شعار قسم مدونات

كيروش للمصريين: "كيفي كده"

كيروش.. بحث عن لقب للبرتغال
البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري (مواقع التواصل)

اختلفت الآراء بحدة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر، بعد 9 مباريات منها الرسمية في تصفيات كأس العالم وشبه الرسمية في البطولة العربية. وما بين معارض ورافض لأفكاره بل وجوده في بعض الأحيان، 
يكمن الكلام عن هذا الرجل العنيد الذي استبعد قفشة وشريف من قائمة مباراتي ليبيا في تصفيات كأس العالم فقامت الدنيا ولم تقعد، كيف يستبعد الرجل "صاحب القاضية"، مع شريف أفضل مهاجم في مصر وهداف الدوري المصري الموسم الماضي، ولم يتأثر كيروش بكل هذه الانتقادات، وكان الرد الوحيد: "كيفي كده".

من هنا ظهرت ملامح شخصية الرجل، وبشكل عام فإن المدربين البرتغاليين الذين تواجدوا في الكرة مصرية شخصيات يتسمون كلهم "بالعناد" والشخصية القوية، وأبرزهم مانويل جوزيه وتوني أوليفيرا وفينجادا، وآخرهم كارلوس كيروش، لكن ربما كان كيروش هو أكثرهم صدامًا وتحديا.

ازدادت حدة الانتقادات للمدرب البرتغالي بعد إعلان القائمة المبدئية المشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، بعد أن اعتقد منتقدوه أنه سيمتثل لآرائهم التي أطلقوها خلال بطولة كأس العرب، لكنه خيّب ظنونهم بإصراره على قناعاته وأفكاره، رافعا شعار "خلي اللي يقول يقول".

ومن وجهة نظري، فإن نقطة الخلاف الرئيسية بين كيروش ومنتقديه تتمثل في الفارق في العقلية والأفكار. فكيروش لديه أفكار هو مصمم على تنفيذها، ومنتقدوه يرون أو يريدون أن يسير على منهجهم أو بالطريقة المصرية "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، و"حط كل لاعب في مركزه". لكن كيروش اختار الطريق الصعب وهو طريق الأفكار، فالرجل لديه أفكار وطريقة معينة يختار لها اللاعب المناسب لتنفيذها، وليس طريق اختيار الطريقة التي تناسب إمكانيات اللاعب.

الآن يمتلك كيروش أفضل لاعب في العالم من وجهة نظر الجمهور المصري، وربما من وجهة نظر كيروش أيضًا، فواجب عليه أن يستفيد من قدراته، وإحدى طرق الاستفادة أن يختار طريقة اللعب التي تناسبه وتعود عليها وتألق فيها.

فقرر المدرب البرتغالي أن يغير طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، وهي الطريقة الأنسب لصلاح. هذا ليس معناه تجاهل بقية اللاعبين، لكن العناصر الأساسية التي سيعتمد عليها (المحترفين) تحفظ تلك الطريقة، بالإضافة إلى لاعبي الأهلي، بعد أن اعتمد مدرب الأهلي بيتسو موسيماني على نفس الطريقة منذ بداية الموسم.

الآن، يراهن كيروش على أفكاره في بطولة كأس الأمم الأفريقية، لكن قبل الخوض في تاريخ مصر وما فعلته في هذه البطولة وما هو المطلوب من كيروش، دعونا نتفق على قاعدة: "لا بد من احترام المدرب الذي يملك الفكرة". ما أسهل أن يأتي مدرب ويلعب بالطريقة المعتادة من دون أي ابتكار، وهنا نسأل سؤالا: لماذا إذن تم تغير حسام البدري إذا كنا سنلعب مع كيروش بنفس طريقة البدري؟

على أي حال، فإن المصريين يطمحون لأن يؤدي المنتخب المصري بطولة قوية في الكاميرون، كيف لا وهم أسياد البطولة في القارة، فالمنتخب المصري يتصدر قائمة الأكثر تتويجا باللقب الأفريقي، رغم عدم فوزه به  منذ عام 2010 في أنغولا، لكنه تُوج باللقب الأفريقي 7 مرات، بدأها عام 1957، ثم حققه في 1959 و1986 و1998، قبل الثلاثية المتتالية الشهيرة تحت قيادة المدير الفني حسن شحاتة أعوام 2006، و2008 و2010.

ويعتبر كيروش المدرب الأجنبي التاسع الذي يتواجد مع الفراعنة في "الكان"، في المشاركة رقم 25 لمنتخب مصر في البطولة، ولم يسبق للأجانب سوى التتويج بلقبين فقط من إجمالي 7 ألقاب حققها الفراعنة في البطولة، أولهما المدرب المجري جوزيف تيتكوس مع منتخب الفراعنة ببطولة أمم أفريقيا عام 1959 التي أقيمت في مصر.

وقاد الألماني بوركارد بابي منتخب مصر في نسخة 1976 بإثيوبيا، وتأهل للمرحلة الثانية، لكنه احتل المركز الأخير في مجموعته بعد خسارة جميع مبارياته. كما قاد الويلزي مايكل سميث منتخب مصر للتتويج بلقب أمم أفريقيا بعد غياب 27 عاما في النسخة التي أقيمت بمصر عام 1986 بعد الفوز على الكاميرون بركلات الترجيح.

وتواجد الهولندي رود كرول مع الفراعنة في أمم أفريقيا 1996 بجنوب أفريقيا، ولم ينجح في التتويج، حيث خرج من ربع النهائي بعد الخسارة أمام زامبيا 1-3، وقاد الفرنسي جيرارد جيلي منتخب مصر في نسخة عام 2000 بغانا ونيجيريا، وخرج من ربع النهائي بعد الخسارة أمام تونس بهدف نظيف، لينهي مسيرته بعدها مع الفراعنة، كما تواجد الأرجنتيني هيكتور كوبر مع منتخب مصر في أمم أفريقيا 2017 بالغابون بعد غياب 7 سنوات عن المشاركة، وتأهل للنهائي، لكنه خسر أمام الكاميرون بهدفين مقابل هدف.

وقاد المكسيكي خافيير أغيري منتخب مصر في بطولة أفريقيا 2019 التي نظمتها مصر، لكن الفراعنة ودعوا المسابقة من دور الـ16 بعد الخسارة أمام جنوب أفريقيا بهدف نظيف. 
والآن يأتي الدور على كيروش المطالب بالوصول لأبعد نقطة في هذه البطولة، فهل يحقق كيروش المطلوب أم يلحق برفيقه أغيري؟ هذا ما سنعرفه عندما تنتهي البطولة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.