شعار قسم مدونات

تجربتي مع مرض السرطان (4)

من بيكسابي، cancer cells خلايا سرطان أورام
من بيكسابي، cancer cells خلايا سرطان أورام (مواقع التواصل الإجتماعي)

 

يبدأ الوعي بالتساؤلات التي تحتاج إلى إجابات؛ بحيث تكون مقنعة للعقل، شافية للروح، مطمئِنة للقلب، مُعافية للجسد، إذ النفس الإنسانية السوِيَّة مفطورة على الميل إلى الحقيقة واتباعها، ومتى ما وجدت النفس الإنسانية الحقيقة سعت نحو التغيير الفردي بنية خالصة واتباع صحيح، ثم وَجَبَ أن تنتقل الحقيقة من الوعي الفردي نحو التغيير إلى الوعي الجمعي؛ لأجل صلاح الإنسانية وإصلاحها، ليتحقق مقصد الله تعالى في استخلاف الأرض وإعمارها والتمكين للمنهج الحقّ فيها على جميع المناحي وفي جميع المجالات.

 

يُطلق على العلاج المُصنَّع الكيميائي (Conventional medicine) العلاج التقليدي، في حين ما يُقابله يسمى بالعلاج البديل (Alternative medicine)، وقد كان ذهابي إلى "مركز غرسون الصحي" (Gerson Health Center) ومكوثي فيه تجربة حقيقية أنضجت لديّ الوعي؛ فأدركت المفاهيم الطبية من خلال المحاضرات العلمية، وفهمت منظومة التشافي الفطرية من خلال التطبيق العملي المباشر اليومي، وتيقنتُ من صلاح المنظومة من خلال عينات ممن خاضوا التجربة بأنفسهم.

بالقراءة والفهم بدأتُ تجربتي من خلال البحث الدؤوب عن الحقيقة، وما إن بدأت في فهم الحقيقة حتى هيأ الله تعالى لي أسباباً للوصول إلى الوعي الحقيقي بالتجربة المستنيرة، وأثناء مسيرتي من خلال العلاج البديل -التشافي الرباني أو العلاج الفطري الطبيعي- كنتُ أتساءل هل ما عُرِف منذ العصور القديمة على أنه التشافي الطبيعي أو التشافي الفطري أو الطبّ النبوي يكون بديلاً، وأنَّ الطبّ الصناعي المستحدث هو الطبّ التقليدي!

 

وكنتُ أتساءل من ناحية أخرى؛ كيف يمكن للعلاجات ذات المضاعفات السلبية المدمرة على الجسم أن تكون علاجًا! نعم، قد يضطر المريض إلى الخضوع لبعض العلاجات الطبية المستحدثة بحكم التطور العلمي، لكن من دون شطب كلّ ما هو علاج وتشافي طبيعي فطري حَتَّى في الحالات البسيطة، وحَتَّى في الحالات المزمنة والمستعصية، لماذا لا يتم العمل جنبًا إلى جنب للوصول إلى ما فيه شفاء الجسم (عافية الإنسان)! إذ هذا ما عملت عليه العلمانية في دورها الرئيسي في فصل الحقائق عن بعضها البعض ليتسنى لها الانتشار والتفشي براحة دون عقبات وعراقيل، مثل فصل الدين عن الدولة، وفصل العبادة عن المعاملة.. وكذلك فصل الطب الحديث (التقليدي) عن الطب البديل (الطبيعي) ليتمّ إقصاء الطبيعي وتهميشه وتجهيل من يتبعه.

كما كنتُ أتساءل أيضًا، لماذا لا يحقّ للمريض أن يختار علاجه بدون تهويل وتهديد، هل سيرمي المريض بنفسه إلى التهلكة! ولماذا لا يتخذ الأطباء بعض الحالات التي نجحت في العلاج الطبيعي، وإجراء دراسات وبحوث عليها لأجل مصلحة الإنسانية جمعاء! ففي الحقيقة، السرطان صناعة علمانية -كما ذكرتُ آنفا- وقد بدأ ذلك في الولايات المتحدة منذ عام 1910م، عندما قامت عائلتا روكفلر وكارنيغي بتوحيد نظام التعليم الطبي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، باحتكار الصناعة الكيميائية والدوائية لديهم، فبنوا الجامعات الطبية، وأصبحت كليات الطبّ منفذًا لبيع هذا النوع من الأدوية، ومن يتبنى أفكارهم يحصل على دعم مالي ومنح دراسية من العائلتين، وفي تلك الفترة كانت ممارسة الطبّ الطبيعي منتشرة، مع أنّ روكفلر نفسه كان يتعالج بالطبّ البديل.

 

إنَّ السرطان مرض صنعته العلمانية من خلال السوق التجارية ليدر عليها أرباحًا غير عابئين بمصير الإنسانيّة، فحولوا السرطان إلى تجارة تدرُّ عليهم المليارات، وشهدت ازدهارًا كبيرًا بعد الحرب العالمية الثانية، وبغض النظر عمَّا يحتاجه هؤلاء الأعداء من تحقيق الكسب غير القانوني، فإنّا نرى أن محاربة السرطان لا تحتاج إلى كلّ هذه التأجيلات والتفاصيل والنفقات الباهظة، خاصّة أن علاج السرطان قد تمّ التوصل إليه منذ وقت طويل، فيمكن تجنب الإصابة بالسرطان والوقاية منه ابتداءً، ومعالجته بإدراك ماهيته، وفهم طبيعة الجسم الذي خلقه الله تعالى بطبيعة ربانية قائمة على الصحة والعافية، وأنَّ المرض عارض للدلالة على وجود نقص عناصر مهمة وزيادة سميّة.

