شعار قسم مدونات

سر نجاح التجربة الرواندية

الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا متحدثا في مقابلة مع صناع الأخبار (الجزيرة نت)
الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا (الجزيرة)

تابعت عن كثب برنامج "المقابلة" عبر قناة الجزيرة، والذي استضاف فيه الإعلامي علي الظفيري رئيس دولة رواندا، وقد خرجت ببعض الملاحظات السريعة التي يمكن استعراضها من خلال النقاط التالية:

  • من الواضح أن الصحفي علي الظفيري حضّر جيدا لهذه المقابلة وقرأ العديد من الكتب والتقارير وقابل عددا من المفكرين والكتاب الأفارقة، وقد بدا ذلك جليا من خلال الأسئلة العميقة والموفقة التي طرحها أثناء حديثه مع الرئيس.
  • بدا الرئيس بول كاغامي هادئا طوال المقابلة، كما كان دبلوماسيا جدا، خاصة في أجوبته عن الأسئلة المتعلقة بأزمة الحدود مع أوغندا ودور الجيش الرواندي في موزمبيق، بالإضافة إلى إجابته عن السؤال المتعلق بموقفه من قبول إسرائيل كمراقب في الاتحاد الأفريقي، حيث لم يقل الرئيس شيئا محددا تترتب عليه مواقف يمكن أن تحرج دولته.
  • أثار الرئيس أثناء المقابلة دور الفترة الاستعمارية في إذكاء الصراعات في القارة السمراء، مؤكدا أن الحرب الأهلية الرواندية كانت نتيجة حتمية للسياسات التي اتبعتها القوى الاستعمارية.
  • عبر بول كاغامي صراحة عن موقفه من القيم الغربية التي تسعى الدول الكبرى إلى فرضها على شعوب العالم، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشعوب الأفريقية تمتلك قيما خاصة بها وهي الأنسب لحل مشاكلها نظرا لتناغمها مع السياقات المحلية، وقد ضرب لذلك مثلا في ما يتعلق بقدرة المحاكم التقليدية الرواندية على النظر في مليون قضية خلال 10 سنوات.
  • أكد الرئيس الرواندي على أهمية التخطيط والاستشراف في تنمية الدول وتطويرها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رؤية 2020 حققت أغلب الأهداف 38 التي كانت تستهدفها، فباتت كيغالي هي العاصمة الأنظف أفريقيا والأكثر أمنا، ورواندا هي الدولة الأفريقية الأكثر نموا.

 

 

  • لم يفصح الرئيس بول كاغامي عن قراره في ما يتعلق ببقائه طويلا في السلطة التي وصلها منذ 21 سنة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الديمقراطية الغربية قد لا تكون الأكثر مناسبة للسياقات الأفريقية.
  • استطاع الدستور الرواندي تجريم الطائفية، فألغى الانتساب إلى الهوتو والتوتسي فعاد اللاجئون أفواجا، واستتب الأمن، وبات المواطنون سواسية أمام القانون.
  • نجح الروانديون بسرعة في إعادة بناء البيئة الطبيعية، حيث تم تشجير الساحات وأعيد بناء الغابات، وهو ما يشي بخلفية حضارية وتنموية فريدة.
  • حرص الرئيس أثناء المقابلة على التأكيد على أهمية تحقيق التنمية المستدامة، واعتبرها مؤشرا على نجاح السياسات العامة للدولة، كما تحدث عن قراره المميز القاضي بحَثِّ الروانديين على العمل والإنتاج والتوقف عن الجلوس وانتظار المساعدات.
  • خرجت من متابعتي لمقابلة مع رئيس استطاع انتشال دولته من أتون حرب أهلية وجعلها في مصاف الدول السريعة النمو بخلاصة مفادها أن الدول تبنى بالتخطيط المحكم والرؤية الثاقبة والإرادة القوية لصانع القرار في تنمية الدولة، وليس بكثرة الموارد الطبيعية والموقع الإستراتيجي والديمقراطية الغربية.

هنيئا لرواندا ببول كاغامي

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.