شعار قسم مدونات

قصة أعظم مشجع في تاريخ كرة القدم!

تياغو ريتش رئيس نادي سانتا كروز البرازيلي (الصحافة الإسبانية)

"الأحلام تتحقق"، هذه الكلمات ليس شعارا ورديا لرفع المعنويات أو مجرد كلمات فضفاضة تقال ثم تنسى بعد مرور قليل من الزمن، لكن هذا واقع وأنا أؤمن جدا بهذه المقولة.

القصة التي سنسردها تؤكد ذلك؛ فهي ليست من وحي الخيال، أو أن أبطالها خرافيون أو من الأساطير، بل القصة حقيقية وقعت سنة 2018، وبطل قصتنا حي يرزق حتى كتابة هذه الأسطر، إنه "تياغو ريتش" الصحفي البرازيلي.

الحب يصنع المعجزات

أكد هذا الشاب أن الحب بإمكانه صنع المعجزات وتحقيق المستحيل؛ فبفضل عشقه ناديه "سانتا كروز" استطاع الوصول من مشجع لناديه المفضل إلى رئيس النادي، بل حقق نتائج مذهلة وأخرج فريقه المفضل من عنق الزجاجة، وحل مشاكله ليحقق ألقابا على مستوى كأس البرازيل في سابقة في تاريخ النادي.

وفي عالم كرة القدم دارت نقاشات طويلة وعريضة حول من أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم وأعظم مدرب وأعظم ناد، لكن تم تجاهل أفضل مشجع في تاريخ كرة القدم!

المشجعون هم الذين يدفعون كثيرا من أموالهم لمشاهدة أنديتهم المفضلة، وأيضا يدفعون كثيرا من نفسيتهم في حال خسارة هذه الأندية.

أعتقد أن قصة الصحفي تياغو ريتش أقرب للخيال؛ فمن مشجع إلى رئيس النادي نستطيع القول إنه أفضل مشجع في البرازيل، بل "في تاريخ كرة القدم كلها".

القصة

في عام 2012، وفي مباراة ناديه سانتا كروز الذي كان يمر بأزمة في تلك السنة، وهو ناد يقع مقره في ريسيفي (عاصمة ولاية بيرنامبوكو في البرازيل)؛ شوهد الصحفي تياغو ريتش وحيدا في المدرجات في مباراة خسر فيها فريقه المفضل 1-4، وتحول إلى قائمة الأكثر انتشارا في وسائل التواصل الاجتماعي بالبرازيل، بعد انتشار صورته وحيدا في المدرجات.

وفي عام 2014، في الذكرى المئوية للنادي قرر رئيس الفريق الاستقالة بسبب نتائج النادي السلبية، وفي ذلك الوقت كان تياغو ريتش يعمل صحفيا لدى "مجموعة آر بي إس" (RBS Group) العملاقة، التي تمتلك 12 قناة تلفزيونية و24 محطة إذاعية و8 صحف في البرازيل، وتعد أكبر شركة إعلامية في البرازيل، لكن كل هذه الإغراءات لم تنل مع عشق هذا الشاب لناديه المفضل؛ فقرر الاستقالة من وظيفته المرموقة وضحى بها والتحق بوظيفة المتحدث الرسمي في النادي، وهو أول من شغل هذه الوظيفة، فلم تكن موجودة من قبل.

لم يتوقف تياغو هنا، ومع كثير من العمل والجهد، وبعد 6 سنوات في النادي اقترح على الإدارة المشاركة في كأس "كوبينا"؛ وهي دورة تُقام لفرق الدرجات الدنيا في النصف الثاني من الموسم، لكن رد الإدارة كان غير متوقع؛ وهو: "لماذا لا تصبح رئيسا للنادي؟"

هذا الشاب الصغير استطاع تحقيق الكثير من النتائج والإنجازات التي لم تتحقق منذ أكثر من 100 عام في تاريخ هذا النادي

وفي عمر 27 عامًا فقط نجح تياغو بالفعل في أن يكون رئيسًا للنادي البرازيلي، ليصبح أصغر رئيس في تاريخ النادي.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ فاز سانتا كروز العام الماضي ببطولة الدولة، ووصل أيضا إلى كأس البرازيل للمرة الأولى منذ 107 سنوات.

استطاع هذا الشاب الصغير تحقيق الكثير من النتائج والإنجازات التي لم تتحقق منذ أكثر من 100 عام في تاريخ هذا الفريق؛ فاستطاع الصعود بنادي سانتا كروز إلى الدرجة الثالثة من الدوري البرازيلي، والفوز بكأس بيرنامكبوكو، وبذلك استطاع التأهل لكأس البرازيل لأول مرة في تاريخ النادي منذ 107 سنوات.

لسان حال هذا الشاب البرازيلي يقول: كان حلما فخاطرت ثم أصبح حقيقة لا خيالا. وفي بعض الأحيان كل ما عليك فعله هو ألا تتوقف عن الحلم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.