هناك مثل جزائري قديم باللهجة الجزائرية يقول: "الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه" ومعناه باللغة العربية الفصحى: "أحبّ الجديد من دون التفريط في القديم". ينطبق هذا المثل تماما على الملعب المونديالي إستاد البيت بمدينة الخور، فهو يرمز للخيمة التي كان يسكنها آباؤنا وأجدادنا قديما في البادية في المنطقة العربية وفي شبه الجزيرة العربية، وفي الوقت نفسه يرمز للحداثة والمعاصرة فهو مجهز بأحدث التقنيات الحديثة المتطورة ومن أفضل الملاعب في العالم حاليا.

رمز الخيمة

كان سكان البادية قديما يسكنون الخيام، وتصنع الخيمة من الصوف والوبر وتستطيع مقاومة الرياح والأمطار، وترمز الخيمة في الثقافة العربية الإسلامية للكرم وحسن الضيافة عند العرب قديما، وتعدّ من التراث العربي الواجب المحافظة عليه والترويج له.

ويدل تمسك دولة قطر بالعادات والتقاليد على الأصالة وأن تاريخ العرب ضارب في القدم والأعماق.

نجاح قطري بامتياز في منافسات "كأس العرب"

استطاعت اللجنة المنظمة لفت الأنظار في منافسات كأس العرب 2021 التي كانت بمنزلة التجربة والتحضير لكأس العالم، بحفل افتتاح أقل ما يقال عنه إنه رائع، ولأول مرة في تاريخ المنافسات الرياضية في العالم يكون الافتتاح على شكل تمثيلية ترمز للكتاب ولتعليم الأطفال الصغار القرآن الكريم، فذلك يدل على تمسك هذا البلد بدينه وتاريخه وعاداته وتقاليده.

التعريف بالملعب

إستاد البيت هو ملعب كرة قدم، في مدينة الخور بدولة قطر، يتسع لـ60 ألف متفرج، وقد اختير إستاد البيت لاستضافة المباراة الافتتاحية لكأس العالم FIFA 2022™ منذ الرسم التخطيطي الأول له. واعتمدت قطر على النسيج الغني لثقافتها من أجل الترحيب بالعالم، فدعت الزوّار للاستمتاع بالراحة التي اعتاد أن يوفرها هذا الجزء من العالم لضيوفه منذ قرون.

استوحي تصميم الإستاد من بيت الشعر الذي سكنه أهل البادية، ويحتضن الهيكل الخارجي الذي يجسد شكل الخيمة بكل روعة واحدًا من إستادات كرة القدم الفائقة الحداثة. وعادة ما يمكن معرفة بيوت الشعر الخاصة بالقبائل والعائلات البدوية بالنظر إلى خطوطها السوداء والبيضاء، وينعكس ذلك على واجهة الإستاد الخارجية المميّزة، حيث يشعر المشجعون لدى دخوله بحفاوة الترحيب من خلال نقوش السدو النابضة بالحياة.

مُنحت الاستدامة أهمية قصوى أثناء تطوير إستاد البيت، فصُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم FIFA 2022™ للاستفادة منها في مشاريع أخرى.

ويمتد نهج الاستدامة من الإستاد إلى مدينة الخور المحيطة، حيث تحظى هذه المدينة بالعديد من المتنزهات والبحيرات إلى جانب محمية خضراء تشكل حزامًا ممتدًا من الإستاد حتى البحر، وذلك يسهم في ترسيخ إرث دائم من الإستاد الأكثر ترحيبًا في العالم.

معلومات عن ملعب البيت

الإستاد الذي تم تصميمه (البيت) اشتق اسمه من بيت الشعر؛ الخيمة التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج عبر التاريخ. ولأنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة القطرية، فلا بد من أن يتميز بكرم الضيافة الذي تشتهر به قطر، حيث يستضيف إستاد البيت الزوار من جميع أنحاء العالم بأذرع مفتوحة، ويوفر لهم فرصة عيش تجربة ممتلئة بالأصالة والفرح.