شعار قسم مدونات

ريال مدريد بطل أوروبا والنهائيات

كورتوا حارس ريال مدريد
كورتوا حارس ريال مدريد (مواقع التواصل)

توّج ريال مدريد بطل إسبانيا بالنجمة 14 له في بطولة دوري أبطال أوروبا بالانتصار على فريق ليفربول الإنجليزي بهدف نظيف للجناح السريع فينيسيوس جونيور.

وأثبتت المباراة النهائية مقولة إن الميرينغي زعيم القارة الأول وبطل النهائيات، إذ لم يخسر الفريق في القرن الحالي أي نهائي للبطولة من واقع 7 نهائيات، وأمام فرق كبيرة في دورياتها مثل ليفربول ويوفينتوس.

الفريق بطل بنجومه الذهبيين ومن دونهم: راؤول وهييرو وكاسياس ورونالدو وراموس.

مسيرة البطل تؤكد أحقيته باللقب

في البداية لا بد أن أؤكد أن أحقية ريال مدريد بالبطولة ليست لتفوقه التكتيكي والخططي في المباراة النهائية فحسب، بل استطاع الفريق التفوق على أفضل 3 فرق في الدوري الإنجليزي والإطاحة بها خارج البطولة، وهم: تشلسي وسيتي ثم ليفربول في النهاية.

كما أطاح ببطل فرنسا المدجج بالنجوم نادي باريس سان جيرمان، وذلك في سيناريوهات مختلفة ودراماتيكية تابعها ويعلمها الجميع، أكدت أن للفريق شخصية كبيرة لا يمتلكها إلا الأبطال، بالإضافة إلى دور كبير لمدرب الفريق المخضرم كارلو أنشيلوتي في اختيار الخطة المناسبة التي تخدم فريقه، وتعمل على استغلال عناصر القوة لديه، ومعالجة نقاط الضعف.

كيف يلعب ريال مدريد

قبل تحليل المباراة يجب أن نعرف كيف يلعب الريال في مباريات البطولة الإقصائية؟ دائما يعتمد الفريق على أسلوب ترك الكرة للمنافس طيلة الشوط الأول، واستنفاده بدنيا، واللعب بأسلوب دفاع منخفض في 20 أو 30 مترا؛ لغلق مسارات التمرير والاختراق الهجومي للمنافسين.

وهجوميا، يعتمد على التحول الهجومي السريع، باستخدام كريم بنزيمة مهاجما وهميا، مع تحركات الأطراف لخلخلة المنظومة الدفاعية للمنافسين، والاستفادة من سرعات أجنحته الهجومية في تحويل الهجمة إلى فرص سانحة للتهديف عبر تجميع اللعب في منطقته، ثم بتمريرة قطرية من كروس أو مودريتش، وتنتهي الهجمة على الطرف الآخر بفرصة محققة أو هدف.

لا يوجد فريق في العالم يلعب بالأسلوب الخططي نفسه طيلة فترات المباراة، لذلك نلاحظ أحيانا أن الفريق يغير نمطه الدفاعي أو الهجومي، حسب مجريات المباراة.

تحليل المباراة

مثلما ذكرت، فإن أسلوب لعب الريال في مباريات البطولة كان الاعتماد على اللعب بدفاع منخفض خلف الكرة، فقد بدأ أنشيلوتي المباراة بالأسلوب نفسه، وترك الكرة إلى أن تسنح الفرصة لتسجيل هدف في النصف ساعة الأخيرة من المباراة، كما فعل في المباريات السابقة.

أما ليفربول فيجيد استخدام تدوير الكرة، وخلق فرص كثيرة للتهديف، لكن مع كثرة الفرص، واستخدام أسلوب الضغط العالي، أُرهق الفريق بدنيا، واستبسل تيبو كورتوا حارس الريال في الذود عن مرمى فريقه، وكذلك سبب دفاع الريال مشكلة ذهنية للاعبي الليفر، ووترهم بشكل واضح، وبدى التوتر جليا لحظة الانهيار الذهني لهم في لقطة الهدف الملغي للريال، إذ بان الارتباك والقرارات السيئة على مدافعي الليفر.

من يتابع مباريات ليفربول يجد ثغرة دفاعية في الفريق عند فقدان الكرة في حالة هجومه، وهي المنطقة خلف الظهيرين أرنولد وروبيرسون بسبب تقدمهما أثناء الهجوم، مع طول قامة ثنائي الدفاع وقلة مرونة الحركة؛ هنا تظهر الفجوة الكبيرة، التي استطاع فالفيردي استغلالها بالاختراق خلف روبيرسون، ولعبه عرضية أرضية لفينيسيوس خلف أرنولد مسجلا هدف المباراة الوحيد.

