شعار قسم مدونات

ما الذي يحول بينك وبين التقدم في مستواك الرياضي؟

هل تستطيع الصالات الرياضية الصمود في وجه كورونا؟
تسخين العضلة قبل تمرينها يُعد من أهم الأمور الواجب اتباعها (شترستوك)

 

الرياضة وتد داعم للجسد من أجل حمايته من الأمراض الغفيرة والوعكات الصحية التي تصيب الشخص بسبب تقصيره في شؤونه الصحية والغذائية، إذ تُعد أيضا إحدى أهم الحلول لتفادي هدم القوة الجسمية والعقلية، فالعقل السليم في الجسم السليم.

ومن أهم الرياضات التي استلهمت وأخذت حيزا في حياة جيل هذا العصر؛ رياضة كمال الأجسام او المقاومة بشكل عام، حيث تبيّن في عدة دراسات مدى أهميتها في الحصول على جسم متناسق قويم وصحة سليمة، ولكن لكل هدف طريق صحيح للسير عليه واتباعه من أجل الوصول للمبتغى وإلا فلا فائدة من المضي قدما بشكل خاطئ.

إذن، ما أسباب عزوف كثير من رواد الصالات الرياضية عن إكمال مسيرتهم على الرغم من توغلهم فيها لمدة من الزمن ولكن دون تحصيل النتائج؟ وما الحلول المناسبة لتفادي هذه الأمور والرجوع للسبيل السويّ لتداركها بشكل صحيح أثناء القيام بالأنشطة البدنية؟

هنالك عدة أخطاء بسيطة يرتكبها اللاعبون -وخاصة المبتدئون منهم- أثناء قيامهم بالتمارين الرياضية؛ ظنا منهم أنها لا تؤثر في مسيرتهم ولا تحول بينهم وبين وصولهم للجسم والوزن المرجو. ومن أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع بها اللاعب في الصالات الرياضية وشتى الأساليب التي تعد عائقا أمامه:

الإغفال عن تمارين الإحماء قبل المجهود البدني

إن تسخين العضلة قبل تمرينها يُعد من أهم الأمور الواجب اتباعها، فقد تبيّن أن التقصير في الإحماء ما هو إلا سبب في تمزق الأنسجة العضلية وحدوث نوبات الشد العضلي، فالإحماء لمدة لا تقل عن 7 دقائق هي الأفضل حتى نتجنب الإصابات العضلية، إضافة إلى أنها تساعد على تحضير القلب والجسم للبدء بالتمرين.

 

عدم التركيز خلال التمرين والسرعة المصاحبة له

من المهم جدا إعطاء التمارين حقها قدر المستطاع للتركيز في الضغط على العضلة، إذ إن السرعة تؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث إصابات وتقلل من فعالية التمرين. وكما أن للسرعة نتائج عكسية على العضلة، فإن استغراق وقت كبير وأخذ راحات طويلة يؤديان إلى هدم العضلة بدلا من بنائها، حيث إنه من الضروري أخذ قسط من الراحة لا يتجاوز 20 ثانية بين كل جولة وتاليتها، ودقيقة واحدة بين التمرين والآخر مع ضرورة التنفس والزفير خلال القيام بالتمرين.

 

التهاون في حمل الأوزان الثقيلة

ليس من الذكاء التباهي بمقدرة اللاعب على حمل أثقل الأوزان، بل يجب التدرج في حمل الأوزان بين كل جولة وجولة، على ألا تتعدى التكرارات 15 تكرارا ولا تقل عن 8 تكرارات، حتى تستفيد العضلة من التمرين بشكل شامل.

 

الاكتفاء بتمارين المقاومة وترك التمارين الهوائية أو العكس

أشار العديد من مدربي الرياضة إلى أن التمارين الهوائية وتمارين المقاومة يجب أن يصاحب كلاهما الآخر من أجل بلوغ الهدف المحدد وكسب الاستفادة الكاملة، حيث إن المقاومة عنصر مهم لبناء العضل والتمارين الهوائية لخسارة الدهون وتنشيط القلب والدورة الدموية.

 

عدم التنويع في التمارين والبقاء على نفس الشدة

إن التقدم في المستوى التدريبي له أثر كبير على الجسم، وكما أنه من المهم الصعود في مستوى التمارين شيئا فشيئا والتنويع فيها لتشمل جميع عضلات الجسد وتشغيل أجزاء مختلفة منها، فإذا تعودت العضلات سيصبح التمرين أقل فاعلية وتستغرق وقتا أطول لملاحظة التغير المطروء عليها.

 

الحد من شرب الماء أثناء المجهود العضلي

يظن كثير من اللاعبين أن شرب الماء خلال التمرين يؤدي إلى مشاكل معوية والشعور بالإعياء، بل يجب شرب جرعات من الماء بين كل جولة وجولة لتفادي جفاف الجسد، وعلاوة على ذلك، فإن شرب الماء يزيد من تدفق الطاقة وتزويد العضلات بالسوائل مما يعمل على أداء التمرين بشكل أفضل.

 

عدم الأخذ بالحسبان فترة راحة الجسم

يغفل عن أذهان كثير من رواد النوادي الرياضية أمر النوم الكافي من أجل الاستشفاء العضلي وخاصة في فترة الليل، فعملية النوم ليلا ليست محض أمر عادي وخاصة لبناء العضلات، إذ بدون استرخاء وراحة العضلات ما لا يقل عن النوم 8 ساعات متواصلة؛ لن يجني اللاعب ثمار تعبه وجهده المستغرق أثناء القيام بالتمارين، بل سيؤدي ذلك إلى خسارة العضلات لعدم منحها الوقت الكافي للاستشفاء والراحة.

 

تجاهل اتباع نظام صحي غني بالعناصر الغذائية

لا بد من الالتزام بالغذاء السليم المصاحب للتمارين الرياضية، فالمجهود البدني يذهب أدراج الرياح ما لم يتم اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والألياف وباقي العناصر الغذائية الصحية التي مهمتها تزويد الجسم بالطاقة الكافية للتمرين ولتغذية العضلات وخسارة الدهون.

 

التفكير بأن التمارين كالحمل على الكاهل

يرى كثير من الأشخاص أن التفكير السلبي لا علاقة له بالأداء، وهذا بالتأكيد أمر خاطئ، بل يجب الاستمتاع أثناء القيام به حتى يكون الجسد على استعداده التام لبذل طاقته في التمرين، إذ على اللاعبين خلق أجواء لأنفسهم تعينهم على إبقاء الدافعية لفترات أفضل وعدم تثبيط عزيمتهم والتخاذل قبل بلوغ مرادهم.

 

وفي الختام، نتفق جميعا على أن الفوائد الجمة التي يكتسبها الجسم البشري من الرياضة لا حصر لها، ولكن يجب الاهتمام وتسليط الضوء على أبسط الأمور والتركيز فيها مليّا حتى نحصد ثمار جهدنا ونبلغ النتيجة المرجوّة والجسم الذي نطمح إليه بشكل سليم دون عواقب تعترضنا.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.