شعار قسم مدونات

القوة الجوية.. بين إخفاق عراقي جديد وإنجاز تاريخي في دوري الأبطال

فريق القوة الجوية العراقي (مواقع التواصل الاجتماعي)

تاريخ وإرث كبير تمتلكه الكرة العراقية في القارة الصفراء، فكثيرا ما كانت الفرق العراقية منافسة وحاضرة بقوة بمختلف البطولات سواء على صعيد المنتخبات أو فرق الأندية.

وبعكس المنتخبات الوطنية العراقية التي تملك رقما قياسيا، عقب التتويج بجميع الفئات العمرية بألقاب كأس آسيا، من الأشبال وحتى المنتخب الأول، فإن الفرق العراقية لم يبتسم لها الحظ كثيرا في مسابقة دوري أبطال آسيا، إذ تخلو خزائنها من أي لقب قاري في البطولة.

مرتان اقتربت الأندية العراقية من منصات التتويج باللقب القاري الأهم، دوري أبطال آسيا، الأول لقب فريق الشرطة الضائع في المسابقة عام 1971 بعد الانسحاب أمام فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي احتجاجا على احتلال دولة فلسطين، في موقف تاريخي مشرف لا يزال في الذاكرة، إضافة إلى وصول فريق الرشيد إلى نهائي عام 1989، وخسارته اللقب أمام فريق السد القطري، لتُحرم الكرة العراقية مجددا من التتويج باللقب القاري، في فترة كانت ذهبية للكرة العراقية، كما يعتبرها المختصون.

في مسماها الجديد، لم تسجل الأندية العراقية أي إنجاز يُذكر في مسابقة دوري أبطال آسيا، وبخاصة أن الفرق كانت في معظم المشاركات تخوض مبارياتها خارج العراق بسبب حظر الفيفا، وهذا ما أثر سلبيا على نتائج الفرق العراقية التي لم يتأهل أي منها إلى الدور الثاني من البطولة، رغم مشاركة أندية كبيرة مثل الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة وأربيل، لتستمر الإخفاقات في البطولة، وسط سخط جماهيري كبير من قبل أنصار الفرق العراقية..

القوة الجوية بطلاً لمسابقة كأس العراق في كرة القدم للمرة الخامسة بتاريخه (مواقع التواصل)

وجدت الكرة العراقية ضالتها في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وهي بطولة الصف الثاني في القارة الصفراء، إذ وضع فريق القوة الجوية حدا للفشل المستمر، عقب أن توج بلقب المسابقة 3 مرات، ليصبح النادي العراقي الوحيد المتوج بلقب بطولة قارية على مستوى الأندية، لتطلق عليه الجماهير العراقية لقب العميد.

إحدى مباريات القوة الجوية العراقي (مواقع التواصل)

حتى الآن لا تعد مشاركة القوة الجوية مشجعة الموسم الحالي في مسابقة دوري أبطال آسيا المقامة حاليا بطريقة التجمع في السعودية، فرغم البداية القوية بتحقيق الفوز على الجزيرة الإماراتي، فإن الخسارة المفاجئة أمام مومباي الهندي بعثرت أوراق الفريق في البطولة، ومن ثم التفريط بالفوز في مباراة الشباب السعودي، بعد التعادل في الوقت القاتل، وأخيرا الخسارة أمام الشباب بثلاثية نظيفة، وضعت الصقور في موقف غامض برصيد 4 نقاط في المجموعة، ليكتفي بالمنافسة على المركز الثاني خلف الشباب السعودي المتصدر.

يمتلك فريق القوة الجوية تشكيلة مليئة بلاعبي المنتخب يتقدمهم أحمد إبراهيم ومحمد علي عبود وصفاء هادي وإبراهيم بايش وعلاء عباس والمخضرم حمادي أحمد، يقودهم المدرب العراقي الشهير حكيم شاكر، إضافة إلى 4 محترفين، أبرزهم لاعب منتخب بنما ميلير، إلا أن ذلك غير كاف بحسب مختصين في الشأن الرياضي للمنافسة في البطولة الآسيوية العريقة، إذ تحتاج الأندية لمحترفين على مستوى عالٍ، لمجاراة الفرق الأخرى وخاصة السعودية المدججة بالمحترفين العالميين، حيث مازالت الأندية العراقية تعتمد على الدعم الحكومي المادي فقط، فلا يوجد تطور على مستوى التسويق، لذلك تحتاج الأندية الكثير من العمل والدعم والتخطيط على المدى البعيد، للتطور ماديا وإداريا، ومن ثم المنافسة في البطولة الآسيوية القوية.

أمام المدرب حكيم شاكر مباراتان مهمتان في دور المجموعات، الأولى ضد الجزيرة الإماراتي والثانية أمام مومباي الهندي، والفوز فيهما يضمن للصقور احتلال المركز الثاني بنسبة كبيرة، من أجل التنافس على خطف إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة إلى ربع نهائي غرب القارة كأفضل أصحاب المركز الثاني بالمجموعات الخمس.

الأمل يبقى قائما بتحقيق طفرة جديدة، كما عودتنا الكرة العراقية بين الحين والآخر، لذلك يتمسك صقور القوة الجوية بأملهم حتى آخر لحظة، ليحققوا إنجازا جديدا للكرة العراقية، وسط الإخفاقات المتتالية، وآخرها فشل أسود الرافدين ببلوغ مونديال قطر 2022.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.