا أنا مسلم أم لماذا أنا مناصر للقضايا العادلة أم لماذا أنا إنسان؟! لقد أفحمني الرجل، أما جيل الشباب فله طريقته المختلفة حيث رأينا الشباب يجوبون بدراجاتهم النارية شوارع كولالمبور وخصوصا من أمام السفارة الأمريكية المنحازة للصهاينة، إنهم يرفعون علم فلسطين و يصيحون تحيا تحيا فلسطين؛ لم يعايش هذا الجيل النكبة ولا حرق المسجد الأقصى ولا مجزرة الحرم الإبراهيمي ولكنهم يعيشون في دولة لا تعترف بالكيان الصهيوني ولا دولته لقد أدركوا قرار رفضهم استقبال فريق السباحة الصهيوني حتى وإن أدى ذلك الى سحب تنظيم البطولة منهم، لقد تفتحت أعينهم على علم فلسطين يرفرف في سماء كولالمبور وأبراج تكتسي ذاك العلم دعما ونصرة.

الرد الأكثر وضوحا في العالم

أنا مع حماس وفلسطين 100٪ هذا هو تصريح السياسي الأعتق في العالم و ليس في ماليزيا دكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وأحد أبرز الشخصيات على مستوى ماليزيا والعالم، لطالما ساند هذا الرجل القضية الفلسطينية من المنابر الدولية والمناصب الرسمية قولا وفعلا ولكنه بعد أن أصبح "دكتور في البيت" لا يملك إلا صفة مواطن ماليزي مازال يؤيد هذه القضية العادلة رافعا الصوت بما يؤمن به كل الماليزيون نحن مع فلسطين بكل الأشكال هكذا يقول الماليزيون، لكن ميزة هذا الرجل أنه يوم تخاذل المجتمع الدولي وصمت الكثيرون وتلاعب البعض بالكلمات إلا قليلا من الشرفاء بقي ثابتا على تاريخه ولسان حاله لم نتراجع في البداية أنتراجع في هذا العمر؟! ثم ما الذي يستحق التراجع؟!.

شكرا ماليزيا

لم تكتف ماليزيا بالوقوف مع فلسطين في هذا الظرف العصيب بل لقد فتحوا لنا تلفزتهم وإذاعاتهم وصحفهم لأن نكون جزءا من التاريخ الذي هو الآن يصنع والمقاعد فيه محدودة وباهظة الثمن

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.