شعار قسم مدونات

باريس سان جيرمان.. سقوط جديد في دوري الأبطال

كليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان (مواقع التواصل)
كليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان (مواقع التواصل الاجتماعي)

بلا شك أن تجربة الاستثمار في نادي باريس سان جرمان من جانب المستثمرين القطريين كانت فريدة من نوعها ومتميزة على عدة جوانب أبرزها الطفرة الهائلة والكبيرة في النادي من حيث قطاع كرة القدم على مستوى الشبان والفريق الأول وكرة اليد، بالإضافة إلى الانتشار الواسع جدا في أغلب دول العالم على مستوى الأكاديمية، وبات النادي الأبرز في فرنسا والمسيطر والمهيمن على أغلب البطولات المحلية في السنوات الماضية، وعلى الصعيد المالي والتجاري حقق النادي أرباحا مالية وشراكات تجارية وعقود رعاية ضخمة ولكن..

لماذا يفشل دائما فريق كرة القدم في تحقيق لقب دوري الأبطال؟

في اعتقادي، هناك عدة أسباب وسوف أسردها متتالية وهي:

  • الهدف المعلن هو تحقيق اللقب وكأن غير ذلك هو إخفاق، وهذا في رأيي أهم سبب في عدم تحقيق اللقب، لأن رهن نجاح النادي وربطه بتحقيق اللقب يضع ضغط إضافي على فريق ليس تاريخيا وليس متمرسا في البطولة، وأنا أرى أن الوصول للنهائي ثم قبل النهائي في عامين متتاليين قمة النجاح.
  • ثاني الأسباب هو ضعف البطولة المحلية أو بمعنى أدق الفارق الفني الكبير بين منافسي باريس في البطولات المحلية والبطولات الأوربية وهذا سبب في ضعف القرارات تحت الضغط والأخطاء الفردية، لأنهم لا يواجهون مثل هذه الضغوطات في البطولة المحلية.
  • ثالث الأسباب الاختيارات الفنية والقرارات الرياضية بالنادي مثل اختيار المدربين وإقالتهم واختيار لاعبين ورحيل آخرين وهنا أخص بالذكر رحيل توخيل والتعاقد مع بوكيتينو وإيمري، حيث كنت أرى أن يستمر توخيل في قيادة الفريق خصوصا بعد تحقيق إنجاز الوصول للمباراة النهائية عام 2020.

كما أنني أرى أن إيمري وبوكيتينو أقل فنيا من قدرتهما على تحقيق اللقب خصوصا في وجود نجوم كبيرة بالفريق غير متناغمة في المهام وتحتاج تكتيك خاص، على سبيل المثال الثغرة الواضحة في جهة حكيمي وميسي لضعف الثنائي دفاعيا، والتي استغلها فينسيوس أكثر من مرة، وكانت سبب الفوز، وهنا كان التفوق الواضح فنيا وخططيا من أنشيلوتي مدرب الريال عليه في استغلال هذه الثغرة، وأيضا في الدفع بكامافينغا والذي بدوره حرر مودريتش من الدور الدفاعي وسمح له باختراق الخطوط للفريق الباريسي، ومن ضمن القرارات الخاطئة الرياضية التعاقد مع نجوم كثيرين متشبعين بالبطولات ورغبتهم في تحقيق الألقاب أقل من لاعبين آخرين متعطشين لذلك، وهنا أخص داني ألفيش وبوفون سابقا وراموس وميسي حاليا.

كذلك التحديث السنوي في قائمة وتشكيل الفريق، وهنا نجد كامبامبي وماركينيوس ونيمار ومبابي فقط من الذين شاركوا في مباراة الخروج أمام ريال مدريد وشاركوا أيضا في الخروج أما السيتي العام الماضي.

  • رابع الأسباب التوفيق والأخطاء، وهما عاملان رئيسيان في كرة القدم، فالتوفيق غاب عن الفريق في مباريات عديدة حاسمة، كما أن القرعة دائما ما توقع الفريق مع عمالقة القارة مثل البايرن والسيتي والريال والبرسا وليفربول وهم في عز توهجهم والأخطاء التي كانت من لاعبين كبار بالفريق في توقيت مهم مثل خطأ بوفون أمام اليونايتد وخطأ دوناروما وماركينيوس أمام الريال.

أين الحل؟

أرى أن الحل يجب استنساخه من تجربة البايرن في ألمانيا، حيث إن الفريقين يغردان منفردين في البطولات المحلية، لكن البايرن أفضل وأقوى أوروبيا بفضل الاعتماد على لاعبين متميزين وشباب، ولكن ليسوا سوبر ستار، ولذلك رغبتهم  في التتويج والانتصارات أعلى من الاعتماد على إرث ورموز النادي في القرارات الرياضية والتركيز على مشروع طويل المدى يكون الهدف التتويج بالتشامبيونز خلال 5 سنوات وليس تجديد الهدف كل سنة عقب الإخفاق في تحقيقه؛ لأن ذلك يضع ضغطا هائلا على الفريق والمسؤولين يجعلهم يتخذون قرارات متسرعة في إقالة المدرب وتغيير اللاعبين.

وأخيرا وفي ظل قوة وسيطرة أندية كبرى حاليا على الساحة الأوروبية مثل السيتي والليفر وتشيلسي والبايرن والريال يلزم مجهود كبير وتخطيط سليم يناسب إمكانيات النادي وبناء شخصية لاعبيه لفرض قوته وهيمنته على القارة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.