شعار قسم مدونات

الابتكار في الطاقة البديلة هو الحل

الهيدروجين 4
الابتكار والتحديث في فلسفة فهمنا للطاقة المتجددة وفق احتياجات المجتمعات هي المطلوبة اليوم وليس التفكير النمطي التقليدي (بيكسابي)

بعد كل يوم تعيشه البشرية في الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا وامتداده على مستوى رقعة العالم؛ تتضح الرؤية بأهمية الطاقة البديلة التي باتت العنوان الأبرز لحياة الشعوب واستقرارها، أو انحدارها وزوالها؛ فالصراع اليوم على الموارد والمقدرات، وصراع عقول على من يسبق الآخر في تأمين ما يحتاجه في ظل التقلص الدائم في كل مجالات الحياة ومتطلباتها.

ارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع المواد الخام وندرتها والصراع عليها، والتوجه نحو المواد الغذائية وسبل النقل والتخزين؛ كلها تعزز القناعة بأن الطاقة البديلة هي الحل الأوحد والأهم والأجدى على مستوى تفكير الأفراد والمؤسسات والدول في هذا العصر بلا منازع.

التضخم الذي يضرب العالم اليوم من أقصاه إلى أقصاه يفتح عيوننا على أهمية الاستثمار في المشروعات الناجحة والقابلة للحياة، ومن أبرز هذه المشروعات اليوم: مشروعات الطاقة والطاقة البديلة، وهي رسالة كل الاقتصاديين والمتابعين والخبراء، وبها تصريحات مهمة لكل المسؤولين الدوليين بأن التوجه للاستثمار في الطاقة المتجددة بات أولوية قصوى لا يمكن التغاضي عنها.

الوعي هنا سلاح فعال، فنحن اليوم -كمجتمعات عربية- نحتاج لاختزال الوقت والجهد، لا إلى تكرار النماذج السابقة والقديمة

وبعد خبرة ممتدة لسنوات في العمل في هذا المجال؛ يمكن القول بصورة لا تقبل التأويل إن الابتكار والتحديث في فلسفة فهمنا للطاقة المتجددة وفق احتياجات المجتمعات هي المطلوبة اليوم وليس التفكير النمطي التقليدي؛ فالحاجات الخاصة بالطاقة لا يمكن التعامل معها بنظرة من الزمن السالف، بل لا بد من تجديد أنماط التفكير في البدائل الحديثة والعصرية في هذا المجال، والابتكار في المواد الأساسية ووسائل التركيب والتوريد على حد سواء.

ولأن العالم العربي اليوم لا يملك القدرة على تصنيع الألواح الشمسية ومولدات الطاقة الخاصة بالرياح ونحوها، بات من الواجب التفكير في الوسائل البديلة لتصنيع ما يمكن في هذه المستلزمات الأولية في مجال الطاقة، والتوجه المباشر نحو البحث عن هذه المتطلبات في دول العالم المختلفة لتأسيس محطات الطاقة البديلة على اختلاف أحجامها وأشكالها ومجالات استخراجها وتأمينها.

ففي وقت تشير فيه الدراسات إلى أن العالم العربي والمشرق الإسلامي عموما يتمتع بالسمات الأهم لمقدرات الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بات من اللازم العمل على استثمار طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية في كل المساحات المتاحة، لتأمين ما يمكن من الأسس الأولية للإنتاج وضمان استمرارية الحياة الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.

التوجهات الدولية بعد الحرب في أوكرانيا باتت عاملا ضاغطا على الدول والمؤسسات في حجم التفكير ومستواه في مجال الطاقة، لا سيما ونحن نتحدث عن انهيار حاد في اقتصادات أوروبا ودول في الشرق والغرب

الوعي هنا هو سلاح فعال، فنحن اليوم -كمجتمعات عربية- نحتاج لاختزال الوقت والجهد لا إلى تكرار النماذج السابقة والقديمة، فالتفكير لا بد أن يكون حديثا وعصريا ويستوعب المواد والمستلزمات والوسائل والأساليب الحديثة التي تتم في هذه الأيام، فلا يجدي التفكير الروتيني في عالم متقلب متسارع الأحداث، ومستوى التفكير ومجالاته لا بد أن تتوافق مع العصر بصورة حقيقية لا نظرية.

التوجهات الدولية بعد الحرب في أوكرانيا باتت عاملا ضاغطا على الدول والمؤسسات في حجم التفكير ومستواه في مجال الطاقة، لا سيما ونحن نتحدث عن انهيار حاد في اقتصادات أوروبا ودول في الشرق والغرب لم تتخذ حساباتها الإستراتيجية سابقا، فصعقتها الصدمة اليوم، وهالها ما يحصل من تسارع التطورات، ووجدت نفسها أمام أزمة حقيقية أمام شعوبها التي باتت تطالبها بالحد المتوسط من الأمان على الحياة من خلال تأمين الطاقة في فصل الشتاء بداية، وفي استمرارية الحياة الاقتصادية في ما بعد، وهو ما يعد تطورًا مهمًا في معادلة أولويات الدول.

هو لبّ التحدي إذا؛ هل ستكون العقول البشرية التي تتباهى بالتكنولوجيا العصرية والخبرة الممتدة قادرة على الحياة في ظل سهام الموت الموجهة لها من كل حدب وصوب، أم أنها ستركن للخيارات التقليدية وتنتظر انفراج الأزمات بلا إعداد ونظرة مستقبلية وخطط عاجلة وطارئة؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.