شعار قسم مدونات

عظمة الإسلام تكفي

بدر الكبرى.. أمّ معارك الإسلام
الإسلام جاء لينظم حياتنا ويرتب أولوياتنا ويقيم لنا دولة واحدة بمنهج واحد (الجزيرة)

الأمة التي تفرط في غايتها لا ينعقد لها رأي ولا تجمع لها كلمة ولا تتكاتف لها صفوف، وكأن الناس في "كنتم" اتخذوها ماضيا لا يتسنى لهم العودة في قوله "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ" والعجيب أننا أمة يجمعنا دين واحد ونؤمن بكتاب واحد، ونتحدث لغة واحدة على الأغلب، وتجمعنا أصول واحدة، ونلتقي مع بعضنا البعض في أنساب واحدة، وتاريخنا مشترك.

بينما اجتمع من لا يجمعهم لغة ولا تاريخ ولا دين، وتحالفوا وتسابقوا حتى تفوقوا على أصحاب الدين الواحد.

ومشكلتنا الكبرى هي افتقارنا لوجهة محددة كأسلافنا، فهم كانوا أصحاب غاية واحدة ووجهة محددة، وكانوا يؤمنون بالإسلام وبحقه في التشريع والتحكيم، يؤمنون بأنه دين ودولة، يحكم اقتصادا وسياسة وسلطة، والعجيب أنه من لا يؤمن بالله وبرسوله يطبق أحكامه ببراعة، ففي دراسة قامت بها جامعة جورج واشنطن حسب ما نقلته بعض الصحف أن الدول العربية تذيلت الدول التي تطبق الإسلام في بلادها، وجاء على رأس القائمة دولة غير إسلامية أو عربية، أيرلندا!

سبب ذلك لكثير من المهتمين بشأن الإسلام والمسلمين حالة من الحسرة، التي وصلت لها البلاد، كيف وصل بنا الحال لتلك الدرجة المروعة!!

حتى أن اليابان التي لا تعترف سوى بالعلم قررت سن قانون يمنع اختلاط الانساب، ومنعت المطلقة من الزواج برجل آخر حتى تقوم بعد 100 يوم من تاريخ الانفصال!

أليست تلك العدة في الإسلام؟

إذن الحداثة التي نراها في كلام العلمانيين، وغيرهم ممن يريدون أن نبعد الدين عن الحياة العملية، ما هي إلا محض خطل، فتلك الدول التي يريدون منّا أن نتعلم منها تقتبس من ديننا، فكيف نتجاهله نحن؟

وماذا ننتظر كل تلك السنين!! هل ننتظر منهم أن يعلنوا إسلامهم حتى نصدق حقًا أن الإسلام دين ودولة؟

وفي حين أن كل تلك الدول تعترف بفضل الإسلام ونبوغه، نسمع من بني جلدتنا من يهزأ بهذا الدين ويعتبر المعلوم منه مجرد أساطير والواجب فيه مجرد سطور، لا قيمة له البتة وقد قرأت ما نشره سيناريست مشهور عن شهر رمضان واعتباره أن الصيام حرية شخصية، لا يحق لأحد التدخل فيه، فمن أراد أن يصوم صام ومن أراد أن يفطر أفطر، فدولة الحرية تتيح له ذلك.. وتعقيبي ليس على كلامه، بل على المبدأ الذي ينتهجه هذا وأمثاله من المخابيل..

إن ذهبت إلى الطبيب ومنعك من بعض الطعام، هل بهذا هو يجبرك على عدم تناوله؟ بالعكس ستتفهم أن الطبيب يريد لك الشفاء والسلامة، فهو يعلم وأنت لا تعلم.

ومن الطامة الكبرى أيضًا أن العامة من المسلمين أصبحوا لا يهابون إلا الناس، ومن كلام الناس، فالمقام الأول الذي يخشاه الناس هو الفضيحة، وقد صادفت على مواقع التواصل الاجتماعي سؤال فتاة تستنجد بأصدقاء هذه المواقع وكانت نجدتها في كارثة حدثت على حد وصفها وهي أن خطيبها قد قَبّل رأسها وهو الذي ظل طول فترة الخطوبة لا يلمسها، وطلبت منه الانفصال لفعلته، وبعيدًا عن كلامها، إن كان حدث أم لا، لكني تفاجأت بأن الجميع تناول الأمر بسخرية كبيرة، وكأن العفة أصبحت أمرًا نستنكره، فتذكرت تلك المرأة التي حفظت فرجها وصانت عرضها وقتلت من أراد اغتصابها، وحين خرجت برأس المعتدي أمام الأخريات قتلنها لأنها الشريفة الوحيدة بينهم.

عظمة الإسلام تكفي..

لو ضمنوا عدم اختلاط الأنساب بعد الزنا وضمنوا عدم السكر بعد شرب الخمر، سنظل نحن المسلمين نعتبر تلك حدود الله لا نقربها ولا نتعداها، لأن الله أمرنا بذلك فحسب ولأن عظمة الإسلام تكفي، فقد أثبت ذلك في ميادين الأرض من أقصاها إلى أقصاها.. فحين خرج آدم من الجنة، وسكن يونس بطن الحوت لم يكن ذلك لعلة أو لمرض، بل كان لمخالفة الأمر.

فالإسلام دين لا يحتاج منّا كل هذا العناد والجحود، جاء لينظم حياتنا ويرتب أولوياتنا، ويقيم لنا دولة واحدة بمنهج واحد، يبعث فينا الأمل ويوضح لنا الغاية، فلكيلا نأسف على ما فات يجب استغلال ما هو آت..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.