شعار قسم مدونات

بسبب المناخ.. 130 مليون عاطل عن العمل في بلادنا العربية

أزمة التغير المناخي هي أزمة غير عادلة رغم عالميتها فرغم أن الشعوب الأكثر فقرا هي الأقل مساهمة في التغير المناخي فإنها ستدفع الثمن الأغلى (غيتي إيميجز)

يقول البنك الدولي إنه لا يوجد بلد محصن من تغير المناخ، وهو أمر يتوافق مع ما أطلقتُ عليه في السابق البؤس العالمي غير النسبي الذي سيحدث جراء تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث ستعاني كل البلدان من المناخات المتطرفة، من فيضانات وجفاف وأعاصير وموجات حارة جدا، بغض النظر أكانت هذه البلدان غنية أم فقيرة، لذلك فإنه كلما زادت حدة التغير المناخي فإنها ستؤثر بشكل سلبي على رفاهية سكان الكوكب ككل، سواء كانوا من سكان أوروبا الغربية أو من سكان أفريقيا الوسطى.

لكن المشكلة الكبيرة عزيزي القارئ هي أن التغير المناخي سيؤثر بشكل أسرع على شعوب تلك البلدان الأشد فقرا والأكثر تخلفا، ومن ضمنها طبعا كل بلداننا العربية بلا استثناء، فبلداننا تنقسم إلى قسمين: غنية وفقيرة، إلا أنها تتساوى جميعها بمسألة التخلف هذه.

يقول أكيهيكو نيشيو نائب رئيس البنك الدولي لتمويل التنمية إن التغير المناخي سيلقي بـ130 مليون شخص إضافي إلى داخل أتون الفقر خلال السنوات العشر القادمة على أكثر تحديد، جميعهم من شعوب هذه البلدان الفقيرة والمتخلفة للأسف الشديد، وفوق ذلك سنشهد تهاوي تلك المكاسب الإنمائية التي تحققت في بلداننا الفقيرة والمتخلفة على مدار عقود رغم أنها كانت عبارة عن مشاريع قامت بها الأنظمة فقط لذر الرماد في عيون الشعوب الغاضبة والمقهورة، لكن رغم ذلك فإنها ستتهاوى.

ويضيف نيشيو أن أزمة التغير المناخي هي أزمة غير عادلة رغم عالميتها، فرغم أن الشعوب الأكثر فقرا هي الأقل مساهمة في التغير المناخي وفي انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بشعوب تلك البلدان الغنية والصناعية فإنها ستدفع الثمن الأغلى، وكل ذلك بسبب فساد حكامها وحكوماتها، علاوة على عدم وجود أي اهتمام رسمي بمسألة التغير المناخي هذه لا من قريب ولا من بعيد، في حين تذهب قروض البنك الدولي الموجهة أساسا للعمل المناخي -خاصة تلك المقدمة من المؤسسة الدولية للتنمية- إلى آلة الفساد العميقة.

تصور عزيزي القارئ، اليوم يقدم البنك الدولي معونات هائلة إلى هذه البلدان الفقيرة والمتخلفة على شكل قروض من أجل مساندتها في دعم الاستثمارات المتعلقة بالطاقة النظيفة والمتجددة، إلا أننا كشعوب بالفعل لا نرى أي تقدم يذكر نحو هذا الاتجاه، بل إن كثيرا من البلدان اليوم تحارب مسألة التحول إلى الطاقة الشمسية، نظرا للخسائر التي باتت تلحق بالإيرادات الحكومية جراء انخفاض الضرائب والعمولات الضخمة التي كانت تفرضها على الوقود الأحفوري كما يحدث في الأردن مثلا، فهناك صعوبات وعقبات جمة تضعها الحكومات المتعاقبة هناك على مسألة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية مثلا، خاصة للمنازل والمساجد وكثير من المنشآت الصناعية والخدمية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.