شعار قسم مدونات

نادي القرن يفشل في الحفاظ على كأس دوري أبطال أفريقيا

تتوّيج الوداد المغربي بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم (رويترز)

حقق فريق الوداد البيضاوي المغربي لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، عقب فوزه على نادي الأهلي المصري "نادي القرن الأفريقي"، بهدفين نظيفين في المباراة النهائية التي أقيمت بمركب محمد الخامس في الدار البيضاء (ملعب محايد).

خسارة الأهلي المباراة خارج الملعب

لا شك أن أحد أهم أسباب خسارة الأهلي وفوز الوداد هو اختيار الاتحاد الأفريقي ملعب الوداد لاحتضان المباراة النهائية، وما أثير حول هذا القرار من غضب وإحساس بالظلم والتعنت ضد النادي الأهلي، وما لحق القرار من أزمات حول عدد الجماهير، والتأمين، وتصريحات من هنا وهناك أدت إلى تشتيت الفريق المصري ذهنيا، وإضعاف إيمان اللاعبين بتحقيق اللقب وسط هذه الأجواء.

مباريات كرة القدم تحسم بالتفاصيل الصغيرة، مثل التمركز للحصول على الكرة الثانية، ومن يسبق الآخر في رد الفعل، ومن يفوز في الثنائيات، وهذا كله يتطلب التركيز الشديد الذي يختلف كليا عن التوتر، فأنت لست مقبلا على حرب، بل مباراة كرة قدم، ولا مانع من أن تضحك وتستمع إلى الموسيقى، وتتحدث بصوت عال، ما دام سيساعدك ذلك على التحرر النفسي، أما التوتر فقد ينقلب إلى خوف، والخوف سيقيد حركتك، ويشل تفكيرك، وهذا ما اتضح في قرارات لاعبي الأهلي في أثناء المباراة.

في المقابل، استغل لاعبو الوداد هذه العوامل لمصلحتهم أفضل استغلال نفسيا ومعنويا، بالإضافة إلى حضورهم الذهني، واستغلال حالة لاعبي الأهلي، كما أن فريق الوداد كان جاهزا فنيا للمباراة، وكان لاعبوه في كامل تركيزهم، ولعبوا على استغلال نقاط ضعف الأهلي، واستفادوا من نقطة قوتهم في التحول الهجومي، والضغط المتوسط على دفاع الأهلي، وغلق خطوط التمرير.

خسارة الأهلي فنيا

بالرغم من تأثر لاعبي الأهلي بالأحداث نفسيا، لكن الفريق يعاني منذ أكثر من سنة مشاكل فنية عديدة، خصوصا عند اللعب مع الفرق التي تجيد الدفاع المتوسط والمنخفض، وأيضا لدى فريق الأهلي مشكلة في التحولات الدفاعية، حيث إن الفريق لا يستطيع حماية نفسه في الهجمات المرتدة.

كذلك لديه مشكلة فنية كبيرة في عملية بناء اللعب من الخلف، خصوصا مع إصابة المدافع المغربي بدر بانون، وغياب محمد عبد المنعم عن النهائي، افتقر الفريق إلى من يخرج الكرة من الخلف بتمريرة طولية قطرية يضرب بها خطوط المنافس، وأكبر مشاكل الفريق تتمثل في عدم وجود إستراتيجية وهوية واضحة للفريق دفاعيا أو هجوميا؛ فالفريق لا يستطيع تنفيذ أي مراحل الدفاع بشكل يليق بفريق بطل، وأيضا لا يوجد نهج واضح للفريق هجوميا، ويتجلى ذلك في المباريات المغلقة، ويلجأ الفريق مبكرا للتمريرات الطولية العالية، ويفشل مهاجمو الفريق في كسبها، وأيضا في التقاط الكرة الثانية من دفاعات المنافسين بسبب ابتعاد لاعبي وسط الملعب.

من ضمن مشاكل فريق الأهلي كذلك، بُعد المسافات بين الخطوط في الكرة الحديثة، فينبغي للفريق أن يلعب كوحدة واحدة بمسافات قريبة بين الخطوط، لكن المسافة بين الخطوط كبيرة جدا لدى الأهلي، وكأن كل خط في الفريق يلعب وحده، ومن المشكلات الفنية أيضا عدم استغلال الضربات الثابتة، سواء الركنية أو على حدود المنطقة أو من مسافات بعيدة، ويعاني الفريق ضعفا في التصويب من مسافات بعيدة ومتوسطة، وعلى المستوى الفردي انخفض بشكل رهيب أداء اللاعبين، وافتقروا إلى عناصر كانوا يتميزون بها، كما أنهم لم يتطوروا في مهارات أساسية لأي لاعب كرة قدم، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • حمدي فتحي افتقر إلى مهارة التحرك بالكرة للأمام، ومهارة التصويب، ومهارة ضربات الرأس، حتى أنه افتقر إلى أبرز مهاراته في استخلاص الكرة عن طريق الالتحام من دون أخطاء.
  • ديانغ لم يتطور في التصويب أو الالتحامات.
  • محمد هاني لم يتطور في التغطية العكسية والتمريرات العرضية والقطرية.
  • محمد شريف لم يتطور في ضربات الرأس وتسلم الكرة.

هل موسيماني مدرب كبير؟

نعم مدرب كبير، ولديه رصيد كاف يسمح له بخسارة اللقب، لكن لا بد من وضع خطة واضحة لمعالجة أخطاء الفريق الفنية؛ فحالة الفريق فنيا وبدنيا تعكس ضعفا واضحا في تحضير وتجهيز لاعبي الفريق قبل المباريات.

هل لا بد من الاستغناء عن لاعبي الأهلي؟ بالتأكيد لا، هؤلاء اللاعبون أسعدوا الجمهور كثيرا، وحققوا ألقابا على مدار عامين، وحين خسروا كانت الخسارة في النهائي، وعلى ملعب المنافس وفي أجواء عصيبة.

إدارة الكرة لا بد أن تتخذ القرار المناسب بالإبقاء على موسيماني، مع إضافة عناصر للجهاز تساعده في معالجة الأخطاء الفنية، أو تغيير الجهاز بالكامل في وقت مناسب لا يضر الفريق محليا في بطولة الدوري أو في نهاية الموسم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.