شعار قسم مدونات

غزة.. قاهرة العِدى

يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة (وكالة الأناضول)

هل حدث من قبل أن إسرائيل حسبت لأحد أي حساب؟ هل حدث من قبل أنها قارنت نفسها وكيانها بأي أحد كان؟ وهل حدث أن وضعت في قائمة حساباتها أي دولة أو أي رئيس وأي وزير وأي حزب؟ لا لم يحدث من قبل..

لكن الآن حدث كل ذلك وليس غدا، إسرائيل اعترفت ضمنيا وفعليا بأن حماس مساوية لها بالقوة، بل ويزيد، وذلك بالإيمان والإرادة والعزم، وعلى الرغم من اختلاف المقدرات بينهما فإن مقاومة غزة فاقتها بالله ومع الله، فاقتها بدعم الله ومدده، فاقتها بعقيدتها الراسخة وأن القدس موعدنا والأقصى قضيتنا وأنها للقدس والأقصى فداء.

مسيرة الأعلام التي يتخبط من أجلها الساسة والقادة والتي يعتبرون أنها انتصار حققته دولة الكيان وما هي إلا حفلة رقص نهايته التعب والأرق ستتوج بالهزيمة والخسران المبين، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، تحسبهم مجتمعين وهم متفرقون، تحسبهم متوحدين وهم منقسمون، تحسبهم كلمة واحدة وهم منشقون، عن أي نصر وأي فوز يتغنون؟! بل هو خسران وكسر مبين، إسرائيل على مشارف النهاية، ومن هنا تبدأ النهاية نهاية طريقهم الذي رسموه بأيديهم وأيدي المؤمنين ورجالات غزة، غزة التي ذاع صيتها ولمع نجمها في سماء الكون، اليوم غزة كسرت الجيش الذي لا يكسر وقهرت الدولة التي لا تقهر، وستدحر المحتلين من كل شبر من أرض فلسطين، وستعيد للأقصى المشرف طهره ومجده.

هل انتصرت غزة؟

غزة التي قهرت شارون عام 2005، واستطاعت أن تدحره من أرضها، فانسحب منكس الرأس مطأطأ الهامة يجر أذيال الخيبة والمهانة بعربات جنوده المحطمة وقطعان مستوطنيه الخانعة، غزة التي كسرت قيدها وأطلقت العنان لكلمتها وأرسلت رسالة الحرية والعز إلى كل دول الكون انتصرت على عدوها الغاشم آكل لحوم الأطفال الأبرياء وشارب دماء النساء والشيوخ، هذا العدو -الذي لا يفتأ يعيث طغيانا على بقاع هذه الأرض الطاهرة- غزة وحدها قهرته وهزمته وشلت أركانه في كل حرب أقامها على ركام الأطفال والنساء والشيوخ.

غزة العزة قالت كلمتها لهذا الاحتلال الظالم، ودوت كلمتها محلقة في سماء تل أبيب المحتلة، جهزنا أنفسنا لقصف تل أبيب لـ6 أشهر متواصلة بعون الله.

بأمر من قائد الأركان محمد الضيف، وبصوت الملثم أبو عبيدة، الساعة السادسة، خلال ساعتين، على رجل واحدة، أسهل من شربة ماء، فلينتظر ردنا، نحذر العدو، وما زال في جعبتنا الكثير.. كلها كلمات كانت أشد من الصواعق تنزل بساح العدا على رؤوس قطعان الاحتلال، كلمات نقشت بحبر العز والكرامة في قلوب المكلومين واليتامى والأرامل، كلمات فخر سطرها رجال القسام في أرتال الأرض وكبد البحر وفي عرض السماء، كلمات ستورث للأجيال الصاعدة واللاحقة أن قسامنا لم يخذل أو يذل أو يهون، بل بالكرامة عاش وبالعزة سار وبالفخر وصل وبالثبات انتصر.

صاحت بنت الأقصى "واضيفاه" "واغزتاه"

وانتفضت غزة ملبية نداءها معلنة أن لعنة الله على المتخاذلين المثبطين، لبيك أختاه فإن القسام حاميك، وجند الله لكِ سند وقوة، خاضت غزة غمار الحرب بقوة، وانتقمت لمن انتهك حرمة أقصاها ودنس مسراها، وكانت للقدس فداء، ورفعت لنصرته اللواء.

انتصرت غزة، انتصرت المقاومة، انتصرت القسام، وخذل المحتل والمطبعون والخونة، سقط نتنياهو وظلت غزة صامدة والمقاومة منتصرة.

انتصرت غزة ونجحت مقاومتها بتحقيق أهدافها، ووقفت حائلا بين المحتل وتحقيق أهدافه المشؤومة، أذكر بعض نجاحات المقاومة "وهذا غيض من فيض":

  • إدخال 6 ملايين يهودي تحت مرمى نيران المقاومة.
  • تطور ملحوظ في السلاح الجوي الصاروخي، وإدخال عياش 250 في نطاق الخدمة.
  • استخدام الطائرات المسيرة المحملة بالقنابل وإرسالها فوق رؤوس المحتل.
  • توقف كافة مناحي الحياة الاقتصادية والصناعية والاجتماعية والمعيشية للمحتل الصهيوني.
  • قصف المفاعلات النووية بالصواريخ محلية الصنع.
  • توقف حركة المسافرين في مطار بن غوريون ومطار رامون.
  • تقدر الخسائر المادية للاحتلال الصهيوني بملايين الدولارات.
  • قتل وجرح العشرات من المستوطنين والجنود الصهاينة.
  • اقتصار حياة المستوطنين واليهود على الاختباء وإجبارهم على دخول الملاجئ.
  • إشعال الثورة والهبة العربية ضد المحتل الغاصب في الضفة الغربية وأراضي الـ48، وأغلب الدول العربية.
  • قذف الرعب والخوف في قلوب الصهاينة أجمعين، وحرمانهم من أمنهم المزعوم.
  • تنفيذ عمليات استهداف موجهة لجيبات عسكرية على مناطق الحدود وتجمعات لجنود الاحتلال.
  • رهن وقف إطلاق النار بالانسحاب من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح والإفراج عن المعتقلين.
  • انشقاق بين هيئة الأركان والحكومة والمؤسسة الأمنية بسبب عدم تمكن الحكومة والجيش من القضاء على المقاومة.
  • تخبط العدو الصهيوني في التخطيط والتنفيذ لعملية التوغل البري، فالمقاومة لهم بالمرصاد، والمعارك السابقة خير برهان ودليل.
  • التخطيط والتنفيذ المحكمان لشن الهجمات، وتنفيذ الضربات على المحتل الغاصب.
  • سياسة القصف بالقصف، والرد على قصف بيوت الآمنين وعلى شهداء غزة والضفة.

ختاما أقول إن من يملك قرار إطلاق الصواريخ على تل أبيب قادر على تحرير عسقلان وأسدود بقرار منه.. خير الرباط رباط عسقلان، ولن نحقق أجر الرباط فيها إلا بعد تحريرها، وأول ما سيحرر في فلسطين مدينة عسقلان بإذن الله، ثم تحرر جميع أرضنا تباعا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.