شعار قسم مدونات

قطر 2022.. لحظة لم ينته المونديال بعد

ميسي ومنتخب الأرجنتين بعد الفوز بكأس العالم 2022 (الجزيرة)

90 عاما وأكثر مضت على اللحظة الأولى التي بدأ فيها هذا المحفل الرياضي الكبير الذي يدعى بـ "كأس العالم" لكرة القدم، كان ذلك في سنة 1930، لم يكن العالم برمته في ذلك الوقت على علم بأن النسخة الـ22 من هذه البطولة العالمية ستكون نسخة استثنائية خاصة، من الصعب تكرارها، بل لربما بات تكرارها شيئا من المستحيلات لأنها أقرب ما تكون إلى عالم الخيال.

تسعون عاما برمتها قد مضت وانقضت، وها نحن قد عشنا منذ أيام النسخة الـ22 من هذه البطولة الرياضية العالمية، البعض من تلك البطولات قد بات في عالم النسيان لأن تذكره لم يعد أبدا بالإمكان، والبعض الآخر ربما لا نتذكر منه إلا القليل الذي قد لا يزال عالقا في الأذهان، غير أن الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن "قطر 2022" كانت نسخة فريدة من نوعها، وستبقى مرسومة في ذاكرة الأجيال.

نعم لقد كانت "قطر 2022" نسخة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس من الناحية التجهيزية الإبداعية فحسب، بل من جميع النواحي الأخرى أيضا، سواء كانت إدارية أو تنظيمية أو لوجستية، وحتى من النواحي الأخلاقية والإنسانية، حيث افتُتِحَ المونديال وللمرة الأولى في تاريخه بآيات مباركات من القرآن الكريم، من قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} سورة الحجرات، الأية 13.

حيث دعت هذه الآية الكريمة كل الناس إلى التعارف والتعايش، دون أن يكون هناك أي عنصرية أو عصبية لا أخلاقية، كيف لا؟ والإسلام هو دين الألفة والمحبة والسلام، الذي أرسى كل مبادئ العدل القويم، لتكون نبراسا للسالكين في كل وقتٍ وحين، والناس في هذا الدين سواء، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لذكر على أنثى، إلا بتقوى الله رب العالمين.

وقبل الختام هذه بعض الكلمات إلى أولئك المثبطين والمثبطات، الذين عادة ما يتكلمون بشيءٍ من السخافات، وذلك من خلال بعض الأسئلة والاستنكارات، كقولهم ما لنا وكرة القدم فهي لا تُسمن ولا تغني من فاقة، أو هل حررتم فلسطين، أو غير ذلك من الاستفسارات التي قد تدل على شيءٍ من الجهالات، لأن الحقيقة أبعد من هذا بكثير، أما علم أصحاب تلك التساؤلات أن للثقة في النفس العديد من الإيجابيات التي تتجاوز مسألة كرة القدم، حيث لا يخفى على أحد ما لهذه الثقة من تأثيرات وميزات، لا يتسع المجال الآن لذكرها.

خلاصة القول من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكرا قطر على هذه النسخة الاستثنائية الإبداعية، لقد كنتم عند حسن الظن وأكثر، شكرا لكل المنتخبات العربية، شكرا إلى أولئك الذين ما زالت قلوبهم تنبض بحب فلسطين، أبشركم فلقد بلغت رسالتكم ما بلغ الليل والنهار، فشكرا لكم جميعا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.