إنَّ أسباب المرض عموماً تتمثل في تراكمات الضغوط النفسية والجسدية على الجسم، وإنَّ السبب الجسدي الأول لكلّ الأمراض عمومًا، ومرض السرطان خصوصًا، هو بيت الداء (المعدة) الذي منه أكبر عضو في الجهاز الهضمي، فالمعدة بيت الداء كما جاء عن نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلم، فما يدخل المعدة من طعام يشكل العامل الأساسي في الصحة أو المرض، فالطعام هو السبب الرئيسي في بناء خلايا الجسم، فإن دخل المعدة طعام صحي متكامل العناصر الغذائية لبناء خلايا سليمة صلح الجسم، والعكس صحيح؛ لأنَّ ما يدخل إلى المعدة من طعام متكامل سليم هو الذي تتحقق منه بيئة قلوية مفعمة بالأكسجين من ناحية، ويمدّ خلايا الجسم بكلّ العناصر والمعادن التي ترفع من قدرته المناعية الجسدية من ناحية أخرى.

 

ثمّ يأتي الكبد بالدرجة الثانية في أسباب السرطان، بعد الجهاز الهضمي، إذ الكبد هو مصفاة الجسم من خلال عملية الأيض، وعدم قدرة الكبد على التخلص من السموم الزائدة في الجسم والفضلات، يؤدي إلى فشل دوره ومن ثمَّ زيادة سميّة الجسم التي تؤدي إلى حمضية الجسم ومن ثمَّ المرض، ومن أبرز الأعراض المبدئية في ضعف الكبد: الإمساك المزمن، وقرحة المعدة، ورائحة الفم الكريه، واضطرابات الغدد، وغيرها. ومما يُضعف دور الجهاز المناعي، تراكمات الأعراض وتسكيتها بالأدوية الذي يؤدي إلى الأسباب في مرض السرطان، ثمَّ تأتي الأسباب المتولدة عن الأسباب الرئيسية للمرض وهي كالتالي:

  • الإمساك المزمن مما يؤدي إلى حموضة الدم وقلة الأكسحين في الخلايا.
  • اضطرابات الهرمونات وخلل الغدد.
  • زيادة الأملاح واليوريا المستمر في الجسم.
  • زيادة البروتينات والدهون الحيوانية والزيوت المهدرجة.
  • التعرض للمواد الكيماوية عن طريق التلوث في جميع المجالات.

 

إنَّ تعرض الجسم للسموم لفترة طويلة، مع استمرار حمضية البيئة الداخلية له (الدم والبول)، وعدم دعم الخلايا بالتغذية الصحيّة السليمة، وعدم مُساندتها بالأكسجين والترطيب والتنظيف هو السبب الرئيسي للسرطان وجميع الأمراض المزمنة، ومع مرور الوقت يؤدي الإجهاد والالتهاب الناتج عن السموم إلى خلل وظيفي في الميتوكوندريا الخلوية، وهذا يؤدي إلى آلية دفاع خلوي، حيث تعود الخلايا إلى شكل أكثر بدائية من التنفس (تخمر السكر)، فتستمر بالتكاثر حتى تُشكل حاجزًا وقائيا.

إن مجتمعنا الكيميائي هو السبب في هذا النمو الهائل للسرطان في الـ50 سنة الماضية، فالسرطان مرض كيميائي؛ لأنَّ أجسامنا مثقلة بالجزيئات الكيميائية، التي لم يعدّ الجسم قادرا على التخلص منها، ومع تغيير نظام الحياة من الأكل السريع والمعلب والمكرر، والتركيز على الكربوهيدرات والبروتينات الحيوانية زادت الحمولة من ضغط السميّة الداخلية والخارجية على الجسم، وبالتالي فإنّ معرفة المشكلة هي نصف الحلّ، فالاطلاع بالقراءة والبحث الصحيح والفهم يسهم في إدراك نصف العلاج، ومن ثم نحتاج أن نفرق بين أسباب المرض وأعراضه، وأيّ منهما لا بُدّ أن يعالج؟ فيتبيّن أنَّ حمضية الدم في الجسم وضعف نسبة الأكسجين فيه يساعدان على وجود بيئة مهيئة لاحتضان البكتريا والفيروسات والالتهابات، والأورام على المدى البعيد. ومن ثمَّ، فإنَّ أسباب الأمراض عمومًا والسرطان خصوصًا على مستويين: ضغوطات نفسية وأخرى جسدية.
فأما الضغوطات الجسدية فتتمثل في نقص العناصر الأساسية الهامّة في الجسم، وزيادة السميّة الضاغطة على الجهاز الهضمي، فلا يستطيع الجسم طرد السمية من الحمولة الزائدة عليه. وأمَّا الأسباب النفسية، فلا يخفى علينا حجم الضغوطات في جميع المجالات وعلى كلّ المناحي لتزيد من حمضية الدم وسميته.

يتبع..

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.