شعار قسم مدونات

نزار بنات.. الانقسام انتهى

اصابات في قمع أجهزة السلطة مسيرة حاشدة طالبت برحيل الرئيس عباس على خلفية اغتيال نزار بنات
(الجزيرة)

 

أكثر كلمة ترددت في الآونة الأخيرة في القاموس الفلسطيني "الانقسام" حتى غدت كلمة كريهة ممجوجة لدى أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

هذه الكلمة الأكثر توظيفا في العقد الأخير من حياة القضية الفلسطينية وكأن الانقسام وليد فوز حماس في انتخابات شهد العالم بنزاهتها ولم يعترف بنتائجها.

تابعوا مسيرة حركة فتح والتناحر الداخلي فيها وبينها وبين الفصائل في الأردن ولبنان وتونس وغزة والضفة والذي وصل إلى حد إراقة دماء في غير طريقها.

أبرز ثمار وبركات دماء نزار بنات وقبلها سيف القدس ومن قبلها الانتخابات الملغاة أنها أسقطت هذه الكلمة (الانقسام) وذهبت إلى غير رجعة، ولم يعد هناك "طرفا الانقسام" المعزوفة الممجوجة من أطراف عدة، وإنما هناك فريق اختزل الحق الفلسطيني في القيادة والتمثيل فيه ويمارس أبشع أشكال الدكتاتورية والإفساد باسم القضية الفلسطينية مرسخا مسار التنسيق الأمني الخياني بزعم شرعية التمثيل الفلسطيني.

 

إن كثيرا من الإجراءات السابقة لاغتيال الأيقونة نزار بنات ولسيف القدس والانتخابات الملغاة أشارت إلى جهة خرق السفينة المسؤولة مباشرة عن الانقسام وآخرها تصفية الصوت الحر (نزار بنات) والتي تؤكد أنها فرقة موت محرمة تختطف السلطة.

وسبقتها فضيحة لقاحات كورونا التي أكدت أنها فرقة ليست للموت فقط وإنما للسرقة أيضا، حيث إنها تغتني على حساب الشعب وحياة أبنائه، فهم يرون القضية وفلسطين بقرة حلوبا لهم ولأبنائهم في السلطة.

وعلى المستوى السياسي كان قرار إلغاء الانتخابات التي نزار بنات أحد أبرز مرشحيها تحت مزاعم واهية فصلتها فرقة الاختطاف السياسي على مقاسها بالنظام والممارسة، ولما ساورها الشك بفقدانها انقلبت عليها بالإلغاء، وقبل ذلك بشطب التمثيل في المجلس التشريعي.

محاولات المصالحة -التي وصلت إلى 15 في شتى العواصم ثم رفضها أو الانقلاب عليها أو عدم التعاطي مع مخرجاتها- شاهد آخر، ومن ذلك حكومات وحدة وطنية والافتراء على حقوق أبناء الشعب، خاصة في غزة بممارسة الإرهاب المالي وقطع الرواتب وممارسة الابتزاز السياسي، وأصبح هذا ديدن الفرقة المختطفة للقرار السياسي الفلسطيني.

 

ليست السلطة الفلسطينية فقط المختطفة وإنما منظمة التحرير التي رهنها فريق الاختطاف لأمزجتهم وأصبحت في جيب ضيق تستخرج للإرهاب السياسي بدعوى التمثيل والشرعية ثم التهرب من استحقاق بناء المنظمة على أسس ديمقراطية لإعادة الاعتبار للقضية عبر بوابة البناء المؤسسي الوطني الغيور على تعطيل مسار بيروت وقرارات الأمناء العامين للفصائل.

ورغم التنازل من حماس عن شرط التزامن في الانتخابات ضمانا لإعادة بناء المنظمة فإن الانتخابات كان مصيرها الإلغاء، ومن يطالب بإعادة بناء المنظمة يواجه القتل أو الاغتيال السياسي المعنوي.

 

المشروع الوطني تآكل على يد زمرة مرتزقة اختطفت القرار الفلسطيني وجعلت من القضية "في آي بي" (vip) لها وللزبانية والذرية حتى صاغوا صورة مشوهة عن نضالنا الطاهر ليصبح تنسيقا أمنيا مقدسا حتى بشكل ذليل بعد صفقة القرن وضم القدس والضفة، وتتم العودة للتنسيق الأمني عبر اتصال من ضابط الركن، فيما وفد المصالحة مجتمع في القاهرة في استخفاف قميء بالخيار الوطني ووحدة الصف.

وحتى في حدها الأدنى (المقاومة الشعبية) يلاحقون أهلها حد قتل الكلمة، في إرهاب سادي مقزز ليصبح الشاهد والشهيد الأخير نزار بنات المثل الصارخ على فرقة الموت المرتزقة.

شواهد كثيرة ومتعددة ترسم ذات السيناريو وهو أن فلسطين وقضيتها مختطفة من قبل فرقة موت ونفر يمارس الابتزاز السياسي والمالي وشواهد كبيرة تؤكد في كل لحظة وآخرها جريمة الاغتيال للناشط نزار بنات.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.