في المجمل، الريال عرف كيف يفوز، وليفربول استسلم ذهنيا مبكرا في المباراة بعد هدف الريال، وكان من الممكن تعطيل الهجمة "بمخالفة" من ألكانتارا من البداية، كما أنه كان من الممكن كشف التسلل من أرنولد لو كان في تركيزه، وكان من الممكن أيضا نزول فيرمينيو أو أن يبدأ المباراة، فهو أفضل من دياز خططيا في مثل هذا التكتل الدفاعي للريال، وهو مميز كذلك في خلق فرص ومساحات لزملائه، خاصة أن دياز يحتاج لمباراة بها مساحات، وهو الأمر الذي لم يمنحه إياه دفاع الريال الصلب.

وأخيرا، كان من الممكن خلق طريق لسحب الريال وإخراجه من تمركزه الدفاعي، وفتح ثغرات لماني وصلاح.

إحصاءات المباراة

كمدرب كرة قدم ومحلل أداء، لا أعرف ما الطريقة المثلى لأن يكون فريقي موفقا، وفي كامل تركيزه ذهنيا وبدنيا، وفي المقابل منافسي يكون على العكس من ذلك تماما، إلا لو اعتبرنا شخصية الفريق تاريخيا، وخبرة المدرب في ربح النهائيات، وثقة الجمهور؛ أسبابا مهمة لذلك.

فعند متابعة المباراة النهائية في المباشر ومن دون قراءة الإحصاءات، سنجد جميع لاعبي الريال في حالة تفوق ذهني عن لاعبي ليفربول، خاصة التألق اللافت للنظر للحارس تيبو كورتوا، وثنائي وسط الملعب كاسيميرو وفالفيردي في أداء دورهم حسب النهج الخططي للمدرب. في المقابل كانت هناك حالة عدم توفيق أو سوء مستوى وتوتر لبعض لاعبي ليفربول مثل: تياغو ألكانتارا وأرنولد ولويس دياز وأيضا أليسون بيكر حارس المرمى الذي لم يكن جيدا في المباراة.

وهنا تؤكد الأرقام والإحصاءات مقولة "المباريات النهائية تكسب ولا تلعب"، والمقصود طبعا كيف تفوز بها من دون أداء هجومي، وتفوق رقمي على المنافس، إذ إن الريال الفائز باللقب لم يسدد طيلة المباراة سوى 4 تسديدات، منهم اثنتان فقط على المرمى وسجل منهما هدف البطولة، في حين سدد الليفر 24 تسديدة، منها 9 بين "الخشبات الثلاث"، وهنا تظهر أرقام الحارس المميز في الإنقاذ، حيث أنقذ مرماه في 9 تسديدات، منها 6 داخل منطقة الجزاء.

كما كانت أيضا أرقام مدافعي الريال متميزة، واستطاعوا اعتراض 9 تسديدات أخرى قبل أن تصل المرمى، ومنعوا تشكيل أي فرص خطيرة، سوى فرصة وحيدة في مقابل فرصتين للريال.

"نادي ليفربول" ليس فريق النهائيات ومنصات التتويج

يعاني دائما ليفربول مع مدربه يورغن كلوب في المباريات النهائية الحاسمة، ويجب على محللي أداء الفريق إيجاد السبب في غياب الفريق عن التهديف في أغلب مبارياته النهائية مؤخرا، إذ فشل في التسجيل في 3 مباريات نهائية هذا الموسم في كأس رابطة المحترفين، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ونهائي دوري الأبطال، كما لم يستطع الفوز في مباريات حاسمة مثل مباراة مانشستر سيتي في الدوري التي كان يحتاج الفريق فيها للفوز؛ لتعويض فارق النقطة في ترتيب الدوري واعتلائه بنقطتين؛ فانتهت المباراة بالتعادل، ليحافظ السيتي على الصدارة بفارق النقطة.

محمد صلاح فخر مصر والعرب.. ولكن

من دون أدنى شك فإن محمد صلاح فخر لمصر وللعرب، ومصدر إلهام وأمل للعديد من الشباب الذين يقتدون به، ويحلمون بالوصول لمكانته، سواء في مجال الرياضة أو أي مجال آخر.

فخر العرب الذي يحقق أرقاما قياسية عالمية يتفوق بها على لاعبين من الأعظم في التاريخ يعاني من سوء الحظ والنتائج، بخسارته الشامبيونز، ومن قبله الدوري بسيناريو محبط، ومع المنتخب كذلك حيث خسر معه لقب أمم أفريقيا، ومباراة التأهل للمونديال بسيناريو مؤلم في ضربات الترجيح في المرتين، كل هذه ألقاب كانت ستمنح محمد صلاح لقب أفضل لاعب في العالم على طبق من ذهب.

لكن صلاح يعاني هذه الفترة من تباين في وجهات النظر بين داعم له ومنتقد، أو بمعنى أدق شامت فيه، وعلى صلاح أن يبحث عن سبب تلك الشماتة أو الانتقاد، خاصة لو كان الأمر يتعلق بشخصه أو علاقته بجمهوره أو أدائه الفني مع النادي والمنتخب، وعلى الداعمين له مساعدته وعدم المبالغة في الدعم المطلق، لأن أي لاعب أو مدرب ليس أكبر من النقد، لكن الشماتة مرفوضة تماما.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.