شعار قسم مدونات

مهمة لا يمكن لقائد جيش الاحتلال إيقافها..

رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي (رويترز)

 

يُعَدُّ رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الدولة الاحتلالي، أفيف كوخافي، أحد أكثر صانعي القرار تطرفًا في دولة الاحتلال. شكله أمام العالم لا يوحي بوحشيته، يرتدي قبعة حمراء وحذاءً بنيًا كجندي مظلي، ويلقي خطابات كاذبة حول القيم وكأنه نجم سينمائي.

كوخافي هو الوجه القبيح الذي يمثِّلُ دولة الاحتلال، ويعتبر النوع المفضَّل للمتطرفين، يروِّج لخططه العسكرية التي تعتمد على مبدأ الابادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين على أنها الحل الأنسب لحسم المعارك، وإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف "العدو".

في ملاحظة للسلوك العام لمن سبقه في المنصب، يعتبر كوخافي الأسوأ بينهم على الرغم من محاولاته الحثيثة تزيين صورته أمام العالم.

وإذا أردنا أن نكون أكثر تحديدًا، فإن كوخافي يقود جيشًا جشعًا لا يراعي قيمًا أخلاقية في تعامله مع الفلسطينيين واحتياجاته، ولا يأبه بالمجتمع الدولي وقراراته.

ساعد تطرف الحكومات السابقة في تغذية سلوك جيش الاحتلال بالتغوُّل على دماء الفلسطينيين، وعدم اعطاء السلطة الفلسطينية أيُّ فرصة لإقامة أي كيان سياسي للفلسطينيين بالضفة الغربية والأغوار.

لا يمكن لكوخافي في المرحلة الحالية تجميل صورة الاحتلال في ظل الانحطاط الأخلاقي الذي يمارسه بحق الفلسطينيين.

يُغَذِّي كوخافي لدى قواته الشعور بأن الجندي في جيش الاحتلال لا يمكن محاسبته من أي جهة كانت، وأنه يمكن لهذا الجندي أن يفعل ما يشاء، وذلك عبر رفض جيش الاحتلال التعامل مع لجان أو تقارير تطالبه بالتحقيق في مجازر ارتكبها ضد الفلسطينيين.

إذا أردت التأكُّد من ذلك يمكن العودة لتقرير غولدستون في الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة (2008-2009) حيث أدان التقرير استخدام جيش الاحتلال للفسفور الأبيض في المناطق المدنية ضد الفلسطينيين، مرورًا بالحروب على غزة بين (2012-2021) قتل خلالها جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين، ودمَّر عشرات آلاف البيوت على رأس ساكنيها، رصدت المؤسسات الحقوقية العديد من الحالات حينها أن جزءا لا يستهان به من البيوت قصف دون سابق إنذار مما تسبب في استشهاد العشرات من النساء والأطفال.

ولعلَّ أوضح صورة تدل على همجية الاحتلال في تعامل جيشه مع الفلسطينيين ما حدث في مسيرات العودة شرق قطاع غزة، حيث قتل العديد من المتظاهرين الذين يطالبون بفك الحصار عن القطاع، استهدف الاحتلال حينها مختلف أطياف الشعب الفلسطيني حيث إنه لم يكن بين هؤلاء مواطن ينتمي لأي حالة عسكرية، يدل ذلك بشكل واضح على الخط الفكري الذي يتبناه جيش الاحتلال في إصدار تعليماته العسكرية بالقتل دون حسيب أو رقيب.

ولا يختلف الحال كثيرًا في الضفة الغربية، فقد قتل جيش الاحتلال عشرات المدنيين على الحواجز العسكرية، وذلك لمجرد الشك فقط أن (أحدهم) يمثل خطرا على المستوطنين أو قواته العاملة في المكان، وكذلك المتظاهرين ضد الاستيطان في المدن والقرى الفلسطينية كما حدث مؤخرًا في جبل صبيح وبلدة بيتا.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.